المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أنـواع اتـجاهـات المـستهـلك
2024-11-28
المحرر العلمي
2024-11-28
المحرر في الصحافة المتخصصة
2024-11-28
مـراحل تكويـن اتجاهات المـستهـلك
2024-11-28
عوامـل تكويـن اتـجاهات المـستهـلك
2024-11-28
وسـائـل قـيـاس اتـجاهـات المستهلـك
2024-11-28

أمثلة على النسخ (نسخ الازالة الكلي) 
2023-08-31
8- عصر ايسن – لارسا
17-9-2016
في الظلم والظالم والفاسق والكافر
14-8-2022
التصوير والأشعة في التحقيق الجنائي
13-6-2018
السنة والحديث والحديث القدسي
2-9-2016
ما هو منشأ ظهور فرقة الإسماعيلية ؟
10-9-2020


نص الرسالة الطبية الذهبية  
  
3144   10:14 صباحاً   التاريخ: 31-7-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص204-205.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / التراث الرضوي الشريف /

نص هذه الرسالة الغرّاء فنحن ننقله عن طب الامام الرضا من منشورات المطبعة الحيدرية في النجف الاشرف و قد طبع سنة 1385هـ و قد جاء فيه بعد البسملة و الثناء على الامام (عليه السّلام) ما نصه: اعلم يا أمير المؤمنين ان اللّه تعالى لم يبتل عبده المؤمن ببلاء حتى جعل له دواء يعالج به و لكل صنف من الداء صنف من الدواء و تدبير و نعت ذلك ...

حكى هذا المقطع حكمة اللّه البالغة في خلقه للإنسان الذي يحتوي على الاجهزة العجيبة التي هي عرضة للإصابة بأنواع الامراض و ان اللّه تعالى لم يخلق مرضا إلّا و له دواء يقضي عليه و يحسمه فقد طويت في هذه العصور التي بلغ فيها الطب الذروة جمهرة من الأمراض و القيت في البحر كمرض السل و التهاب الامعاء و التيفوئيد و ذلك بفضل المضادات الحياتية كالبنسلين و الارومايسين و غيرهما بالإضافة الى عالم الجراحة التي قضت على كثير من الأمراض و بهذا فقد تجلت الحكمة البالغة في كلمة الامام سليل النبوة من ان اللّه تعالى قد جعل لكل صنف من الداء صنفا من الدواء و سوف يطوى في ملف الطب من أن بعض الأمراض لا دواء لها.

قال (عليه السّلام): إن الأجسام الانسانية جعلت في مثال الملك فملك الجسد هو القلب و العمال العروق و الأوصال و الدماغ و بيت الملك قلبه و أرضه الجسد و الأعوان يداه و رجلاه و عيناه و شفتاه و لسانه و أذناه و خزانته معدته و بطنه و حجابه صدره فاليدان عونان يقربان و يبعدان و يعملان على ما يوحي إليهما الملك و الرجلان تنقلان الملك حيث يشاء و العينان تدلان على ما يغيب عنه لأن الملك وراء حجاب لا يوصل إليه الا بهما و هما سراجاه أيضا و حصن الجسد و حرزه و الأذنان لا تدخلان على الملك إلّا ما يوافقه لأنهما لا يقدران أن يدخلا شيئا حتى يوحي الملك إليهما فاذا أوحى إليهما أطرق الملك منصتا لهما حتى يسمع منهما ثم يجيب بما يريد فيترجم عنه اللسان بادوات كثيرة منها ريح الفؤاد و بخار المعدة و معونة الشفتين و ليس للشفتين قوة إلّا بالإنسان و ليس يستغني بعضها عن بعض ...

عرض الامام الحكيم الى بدن الانسان هذا البدن العجيب الذي تجلت فيه قدرة اللّه الهائلة و ابداعه المدهش و تنظيمه المحكم قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ* الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ} [الانفطار: 6-8] هذا البدن الذي حوى من الأجهزة و الخلايا ما يعجز عنه الوصف يقول فيه رائد الحكمة و البيان في الاسلام الامام أمير المؤمنين (عليه السّلام) :

أ تحسب أنك جرم صغير          و فيك انطوى العالم الأكبر

نعم ان الانسان ليس هيكلا محدودا و لا جرما صغيرا و انما حوى العالم باسره فهو مجموعة من الأكوان و العوالم.

و قد شبه سليل النبوة و معدن العلم و الحكمة بدن الانسان بالدولة التي يتكون جهازها من الرئيس و الجند و الأعوان و الأرض التي يكون حاكما لها.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.