أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-7-2016
1608
التاريخ: 21-7-2016
1913
التاريخ: 23-12-2021
1992
التاريخ: 21-7-2016
1493
|
أن ما عنه التوبة هي : الذنوب (التي) لا تخلو عن الصفات و الافعال الشيطانية المتعلقة بالوهم والصفات و الافعال السبعية المتعلقة بالقوة السبعية ، و الصفات و الافعال البهيمية المتعلقة بالقوة البهيمية.
ومن حيث تعلق التوبة بها و كيفية الخروج عنها ينقسم إلى اقسام ثلاثة :
أحدها - ترك الطاعات الواجبة : من الصلاة ، و الصوم ، و الزكاة ، و الخمس و الكفارة و غيرها , وطريق التوبة عنها : أن يجتهد في قضائها بقدر الإمكان.
وثانيها - المحرمات التي بين العبد و بين اللّه ، اعني المنهيات التي هي حقوق اللّه : كشرب الخمر، و ضرب المزامير، و الكذب ، و الزنا بغير ذات بعل , و طريق التوبة عنها : أن يندم عليها ، و يوطن قلبه على ترك العود إلى مثلها أبدا.
وثالثها : الذنوب التي بينه و بين العباد ، و هي المعبر عنها بحقوق الناس ، و الأمر فيها أصعب وأشكل ، و هي إما في المال ، أو في النفس ، أو في العرض ، أو في الحرمة ، أو في الدين :
فما كان في (المال): يجب عليه أن يرده إلى صاحبه إن أمكنه ، فان عجز عن ذلك لعدم أو فقر وجب أن يستحل منه ، و إن لم يحله أو عجز عن الايصال لغيبة الرجل غيبة منقطعة او موته و عدم بقاء وارث له ، فليتصدق عنه إن أمكنه.
والا فعليه بالتضرع و الابتهال إلى اللّه أن يرضيه عنه يوم القيامة ، و عليه بتكثير حسناته و تكثير الاستغفار له ، ليكون يوم القيامة عوضا عن حقه ، اذ كل من له حق على غيره لا بد أن يأخذ يوم القيامة عوضا عن حقه ، اما بعض طاعاته أو بتحمل هذا الغير بعض سيئاته.
وما كان في (النفس): فان كانت جناية جرت عليه خطأ وجب أن يعطى الدية ، و ان كان عمدا وجب عليه أن يمكن المجنى عليه أو أولياءه مع هلاكه من القصاص حتى يقتص منه ، أو يجعل في حل ، و ان عجز عن ذلك فعليه بكثرة اعتقاق الرقاب ، لأن ذلك نوع احياء و ايجاد لا يقدر الإنسان على أكثر منه ، فيقابل به الاعدام و الأمانة ، و عليه الرجوع أيضا إلى اللّه بالتضرع و الابتهال أن يرضيه عنه يوم القيامة.
وما كان في (العرض) : بأن شتمه ، أو قذفه ، أو بهته ، أو اغتابه ، فحقه أن يكذب نفسه عند من قال ذلك لديه ، و يستحل من صاحبه مع الإمكان ، إن لم يخف تهديده و زيادة غيظه و هيجان فتنته من إظهاره ، فان خاف ذلك، فليكثر الاستغفار له ، و يبتهل إلى اللّه أن يرضيه عنه يوم القيامة.
وما كان في (الحرمة) : بأن خان مسلما في أهله و ولده أو نحوهما ، فلا وجه للاستحلال ، إذ إظهار ذلك يورث الغيظ و الفتنة ، لأن من له شوب الرجولية لا يمكن أن يحل من خان في حرمته و وطأ زوجته ، كيف و لو أحله و رضى بذلك كان فيه عرق من الدياثة ، فاللازم لمثله أن يكثر التضرع والابتهال إلى اللّه المتعال ، و يواظب على الطاعات و الخيرات الكثيرة لمن خانه في مقابلة خيانته ، و إن كان حيا فليفرحه بالإحسان و الانعام و بذل الأموال ، ويكرمه بالخدمة و قضاء الحوائج ، و يسعى في مهماته و اغراضه ، و يتلطف به ، و يظهر من حبه و الشفقة عليه ما يستميل به قلبه ، فإذا طاب قلبه بكثرة تودده و تلطفه ، فربما سمحت نفسه في القيامة بالاحلال ، فان أبى أن يكون انعامه و تلطفه من جملة حسناته التي يمكن أن يجبر بها في القيامة خيانته ، فان كل ظلم و إيذاء و حق من حقوق العباد إذا لم يحل صاحبه يوم القيامة يقتص من الظالم في يوم القيامة بالحكم العدل القهري بأخذ العوض ، سواء رضى الظالم أم لا وسواء امتنع صاحب الحق عن القبول و الابراء أم لا ، كما أنه يحكم في الدنيا على من اتلف مال غيره باعطاء المثل ، و يقهر على ذلك ، و يحكم على هذا الغير بقبوله ، و يجبر عليه إن امتنع عن الابراء و عن القبول ، فكذلك يحكم أحكم الحاكمين و أعدل العادلين في محكمة القيامة فيقتص من كل ظالم موذ بأخذ حسناته و وضعها في موازين أرباب المظالم ، فان لم تف بها حسناته ، حمل من سيئات أرباب المظالم ، فيهلك المسكين بسيئات غيره. و بذلك يعلم : انه لا خلاص لأحد في القيامة إلا برجحان ميزان الحسنات على ميزان السيئات ، و مع الرجحان - و لو بقدر مثقال - تحصل النجاة ، فيجب على كل معتقد بيوم الحساب أن يسعى في تكثير الحسنات و تقليل السيئات ، حتى لا ترجح سيئاته يوم القيامة على حسناته و لو بمثقال فيكون من الهالكين ، وعلى كل حال لا يغفل عن التضرع والابتهال في الليل و النهار إلى اللّه سبحانه لعله بعميم لطفه لا يفضحه يوم تبلى السرائر، و يرضى خصمه بخفى ألطافه.
وما كان في (الدين): بأن نسب مسلما إلى الكفر او الضلالة أو البدعة , فليكذب نفسه بين يدي من قال ذلك عنده ، و يستحل من صاحبه مع الإمكان ، و بدونه فليستغفر له و يكثر الابتهال إلى اللّه ليرضيه عنه يوم القيامة.
ومجمل ما يلزم في التوبة عن حقوق الناس : ارضاء الخصوم مع الإمكان ، و بدونه التصدق و تكثير الحسنات و الاستغفار ، والرجوع إلى اللّه بالتضرع و الابتهال ، وليرضيهم عنه يوم القيامة ، و يكون ذلك بمشية اللّه ، فلعله إذا علم الصدق من قلب عبده ، و وجد ذله و انكساره ترحم عليه و أرضى خصماءه من خزانة فضله ، فلا ينبغي لأحد أن ييأس من روح اللّه .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|