المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



الاختيار العجول في الزواج  
  
2061   04:52 مساءً   التاريخ: 14-1-2016
المؤلف : الشيخ عباس امين حرب العاملي
الكتاب أو المصدر : الحياة الزوجية السعيدة
الجزء والصفحة : ص26-28
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /

لا يمتلك العديد من الفتيات محفزات الطلب وسرعة الخطوبة لنقص اسروي أو جمالي أو فكري أو قد تتوافر عندها خصال وتغيب عند أخرى ومن هنا قد يتأخر عنها طلبها وفارس أحلامها ... وفي هذه المرحلة الدقيقة وبمجرد احساسها أنها لم تلتحق بأترابها وقد بلغت سنها مبلغاً ينذر بالعنوسة خوفاً من أن يكون آخر قطار يمر من أمام بيتها , تندفع بحماس لإعلان موافقتها أمام أي شريك وخالفت فيه قناعاتها التي تعرفها جيدا وان اخفتها على الناس.

ولكنما ارادت بذلك مجاراة اترابها حيث تخشى وهي الانثى العطوفة الشماتة والشعور بالنقص،  هي تخشى الصور الاليمة التي تذكرها بجارتها أو صديقتها أو قريبتها اللواتي حرمن من الدخول في الكيان الزوجي , وهنا يكمن الخطر فالفتاة لا يمكنها اجراء تجربة في زوجية قاصرة تحمل المواصفات أو ما تأمل به على الأقل , بينما يمكن ذلك للرجل من دون مساس بشأنه, ولكن الحال في الفتاة مختلف تماماً ولو في تجربة العقد المجرد , فانها الشرف الحساس الذي ترك التجربة فيه ومهما كانت نوعيتها نقصاً يحاكي ذبولاً وانكساراً ومن هنا كان على العروس أن تدرس خيارها بدقة متناهية وإلا ادخلت نفسها في أسر طويل الأمد وقد تصبح من المعاني الحقيقية للحديث , وكم أثارني اولئك الأزواج الذين كانوا يرغبون في فك العلاقة بعد أيام الزوجية الأولى حتى ان بعضها لم يتجاوز الأسبوع , وهكذا نوع من العلاقات كثيراً ما يكتب له الفشل وان نجح شهوراً أو أياماً , ان من الواجب علينا ان نحكم اختياراتنا بتوفير طريقين:

الاول : ادراك امكانية الانسجام النفسي والفكري ولو بالتوثق من علاماته الاولى وبوادره الواضحة حيث يتعسر عادة التأكد من هذا القسم بكل مجالاته .

الثاني : الاحساس بالهوى والمحبة فان من لا يرغبه قلبك في البداية لن يرغبه في النهاية ... وهنا نوجه ملاحظة الى اولياء الامور الاهل بانهم هم المسؤولون اولا واخيرا عن مستوى السعادة لأبنائهم , فان مجتمعاتنا اليوم وبحكم محافظة الكثير منها على التقاليد الاصيلة لن تترك الفتاة عادة ان تنزل رحالها حيث تريد , ولذا نجد ان ذوي الفتاة اكثر حماسا منها عند المشكلة وكأنها تعنيهم هم .. وهو كذلك لانهم جزء كبير في طرف المسؤولية وعباراتهم دليل على ما ذكرته .. يقولون : لم نكن نعرفه كذلك ... اخذناه على ظاهره ... خلقه شرس ... غير متدين ... عنيف ... غضوب ... يسيء اليها دائما وبالضرب حينا ... فهل يا ترى كان من الصعب بهذه المثابة اكتشاف قسم من هذه الخصال على الاقل ؟؟؟ أليسوا هم اهل الخبرة والتجربة الطويلة في ذلك ... الم يتعثروا بنحو هذه الاشكالات وفي تجاربهم الشخصية , بل ما عذرهم في الخاطب الرحم او ابن البلد او ابن الصديق .. وهل ذهبوا جميعا ضحية التدليس .. ام يحسن بنا ان نعترف ( انه الخيار العجول ) .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.