المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06
النضج السياسي في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في روسيا الفيدرالية
2024-11-06



الحجامة ودورها في تنقية البدن  
  
3683   10:47 صباحاً   التاريخ: 30-7-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص221-223.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / التراث الرضوي الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-8-2016 3570
التاريخ: 1-8-2016 3141
التاريخ: 1-8-2016 2934
التاريخ: 19-05-2015 4426

قال الامام الرضا (عليه السّلام): قد ذكرت لأمير المؤمنين جميع ما يحتاج إليه في سياسة المزاج و أحوال جسمه و علاجه و أنا اذكر ما يحتاج الى تناوله من الأغذية و الأدوية و ما يجب أن يفعله في أوقاته , فاذا اردت الحجامة فليكن في اثنتي عشر ليلة من الهلال الى خمس عشرة فانه اصلح لبدنك فاذا نقص الشهر فلا تحتم إلّا أن تكون مضطرا الى ذلك و هو لأن الدم ينقص في نقصان الهلال و يزيد في زيادته و لتكن الحجامة بقدر ما يمضي من السنين فابن عشرين سنة يحتجم في كل عشرين يوما و ابن الثلاثين في كل ثلاثين يوما مرة واحدة و كذل من بلغ من العمر اربعين سنة يحتجم في كل اربعين يوما مرة و ما زاد فبحسب ذلك.

و اعلم يا أمير المؤمنين ان الحجامة انما يؤخذ دمها من صغار العروق المبثوثة في اللحم و مصداق ذلك ما ذكرته أنها لا تضعف القوة كما يوجد من الضعف عند الفصد و حجامة النقرة تنفع من ثقل الرأس و حجامة الأخدعين‏ تخفف عن الرأس و الوجه و العينين و هي نافعة لوجع الاضراس و ربما ناب الفصد عن جميع ذلك و قد يحتجم تحت الذقن لعلاج القلاع‏ في الفم و من فساد اللثة و غير ذلك من أوجاع الفم و كذلك الحجامة بين الكتفين تنفع من الخفقان الذي يكون من الامتلاء و الحرارة و الذي يوضع على الساقين قد ينقص من الامتلاء نقصانا بينا و ينفع من الأوجاع المزمنة في الكلى و المثانة و الأرحام و يدرّ الطمث غير انها تنهك الجسد و قد يعرض منها الغشي الشديد إلّا انها تنفع ذوي البثور و الدماميل.

و الذي يخفف من الم الحجامة تخفيف المص عند أول ما يضع المحاجم ثم يدرج المص قليلا و الثواني أزيد في المص من الأوايل و كذلك الثوالث فصاعدا و يتوقف عن الشرط حتى يحمر الموضع جيدا بتكرير المحاجم عليه و يلين المشراط على جلود لينة و يمسح الموضع قبل شرطه بالدهن و كذلك الفصد فانه يقلل الألم و كذلك يلين المشرط و المبضع عند الحجامة و عند الفراغ منها يلين الموضع بالدهن و يقطر على العروق اذا فصد شيئا من الدهن لكيلا يحتجب فيضر ذلك بالمفصود و ليعمد الفاصد أن يفصد من العروق ما كان في المواضع القليلة اللحم لأن في قلة اللحم من فوق العروق قلة الألم و اكثر العروق الما إذا فصد حبل الذراع‏ و القيفال‏ لاتصالهما بالعضد و صلابة الجلد فأما الباسليق‏ و الأكحل فإنهما في الفصد أقل الما اذا لم يكن فوقهما لحم و الواجب تكميد موضع الفصد بالماء الحار ليظهر الدم و خاصة في الشتاء فانه يلين الجلد و يقلل الألم و يسهل الفصد و يجب في كل ما ذكرناه من اخراج الدم اجتناب النساء قبل ذلك باثنتي عشرة ساعة , و يحتجم في يوم صاح صاف لا غيم فيه و لا ريح شديدة و يخرج من الدم بقدر ما يرى من تغيره و لا تدخل يومك ذلك الحمام فانه يورث الداء و صب على رأسك و جسدك الماء الحار و لا تفعل ذلك من ساعتك.

و إياك و الحمام إذا احتجمت فان الحمى الدائمة تكون فيه فاذا اغتسلت من الحجامة فخذ خرقة مرغزي‏ فالقها على محاجمك أو ثوبا لينا من قز أو غيره و خذ قدر حمصة من الترياق الأكبر و اشربه ان كان شتاء و ان كان صيفا فاشرب السكنجبين العنصلي‏  و امزجه بالشراب المفرح المعتدل و تناوله أو بشراب الفاكهة و ان تعذر ذلك فشراب الأترج فان لم تجد شيئا فتناوله- أي الأترج- بعد علكه ناعما تحت الأسنان و اشرب عليه جرع الماء الفاتر و ان كان ذلك في زمان الشتاء و البرد فاشرب عليه السكنجبين العسلي فانك متى فعلت ذلك أمنت من اللقوة و البرص و البهق و الجذام باذن اللّه تعالى و امتص من الرمان فانه يقوي النفس و يحيي الدم و لا تأكل طعاما مالحا بعد ذلك بثلاث ساعات فانه يخاف أن يعرض من‏ ذلك الجرب و إن شئت فكل من الطياهيج‏ اذا احتجمت و اشرب عليه من الشراب المزكى الذي ذكرته أولا و ادهن بدهن الخيري أو شي‏ء من المسك و ماء الورد و صب منه على هامتك ساعة فراغك من الحجامة.

و أما في الصيف فاذا احتجمت فكل السكباج‏ و الهلام‏ و المصوص‏ و الحامض و صب على هامتك دهن البنفسج بماء الورد و شيئا من الكافور و اشرب من ذلك الشراب الذي وصفته لك بعد طعامك و إياك و كثرة الحركة و الغضب و مجامعة النساء ليومك ....

عرض الامام (عليه السّلام) في هذا المقطع للحجامة التي تعود على البدن بأعظم الفوائد و تعيد له نشاطه و تنفي عنه الأسقام و الأمراض فهي أعظم و صفة و اكثرها نجاحا للمصابين بارتفاع الضغط الدموي فالدم الذي يخرج انما يخرج من صغار العروق المبثوثة في اللحم - على حد تعبير الامام - و هو لا يوجب ضعفا في البدن و قد ذكر الامام بعض الأمراض التي تعالج بالحجامة و هي:

أ- احتقان الاسنان و اللثة.

ب- امراض الكلى المزمنة و المثانة و الرحم.

ج- قلة الحيض.

د- البثور و الدمامل.

و قد وصف الامام عملية الحجامة و احاط بجميع جوانبها و ما ينبغي أن يستعمله الانسان بعدها و ما ينبغي له تركه من الأطعمة و الأشربة.

كما عرض الامام الى الفصد و ذكر الأوردة التي تفصد كحبل الذراع و القيفال و ذكر أيضا ما ينبغي استعماله بعد الفصد من شرب بعض المشروبات المنعشة كما منع من بعض الأطعمة التي تسبب بعض المخاطر.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.