المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الـدور الستراتيجـي للسعـر
2-4-2019
الاجرام السماوية – الأقمار
22/11/2022
نظرة شاملة للوضع الثقافي والاجتماعي للمدينة
2023-12-06
معنى كلمة فرد‌
10-12-2015
الكثافة والوزن النوعي
3-7-2016
جنة الفرعون السماوية المحرَّمة على الشعب.
2024-03-01


اغتيال الامام الرضا والاقوال الشاذة في ذلك  
  
3356   09:16 صباحاً   التاريخ: 2-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص371-372.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-10-2015 3553
التاريخ: 2-8-2016 6975
التاريخ: 19-05-2015 3518
التاريخ: 2-8-2016 3164

قام المأمون باغتيال امام المسلمين سبط الرسول (صلّى اللّه عليه و آله) الامام الرضا (عليه السّلام) فدس له سما قاتلا في العنب أو الرمان .. و بذلك فقد قضى المأمون على المع شخصية في العالم الاسلامي كانت مصدر الوعي و الفكر في دنيا الاسلام.

حاول بعض المؤرخين تنزيه المأمون من اقتراف هذه الجريمة النكراء و انه لم يقدم على اغتيال الامام (عليه السّلام) و هذه بعض اقوالهم:

1- موته حتف أنفه:

ذهب (ابن خالدون) الى ان الامام (عليه السّلام) مات حتف أنفه فجأة على أثر عنب أكله‏ و كذا ذهب غيره إلى هذا القول‏ .

2- اغتيال العباسيين للامام:

قال ابن الجوزي: لما رأى العباسيون أن الخلافة قد خرجت من أيديهم الى أولاد علي بن أبي طالب سموا علي بن موسى الرضا فتوفي في قرية من قرى (طوس) يقال لها (سناباد) .. و قد زعم قوم أن المأمون سمه و ليس كما ذكر فان المأمون حزن عليه حزنا لم يحزنه على أحد و كتب إلى الآفاق يعزونه‏ .

3- موته بالسّم:

و ذكر فريق من المؤرخين أن الامام (عليه السّلام) توفي مسموما  و لم يذكروا غير ذلك.

هذه بعض الأقوال التي ذكرت و هي شاذة لا نصيب لها من الواقع فان من المقطوع به هو ان المأمون هو الذي اغتال الامام لا الأسرة العباسية و لا غيرها و لم يمت الامام حتف انفه لقد قدم المأمون على اقتراف هذه الجريمة للتخلص من الامام الذي شاع ذكره في جميع انحاء العالم الاسلامي فقد ظهرت للعيان دلائل إمامته و هام المسلمون بحبه و ذلك لما يتمتع به من معالي الاخلاق و سمو الآداب و الاقبال على اللّه و الزهد في الدنيا و غير ذلك من صفاته العظيمة في حين أن المأمون و سائر ملوك بني العباس كانوا خالين من كل نزعة كريمة و صفة رفيعة.

و على أي حال فقد اجمع معظم المؤرخين و الرواة ان المأمون هو الذي دس السم إلى الامام لا غيره فقد اغتال بهذه الطريقة كوكبة من اعلام عصره خاف منهم‏ .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.