أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-1-2022
1921
التاريخ: 2024-06-12
543
التاريخ: 16/9/2022
1604
التاريخ: 21-7-2016
1299
|
التوبة انما تكون عن ذنب سبق مثله ، أما ترك ذنب لم يسبق مثله حالا و العزم على تركه استقبالا لا يسمى توبة ، بل يسمى تقوى ، و يسمى صاحبه متقيا لا تائبا ، و لذا يصح القول بأن النبي (صلّى اللّه عليه و آله) كان متقيا عن الكفر، و لا يصح القول بأنه كان تائبا عنه ، ثم المراد بالمثل السابق أعم من أن يكون مثلا في الصورة او المنزلة ، فالشيخ الهم الذي سبق منه الزنا و قطع الطريق ، و لم يقدر الساعة على فعلهما ، اذا أراد التوبة عنهما ينبغي أن يتوب عما يماثلهما منزلة و درجة ، كالقذف و السرقة و امثالهما ، إذ لا معنى للتوبة عما يماثلهما صورة اعني نفس الزنا و قطع الطريق مع عدم قدرته عليهما ، و لو لم يكن التوبة عما يماثل الشيء في المنزلة و الدرجة توبة عن هذا الشيء ، لزم أن يكون باب التوبة مسدودا بالنسبة إلى مثل الشيخ الهم و كل من صدر منه معصية و الآن لا يقدر عليها ، و هو باطل ، لانفتاح باب التوبة الى الموت ، و لما ذكر، قال بعض المشايخ في حد التوبة : «إنها ترك اختيار ذنب سبق مثله منزلة لا صورة ، تعظيما للّه و حذرا من سخطه».
فقوله : «سبق مثله» احتراز عن ترك ذنب لم يسبق مثله ، فانه لا يسمى توبة بل تقوى ، و قوله : «منزلة لا صورة» لادخال التوبة عما سبق و لا يقدر الآن على فعله ، و على هذا فتوبة العنين عن النظر و اللمس و أمثال ذلك يكون توبة عن الزنا الذي قارفه قبل طريان العنة ، و الظاهر أن بناء ذلك على دلالة توبته عما يقدر عليه الآن ، على أنه لو كان قادرا على الزنا لتركه أيضا ، لاشعاره بأن توبته صدرت عن معرفة و يقين بضرر الزنا الذي قارفه قبل طريان العنة ، فلو كان قادرا عليه لتركه أيضا.
قال أبو حامد الغزالي : «إن قلت : هل تصح توبة العنين من الزنا الذي قارفه قبل طريان العنة؟ قلت : لا! لأن التوبة عبارة عن ندم يبعث العزم على الترك فيما يقدر على فعله و ما لا يقدر على فعله ، فقد انعدم بنفسه لا بتركه إياه» ، ثم قال : «ولكني أقول : لو طرأ عليه بعد العنة كشف ومعرفة تحقق به ضرر الزنا الذي قارفه ، و ثار منه احتراق و تحسر و ندم ، بحيث لو كانت شهوة الوقاع باقية لكانت حرقة الندم تقمع تلك الشهوة و تغلبها ، فاني أرجو أن يكون ذلك مكفرا لذنبه و مباحا عنه سيئته ، إذ لا خلاف في أنه لو تاب قبل طريان العنة و مات عقيب التوبة كان من التائبين و ان لم تطرأ عليه حالة تتهيج فيها الشهوة و تتيسر أسباب قضاء الشهوة ولكنه تائب باعتبار أن ندمه بلغ مبلغا أوجب صرف قصده عن الزنا لو ظهر قصده ، فاذن لا يستحيل أن تبلغ قوة الندم في حق العنين هذا المبلغ إلا أنه لا يعرفه من نفسه ، فان كل من لا يشتهي شيئا يقدر نفسه قادرا على تركه بأدنى خوف ، و اللّه مطلع على ضميره و على مقدار ندمه ، فعساه يقبله منه ، بل الظاهر انه يقبله.
والحقيقة في هذا كله ترجع إلى أن ظلمة المعصية تنمحي عن القلب بشيئين : - أحدهما- حرقة الندم ، و- الآخر- شدة المجاهدة بالترك في المستقبل ، و قد امتنعت المجاهدة بزوال الشهوة ، و لكن ليس محالا أن يقوى الندم بحيث يقوى على محوها دون المجاهدة ، و لو لا هذا لقلنا : ان التوبة لا تقبل ما لم يعش التائب بعد التوبة مدة يجاهد نفسه في عين تلك الشهوة مرات كثيرة ، و ذلك مما يدل ظاهر الشرع على اشتراطه».
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|