المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

cline (n.)
2023-06-30
Casokinins
3-10-2017
قريش تتشاور كيف تمنع تأثير القرآن في النفوس
17-10-2014
معنى كلمة ترك‌
20-1-2016
الشركة الفعلية والشركة المنشأة بصورة فعلية
30-9-2018
معجزات الامام الرضا(عليه السلام) قبل وبعد وفاته
19-05-2015


المشكلات المدرسية وأثرها على بطيء التعلم  
  
1139   09:28 صباحاً   التاريخ: 12/11/2022
المؤلف : د. توما جورج الخوري
الكتاب أو المصدر : الطفل الموهوب والطفل بطيء التعلّم
الجزء والصفحة : ص121 ــ 123
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

ليست المشكلات المدرسية أقل تأثيراً على الطفل بطيء التعلم إذ أن المدرسة تلعب دوراً مكملاً للمنزل، لأن المشكلات التي تنشأ عن الموقف المدرسي تؤثر بشكل مباشر على سلوك الطفل ومسلكه.

وتزداد هذه المشكلة كلما كان الطفل منطوياً، خاصة بطيء التعلم، لأن حالة الانطواء هذه تجعله مفتقراً إلى الأصدقاء والأصحاب والزملاء، فهو يبدو غريباً بينهم يعيش وحيداً في ساحة اللعب وكذلك داخل الصف.

إن عدم اختلاط هذا الطفل مع رفاقه يجعله انعزالياً يؤثر الوحدة على الاختلاط، فهو عادة ما لا يشارك في الألعاب الجماعية ولا في النشاطات المختلفة، وإذا شارك فبجسمه لا بعقله. لذلك قلّما يختاره زملاؤه كعضو في لجنة أو جماعة إلا إذا لم يجدوا غيره. وإذا شارك فعادة ما يكون صامتاً خلال المناقشات الاجتماعية.

هذا ويصاحب حالة الانطواء هذه خجلاً شديداً بسبب إهمال الآخرين له وعدم مصادفتهم له.

وعادة ما تظهر علائم الانطواء في وجهه ومسلكه مما يجعله سهل الاكتشاف من قبل معلمه الذي يفترض أن يتيح له الفرص اللازمة للقيام بنشاط تعويضي يمكنه القيام به كتشغيل التلفزيون، أو العناية بتنظيم غرفة الدرس. أما إشراكه في التمثيل أو نواحي النشاط التي يمكن أن تجرح كرامته فأمر غير مستحب وبالتالي يفترض في المعلم أن لا يشركه فى ذلك.

ويجب أن لا يقتصر متابعة هذا التلميذ داخل الصف والمدرسة فحسب بل خارجها أيضاً كالتأكد من إنتمائه إلى نادِ معين أو حبه للتنزه في الحي أو الحديقة المجاورة، او عضواً في جمعية الكشافة، والصليب الأحمر أو الهلال الأحمر، وغيرها من الجمعيات والمؤسسات التي تهتم ببناء الشخصية وتكوينها(1).

فليس هناك أقدر من المعلم على دفع هذا التلميذ الخجول والمنطوى إلى المشاركة الإيجابية داخل المدرسة وخارجها بحيث يجعله قادراً على التكيف مع ما يوجد في البيئة التي يعيش فيها.

وهنا نطرح السؤال التالي:

هل يعزى الانطواء والخجل عند الطفل بطيء التعلم على الإحساس بالنقص وعدم الأمن؟؟

لا شك في ذلك، ولعل من الأسباب الكامنة وراء هذا الشعور هو الفشل المتكرر الذي يقابله الطفل في سنواته الأولى، بالإضافة إلى مواقف الإحباط والإهمال التي عاشها مع أهله ومعلميه وزملائه، كل هذا يقنع التلميذ بأنه سيفشل في كل تجربة جديدة، لذلك يتجنب مثل هذه الخبرات في المستقبل.

ويبدو عدم الأمن فيما يتبعه التلميذ من أساليب تعويضية كالغرور مثلاً أو المضايقة المستمرة لزملائه في المدرسة وكذلك للمعلمين، بالإضافة إلى التدمير المتعمد لممتلكات الغير، وكثرة النقد اللاذع للآخرين والتهريج، وارتداء الملابس الشاذة وما شابه ذلك، كل هذه الأعمال محاولات لجذب الانتباه وتأكيد أهميته كفرد له اعتباره وكيانه.

ومن الجدير ذكره أن التلميذ عندما يلجأ إلى هذا النوع من التصرف والسلوك فإنما يفعله دون وعي منه بالدوافع الحقيقية لما يفعله، وقليل منهم يتعمد هذا السلوك وبعضهم يمارسه بشكل متكرر حتى يصبح عادة متأصلة فيهم.

وقد يدهشنا أن نعرف أنه لا يوجد شيء يسعد التلميذ بطيء التعلم أكثر من قدرته على مضايقة المعلم ليس لأنه يكرهه ولكن لأن المعلم بالنسبة إليه رمزاً للسلطة وعادة ما يكون المعلم هدفاً بديلاً لكل الناس والهيئات والمؤسسات التي عانى منها قبل دخوله المدرسة.

لذلك لا عجب إذا وجدنا أن استجابات هذا التلميذ لدعوة المعلم للتعاون غير مشجعة ويسودها طابع العنف، فقد يبالغ هذا التلميذ في عنايته بغرفة التجهيزات فيحرم زملاؤه من التمتع بها، بل انه قد يزيد من سيطرته إذا سمح له أن يقود الألعاب ونواحي النشاط الأخرى.

وقد يلجأ إلى بعض الألفاظ النابية في التعبير عن النشاط أو الميول والمشاعر التي عادة ما تكون منافية لتلك التي يجب أن تناقش أمام المعلم أو التلامذة.

وعلى الرغم من كل هذا فعلى المعلم أن يحتفظ بثباته وصبره ورباطة جأشه ويعطيه الوقت الكافي حتى يتمكن من التخلص من هذه العادات السيئة، وعليه أن يعطيه قدراً من الاهتمام والسلطة لإقناعه بأهميته وقيمته ولكن ليس على حساب الآخرين.

وهناك أمور أخرى كاستجداء المديح، والملاحظات التي تثير ضحك الآخرين، ومحاولة خدمة المعلم بعد انتهاء الدرس والمدرسة، كل هذا دليل على عدم الشعور بالأمن مما يؤدي إلى ازدياد في الحساسية، والميل للبكاء، والضحك، وغيرها من مظاهر التوتر العصبي.

وهنا نفترض وجود أخصائيين آخرين يأخذون زمام المبادرة كالطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي كي يساعدوا المعلم في مواجهة هذه المشكلات التي يعاني منها هذا التلميذ وحتى لا يكون كل هذا حملاً ثقيلاً على كاهل المعلم الذي ليس بوسعه أن يقوم مقام الجميع في حل هذه المشكلات.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ فاروق الرومان، سيكولوجية الأطفال غير العاديين، عمان: جمعية عمال المطابع

التعاونية، 1989، ص126- 127.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.