المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06



التربية العربية ما قبل الاسلام  
  
17512   10:43 صباحاً   التاريخ: 26-7-2016
المؤلف : د. عبد الله الرشدان
الكتاب أو المصدر : المدخل الى التربية والتعليم
الجزء والصفحة : ص131-132
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-12-2021 3179
التاريخ: 28-6-2017 14103
التاريخ: 19-3-2022 2081
التاريخ: 12/11/2022 1102

يطلق لفظ العرب على قوم من أصل عربي وتجمعهم اللغة العربية . وكانت مساكنهم في جزيرة العرب , وهي أرض عربية , تمتد من بحر القلزم إلى بحر البصرة , ومن اقصى حجر باليمن إلى أوائل بلاد الشام (1) , وينقسمون إلى بدو وحضر , اما البدو فهم سكان الخيام ينتقلون مع الانعام طلباً للماء والكلأ . وأما الحضر كالتابعية والمناذرة في بلاد العرب وكالعمالقة في العراق , فكان لهم ملوك يحكمونهم , وفتحوا البلاد وكانت لهم قوانين وشرائع وعلوم وفنون مدونة ومدارس يتعلمون فيها .

ومن حيث العصبية القبلية كان العرب ينقسمون إلى عرب الجنوب وكانوا أكثر حضارة واشتهروا بالزخرفة والنقش ؟, وكانت لهم حياة اجتماعية وسياسية . بينما عرب الشمال لم يتركوا لنا شيئاً مكتوباً . وأما عرب وسط الجزيرة في الحجاز فإنه يستدل على أنه كانت لهم حضارة ودرجة لا بأس بها من الرقي حسب معايير ذلك العصر , بالإضافة إلى خصب الأرض ومنتوجاتها الكثيرة .

وكان عند العرب عادات وأخلاق أصيلة وأخرى غير مقبولة حسب معاييرنا الحالية مثل وأد البنات الذي حرم بمجيء الإسلام (2) .

ومن العلوم التي اشتهروا بها في المدن : علم الفلك , وري الاراضي , وعلوم الهندسة  وعمارة المدن , والحساب والطب والبيطرة والزراعة والآداب , وكانوا يركزون على النواحي العملية والخبرة , ولكن تلك العلوم كانت تمتزج بالكثير من الخرافات . اما عرب البادية فكانوا اميين  ولكن كان عندهم جملة من الفنون اكتسبوها بالممارسة وتناقلوها بالرواية مثل الشعر والخطابة وعلم النجوم والأنساب والأخبار ووصف الأرض وعلم الفراسة , والطب وغيرها .

وتتلخص أغراض التربية عند الحضر والبدو منهم في إعداد الجيل الصاعد لتحصيل ما هو ضروري لحفظ الحياة واستمراريتها . ولكن بالإضافة إلى هذا تميزت التربية الحضرية في تهيئة الأحداث للصناعات والمهن المختلفة مثل الهندسة والنجارة والنقش وأعمال البناء وغيرها من الحرف الضرورية , وتعليمهم العادات الحسنة والصفات الأخلاقية . وكانت التربية في مجملها ارقى من التربية البدوية حيث كانت المدارس موجودة وتدرس الحساب واللغة , وكان عندهم مدارس ابتدائية وأخرى عالية تدرس الهندسة والطب وفن العمارة والفلك والنقش والآداب والتاريخ .

ولكن في البادية كانت التربية تأخذ شكلاً غير مقصود , وتتم في الاسرة وتشاركها العشيرة التي هي صورة مكبرة للعائلة , وتتم عن طريق التقليد فعن طريق الأوامر والزواجر يلقيها الأبوان والأقارب وشيوخ العشيرة وذوو العقول الراجحة .

ولم يعرف عرب البادية معاهد للتعليم لبساطة حياتهم , ولكن كان لهم مجالس للآداب والشعر وتبادل الأخبار يسمونها الاندية . أما الحضر فكان لهم خطط وطرائف مألوفة ولكنها كانت لا تبتعد عن الحفظ والتكرار والتقليد , وكانوا يستعملون في الكتابة ألواحاً من الطين مما يثبت معرفتهم بالكتابة .

وتدل الدراسات على أن العرب بدواً وحضراً عرفوا " الكتاتيب" , وكانت لهم أسواق ومجالس أدب , يجتمعون في مواسم معينة فيبيعون ويشترون وينشدون الشعر ويلقون الخطب . ومن أشهر ما تركوه من الشعر " المعلقات العشر " وغيرها من روائع الأدب , ومن أشهر أسواقهم : عكاظ , ومجنّة , وذو المجاز (3) .

_______________

1ـ عبد الله عبد الدايم , التربية عبر التاريخ , طبعة أولى . دار العلم للملايين , بيروت : 1973 ص 131 – 132 .

2ـ غنطوس جريس غنطوس , تاريخ التربية طبعة أولى , مطبعة ابن خلدون , طولكرم , 1979 , ص56 .

3ـ ت فاخر عاقل, التربية قديمها وحديثها , طبعة رابعة, بيروت , دار العلم للملايين  1985 ـ ص51 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.