أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-8-2016
3667
التاريخ: 19-05-2015
5141
التاريخ: 2023-03-22
1382
التاريخ: 2-8-2016
3254
|
من البحوث المهمة التي أدلى بها الامام (عليه السّلام) هي قدم الخالق العظيم و صفاته قال (عليه السّلام) لبعض اصحابه: اعلم علمك اللّه الخير ان اللّه تبارك و تعالى قديم و القدم صفته التي دلت العاقل على أنه لا شيء قبله و لا شيء معه في ديموميته فقد بان لنا باقرار العامة معجزة الصفة انه لا شيء قبل اللّه و لا شيء مع اللّه في بقائه و بطل قول من زعم أنه كان قبله أو كان معه شيء و ذلك انه لو كان معه شيء في بقائه لم يجز أن يكون خالقا له لأنه لم يزل معه فكيف يكون خالقا لمن لم يزل معه و لو كان قبله شيء كان الأول ذلك الشيء لا هذا و كان الأول أولى بأن يكون خالقا للأول ؛ ثم وصف نفسه تبارك و تعالى باسماء دعا الخلق اذ خلقهم و تعبدهم و ابتلاهم الى أن يدعوه بها فسمى نفسه سميعا بصيرا قادرا قائما ناطقا ظاهرا باطنا لطيفا خبيرا قويا عزيزا حكيما عليما و ما أشبه هذه الأسماء فلما رأى ذلك من اسمائه القالون المكذبون و قد سمعونا نحدث عن اللّه انه لا شيء مثله و لا شيء من الخلق في حاله قالوا: أخبرونا اذا زعمتم انه لا مثل للّه و لا شبه له كيف شاركتموه في اسمائه الحسنى فتسميتم بجميعها فان في ذلك دليلا على أنكم مثله في حالاته كلها أو في بعضها دون بعض إذ جمعتم الاسماء الطيبة؟
قيل لهم: ان اللّه تبارك و تعالى الزم العباد اسماء من اسمائه على اختلاف المعاني و ذلك كما يجمع الاسم الواحد معنيين مختلفين و الدليل على ذلك قول الناس الجائز عندهم الشائع و هو الذي خاطب اللّه به الخلق فكلمهم بما يعقلون ليكون عليهم حجة في تضييع ما ضيعوا فقد يقال للرجل: كلب و حمار و ثور و سكرة و علقمة و أسد كل ذلك على خلافه و حالاته لم تقع الأسامي على معانيها التي كانت بنيت عليها لأن الانسان ليس بأسد و لا كلب فافهم ذلك رحمك اللّه , و انما سمي اللّه تعالى بالعلم بغير علم حادث علم به الأشياء استعان به على حفظ ما يستقبل من أمره و الروية فيما يخلق من خلقه و يفسد ما مضى مما افنى من خلقه مما لو لم يحضره و يغيبه كان جاهلا ضعيفا كما انا لو رأينا علماء الخلق انما سموا بالعلم لعلم حادث اذ كانوا فيه جهلة و ربما فارقهم العلم بالأشياء فعادوا الى الجهل و انما سمي اللّه عالما لأنه لا يجهل شيئا فقد جمع الخالق و المخلوق اسم العالم و اختلف المعنى على ما رأيت , و سمي ربنا سميعا لا بخرق فيه يسمع الصوت و لا يبصر به كما ان خرقنا الذي به نسمع لا نقوى به على البصر و لكنه اخبر انه لا يخفى عليه شيء من الأصوات ليس على حد ما سمينا نحن فقد جمعنا الاسم بالسمع و اختلف المعنى و هكذا البصر لا بخرق منه أبصر كما انا نبصر بخرق منا لا ننتفع به في غيره و هكذا البصر لا بخرق منه أبصر كما انا نبصر بخرق منا لا ننتفع به في غيره و لكن اللّه بصير لا يحتمل شخصا منظورا إليه فقد جمعنا الاسم و اختلف المعنى و هو قائم ليس على معنى انتصاب و قيام على ساق في كبد كما قامت الاشياء و لكن قائم يخبر أنه حافظ كقول الرجل: القائم بأمرنا فلان و اللّه هو القائم على كل نفس بما كسبت و القائم أيضا كلام الناس: الباقي و القائم أيضا يخبر عن الكفاية كقولك للرجل قم بأمر بني فلان أي اكفهم و القائم منا قائم على ساق فقد جمعنا الاسم و لم يجمعنا المعنى و أما اللطيف فليس على قلة و قصافة و صغر و لكن ذلك على النفاذ في الأشياء و الامتناع من أن يدرك كقولك للرجل: لطف عني هذا الامر و لطف فلان في مذهبه و قوله: يخبرك أنه غمض فيه العقل و فات الطلب و عاد متعمّقا متلطفا لا يدركه الوهم فكذلك لطف اللّه تبارك و تعالى عن أن يدرك بحد أو يحد بوصف و اللطافة منا الصغر و القلة فقد جمعنا الاسم و اختلف المعنى , و أما الخبير فالذي لا يعزب عنه شيء و لا يفوته ليس للتجربة و لا للاعتبار بالأشياء فعند التجربة و الاعتبار علمان و لو لا هما ما علم لأن من كان كذلك كان جاهلا و اللّه لم يزل خبيرا بما يخلق الخبير من الناس المستخبر عن جهل المتعلم فقد جمعنا الاسم و اختلف المعنى و أما الظاهر فليس من أجل أنه علا الأشياء بركوب فوقها و قعود عليها و تسنم لذراها و لكن ذلك لقهره و لغلبته الأشياء و قدرته عليها كقول الرجل: ظهرت على أعدائي و اظهرني اللّه على خصمي يخبر عن الفلج و الغلبة فهكذا ظهور على الاشياء و وجه آخر انه الظاهر لمن أراده و لا يخفى عليه شيء و انه مدبر لكل ما برأ فأي ظاهر أظهر و أوضح من اللّه تبارك و تعالى لأنك لا تعدم صنعته حيثما توجهت و فيك من آثاره ما يغنيك و الظاهر منا البارز بنفسه و المعلوم بحده فقد جمعنا الاسم و لم يجمعنا المعنى , و أما الباطن فليس على معنى الاستبطان للأشياء بأن يغور فيها و لكن ذلك منه على استبطانه للأشياء علما و حفظا و تدبيرا كقول القائل: ابطنته يعني خبرته و علمت مكتوم سره و الباطن منا الغائب في الشيء المستتر و قد جمعنا الاسم و اختلف المعنى و اما القاهر فليس على معنى علاج و نصب و احتيال و مدارة و مكر كما يقهر العباد بعضهم بعضا و المقهور منهم يعود قاهرا و القاهر يعود مقهورا و لكن ذلك من اللّه تبارك و تعالى على أن جميع ما خلق ملبس به الذل لفاعله و قلة الامتناع لما اراد به لم يخرج منه طرفة عين أن يقول له: {كُنْ فَيَكُونُ} [البقرة: 117] و القاهر منا على ما ذكرت و وصفت فقد جمعنا الاسم و اختلف المعنى و هكذا جميع الاسماء و إن كنا لم نستجمعها كلها فقد يكتفي الاعتبار بما القينا إليك و اللّه عونك و عوننا في ارشادنا و توفيقنا .. .
و حفلت هذه الرسالة بالاستدلال على قدم الخالق العظيم المبدع و المكون للأشياء على اختلاف انواعها كما حفلت بذكر بعض اسماء اللّه تعالى و انها و إن اطلقت على الانسان إلّا ان المعنى مختلف فأطلاقها على اللّه غير اطلاقها على الانسان المفتقر الى اللّه تعالى في جميع شؤونه و احواله و من الجدير بالذكر ان هذه الرسالة وصفها الكليني بانها مرسلة و ليست بمسندة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|