المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



قدم الخالق العظيم و صفاته  
  
2715   10:24 صباحاً   التاريخ: 31-7-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص282-284.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / التراث الرضوي الشريف /

من البحوث المهمة التي أدلى بها الامام (عليه السّلام) هي قدم الخالق العظيم و صفاته قال (عليه السّلام) لبعض اصحابه: اعلم علمك اللّه الخير ان اللّه تبارك و تعالى قديم و القدم صفته التي دلت العاقل على أنه لا شي‏ء قبله و لا شي‏ء معه في ديموميته فقد بان لنا باقرار العامة معجزة الصفة انه لا شي‏ء قبل اللّه و لا شي‏ء مع اللّه في بقائه و بطل قول من زعم أنه كان قبله أو كان معه شي‏ء و ذلك انه لو كان معه شي‏ء في بقائه لم يجز أن يكون خالقا له لأنه لم يزل معه فكيف يكون خالقا لمن لم يزل معه و لو كان قبله شي‏ء كان الأول ذلك الشي‏ء لا هذا و كان الأول أولى بأن يكون خالقا للأول ؛ ثم وصف نفسه تبارك و تعالى باسماء دعا الخلق اذ خلقهم و تعبدهم و ابتلاهم الى أن يدعوه بها فسمى نفسه سميعا بصيرا قادرا قائما ناطقا ظاهرا باطنا لطيفا خبيرا قويا عزيزا حكيما عليما و ما أشبه هذه الأسماء فلما رأى ذلك من اسمائه القالون المكذبون و قد سمعونا نحدث عن اللّه انه لا شي‏ء مثله و لا شي‏ء من الخلق في حاله قالوا: أخبرونا اذا زعمتم انه لا مثل للّه و لا شبه له كيف شاركتموه في اسمائه الحسنى فتسميتم بجميعها فان في ذلك دليلا على أنكم مثله في حالاته كلها أو في بعضها دون بعض إذ جمعتم الاسماء الطيبة؟

قيل لهم: ان اللّه تبارك و تعالى الزم العباد اسماء من اسمائه على اختلاف المعاني و ذلك كما يجمع الاسم الواحد معنيين مختلفين و الدليل على ذلك قول الناس الجائز عندهم الشائع و هو الذي خاطب اللّه به الخلق فكلمهم بما يعقلون ليكون عليهم حجة في تضييع ما ضيعوا فقد يقال للرجل: كلب و حمار و ثور و سكرة و علقمة و أسد كل ذلك على خلافه و حالاته لم تقع الأسامي على معانيها التي كانت بنيت عليها لأن الانسان ليس بأسد و لا كلب فافهم ذلك رحمك اللّه , و انما سمي اللّه تعالى بالعلم‏ بغير علم حادث علم به الأشياء استعان به على حفظ ما يستقبل من أمره و الروية فيما يخلق من خلقه و يفسد ما مضى مما افنى من خلقه مما لو لم يحضره و يغيبه كان جاهلا ضعيفا كما انا لو رأينا علماء الخلق انما سموا بالعلم لعلم حادث‏ اذ كانوا فيه جهلة و ربما فارقهم العلم بالأشياء فعادوا الى الجهل و انما سمي اللّه عالما لأنه لا يجهل شيئا فقد جمع الخالق و المخلوق اسم العالم و اختلف المعنى على ما رأيت , و سمي ربنا سميعا لا بخرق فيه يسمع الصوت و لا يبصر به كما ان خرقنا الذي به نسمع لا نقوى به على البصر و لكنه اخبر انه لا يخفى عليه شي‏ء من الأصوات ليس على حد ما سمينا نحن فقد جمعنا الاسم بالسمع و اختلف المعنى و هكذا البصر لا بخرق منه أبصر كما انا نبصر بخرق منا لا ننتفع به في غيره و هكذا البصر لا بخرق منه أبصر كما انا نبصر بخرق منا لا ننتفع به في غيره و لكن اللّه بصير لا يحتمل‏ شخصا منظورا إليه فقد جمعنا الاسم و اختلف المعنى و هو قائم ليس على معنى انتصاب و قيام على ساق في كبد كما قامت الاشياء و لكن قائم‏ يخبر أنه حافظ كقول الرجل: القائم بأمرنا فلان و اللّه هو القائم على كل نفس بما كسبت و القائم أيضا كلام الناس: الباقي و القائم أيضا يخبر عن الكفاية كقولك للرجل قم بأمر بني فلان أي اكفهم و القائم منا قائم على ساق فقد جمعنا الاسم و لم يجمعنا المعنى و أما اللطيف فليس على قلة و قصافة و صغر و لكن ذلك على النفاذ في الأشياء و الامتناع من أن يدرك كقولك للرجل: لطف عني هذا الامر و لطف فلان في مذهبه و قوله: يخبرك أنه غمض فيه العقل و فات الطلب و عاد متعمّقا متلطفا لا يدركه الوهم فكذلك لطف اللّه تبارك و تعالى عن أن يدرك بحد أو يحد بوصف و اللطافة منا الصغر و القلة فقد جمعنا الاسم و اختلف المعنى , و أما الخبير فالذي لا يعزب عنه شي‏ء و لا يفوته ليس للتجربة و لا للاعتبار بالأشياء فعند التجربة و الاعتبار علمان و لو لا هما ما علم لأن من كان كذلك كان جاهلا و اللّه لم يزل خبيرا بما يخلق الخبير من الناس المستخبر عن جهل المتعلم فقد جمعنا الاسم و اختلف المعنى و أما الظاهر فليس من أجل أنه علا الأشياء بركوب فوقها و قعود عليها و تسنم لذراها و لكن ذلك لقهره و لغلبته الأشياء و قدرته عليها كقول الرجل: ظهرت على أعدائي و اظهرني اللّه على خصمي يخبر عن الفلج و الغلبة فهكذا ظهور على الاشياء و وجه آخر انه الظاهر لمن أراده و لا يخفى عليه شي‏ء و انه مدبر لكل ما برأ فأي ظاهر أظهر و أوضح من اللّه تبارك و تعالى لأنك لا تعدم صنعته حيثما توجهت و فيك من آثاره ما يغنيك و الظاهر منا البارز بنفسه و المعلوم بحده فقد جمعنا الاسم و لم يجمعنا المعنى , و أما الباطن فليس على معنى الاستبطان للأشياء بأن يغور فيها و لكن ذلك منه على استبطانه للأشياء علما و حفظا و تدبيرا كقول القائل: ابطنته يعني خبرته و علمت مكتوم سره و الباطن منا الغائب في الشي‏ء المستتر و قد جمعنا الاسم و اختلف المعنى و اما القاهر فليس على معنى علاج و نصب و احتيال و مدارة و مكر كما يقهر العباد بعضهم بعضا و المقهور منهم يعود قاهرا و القاهر يعود مقهورا و لكن ذلك من اللّه تبارك و تعالى على أن جميع ما خلق ملبس به الذل لفاعله و قلة الامتناع لما اراد به لم يخرج منه طرفة عين أن يقول له: {كُنْ فَيَكُونُ} [البقرة: 117] و القاهر منا على ما ذكرت و وصفت فقد جمعنا الاسم و اختلف المعنى و هكذا جميع الاسماء و إن كنا لم نستجمعها كلها فقد يكتفي الاعتبار بما القينا إليك و اللّه عونك و عوننا في ارشادنا و توفيقنا .. .

و حفلت هذه الرسالة بالاستدلال على قدم الخالق العظيم المبدع و المكون‏ للأشياء على اختلاف انواعها كما حفلت بذكر بعض اسماء اللّه تعالى و انها و إن اطلقت على الانسان إلّا ان المعنى مختلف فأطلاقها على اللّه غير اطلاقها على الانسان المفتقر الى اللّه تعالى في جميع شؤونه و احواله و من الجدير بالذكر ان هذه الرسالة وصفها الكليني بانها مرسلة و ليست بمسندة.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.