المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2764 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

النيماتودا الغمدية Sheath Nematodes
6-5-2018
 بيرج    p.perg
30-3-2016
العرب في شبه الجزيرة العربية
6-11-2016
الجينوم غير الضروري Dispensable Genome
4-2-2018
نخت الأمين على الأسلحة في السفينة الملكية (خع أم ماعت)
2024-05-27
ثياب اهل النار وقباحة منظرها
9-10-2015


النحت في اللغة العربية - اشتقاق الكبار  
  
23900   02:52 مساءاً   التاريخ: 19-7-2016
المؤلف : د. خالد نعيم الشناوي
الكتاب أو المصدر : فقه اللغات العروبية وخصائص العربية
الجزء والصفحة : ص 244 - 252
القسم : علوم اللغة العربية / فقه اللغة / خصائص اللغة العربية / الاشتقاق / اشتقاق الكبار - النحت /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-7-2016 11530
التاريخ: 19-7-2016 23901
التاريخ: 19-7-2016 6257
التاريخ: 1-8-2016 7469

‏النحت اللغوي ضرب من الاشتقاق، إذ انقسم الباحثون من علماء اللغة إزاء نسبة النحت إلى الاشتقاق، إلى أربعة فرقاء :

‏الفريق الأول : ويرى (أن مراعاة معنى الاشتقاق وجعل النحت نوعا منه : ففي كل منهما توليد شيء من شيء ، وفي كل منهما فرع وأصل ، ولا يتمثل الفرق بينهما إلا في اشتقاق كلمة من كلمتين أو أكثر على طريقة النحت واشتقاق كلمة من كلمة في قياسي التصريف(1).

‏الفريق الثاني : ويذهب إلى أن النحت غريب عن نظام اللغة العربية الاشتقاقي . لذلك لا يصح أن يعد قسما من الاشتقاق فيها . وحجته أن لغويينا المتقدمين لم يعتبروه من ضروب الاشتقاق ، وأنه يكون في ذع كلمة من كلمتين أو أكثر بينما يكون الاشتقاق في ذع كلمة من كلمة. زد على ذلك أن غاية الاشتقاق استحضار معنى جديد ، أما غاية النحت في فالاختصار ليس إلا(2).

‏الغريق الثالث : ويمثله الشيخ عبد الت در المغربي . وقد توسط بين الفريقين

وفقه اللغة العربية وخصائها للدكتور أميل يعقوب : 209 .

ص244

السابقين : فاعتبر النحت " من قبيل الاشتقاق وليس اشتقاقا بالفعل ، لان الاشتقاق ان تنزع كلمة من كلمة . والنحت ان تنزع كلمة من كلمتين او اكثر ، وتسمى تلك الكلمة المنزوعة منحوتة "(3).

الفريق الرابع : وقد انفرد به العلامة محمود شكري الالوسي . وقد ادرج النحت في باب الاشتقاق الاكبر .

فيقول : " و " النحت " بأنواعه ، من قسم " الاشتقاق الاكبر"(4).

وعنده ان الاشتقاق الاكبر هو : " ان يؤخذ لفظ من لفظ ، من غير ان تعتبر جميع الحروف الاصول للمأخوذ منه ، ولا الترتيب فيها ، بل يكتفي بمناسبة الحروف في المخرج ، ومثلوه بمثل : نعق ، من النهق ، والحوقلة من جملة : لا حول ولا قوة الا بالله ، للدلالة على التلفظ بها "(5).

وما ذكره العلامة الالوسي – سلفا - ، اعتبر خلطا غير مرض ، اذ النحت يتميز عن الاشتقاق الاكبر بتوليد جديد له بعض خواص الاشتقاق .

ويمكننا القول ان النحت من قبيل الاشتقاق وليس اشتقاقا بالفعل – كما قال الشيخ المغربي - ، من حيث ان عنصر التوليد فيه ظاهر ، والذي عليه مدار الاشتقاق وبينهما اختلاف غير يسير.

حد النحت في اللغة :

يعرف النحت بالاشتقاق الكبار(6) واصله في اللغة : هو النشر والبري والقطع(7).

ويقال : نحت النجار الخشب والعود اذا براه وهذب سطوحه ، ومثله في الحجارة

ص245

والجبال ، وقال تعالى : ﴿وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ﴾ الشعراء / 149

والنحت في الاصطلاح : ان تعمد الى كلمتين او جملة فتنزع من مجموع حروف كلماتها كلمة تدل على ما كانت تدل عليه الجملة نفسها . ولما كان هذا النزع يشبه النحت من الخشب والحجارة سمي نحتا(8).

وهو في الاصطلاح اللغوي : " اخذ كلمة من كلمتين متعاقبتين ، واشتقاق فعل منها"(9).

ويعد الخليل بن احمد " ت 175 هـ " هو اول من اكتشف ظاهرة النحت في اللغة العربية حين قال : " ان العين لا تأتلف مع الحاء في كلمة واحدة لقرب مخرجيها كونهما من المخرج الصوتي نفسه ، الا ان يشتق فعل من جمع بين كلمتين مثل " حي على "  كقول الشاعر :

اقول لها ودمع العين جار            الم يحزنك حيعلة المنادي

فهذه كلمة جمعت من " حي " ومن " على " . ونقول منه " حيعل ، يحيعل ، حيعل(10).

ويعرف الدكتور نهاد الموسى النحت بقوله : هو بناء كلمة جديدة من كلمتين او اكثر او من جملة ، بحيث تكون الكلمتان او الكلمات متباينتين في المعنى والصورة ، اذ تكون الكلمة الجديدة اخذة منها جميعا بحظ في اللفظ ، دالة عليها جميعا في المعنى(11).

ويعد تعريف الدكتور نهاد الموسى الذي اوردناه في ما سبق من القول ، اشمل تعريف للنحت كونه قارب بين التعريفات التي ساقها اللغويون من قبل .

صور النحت في اللغة العربية :

لقد ورد النحت في اللغة العربية على صور عديدة اهمها(12).

 تأليف كلمة من جملة لتؤدي مؤداها ، وتفيد مدلولها ، كبسمل المأخوذة من " بسم

ص246

الله الرحمن الرحيم " ، وحيعل المأخوذة من " حي على الصلاة ، حي على الفلاح ".

ومما ورد في كلام العرب :

لقد " بسملت " ليلى غداة لقيتها         فيا حبذا ذات الحبيب المبسمل

تأليف كلمة من المضاف والمضاف اليه ، عند قصد النسبة الى المركب الاضافي اذا كان علما كعبشمي في النسبة الى عبد شمس ، وعبد ري في النسبة الى عبد الدار .

تأليف كلمة من كلمتين او اكثر ، تستقل كل كلمة عن الاخرى في افادة معناها تمام الاستقلال ، لتفيد معنى جديد بصورة مختصرة . وهذا النوع كثير الورود في اللغات الاوربية ، قليل في العربية واخواتها الساميات ولم تعرف منه الا بعض الفاظ نتيجة تخريج لبعض العلماء ، من ذلك " لن " الناصبة ، يرى الخليل انها مركبة من " لا " النافية و " ان " الناصبة . و" هلم " . وقيل : انها مركبة من هاء التنبيه و " لم " بمعنى ضم . و " ايان " الشرطية مركبة من " أي آن " فحذفت همزة ان وجعلت الكلمتان كلمة واحدة متضمنة معناهما . وغير خاف هذا القسم رهن بافتراضات جدلية وخلافات بين العلماء .

الغرض من النحت(13):

تيسير التعبير بالاختصار والايجاز . فالكلمتان او الجملة تصير كلمة واحدة بفضل النحت .

يقول ابن فارس : " العرب تنحت من كلمتين كلمة واحدة ، وهو جنس من الاختصار . وذلك " رجل عبشمي " منسوب الى اسمين "(14) هما عبد وشمس .

وسيلة من وسائل تنمية اللغة وتكثير مفرداتها ؛ حيث اشتقاق كلمات حديثة ، لمعان حديثة ، ليس لها الفاظ في اللغة ، ولا تفي كلمة من الكلمات المنحوت منها بمعناها .

اقسام النحت

قام المتأخرون من علماء اللغة من خلال استقرائهم للأمثلة التي اوردها الخليل

ص247

بن احمد وابن فارس بتقسيم النحت الى اقسام عدة(15) يمكن حصرها فيما يلي :

النحت الفعلي : وهو ان تنحت من الجملة فعلا ، يدل على النطق بها ، او على حدوث مضمونها ، مثل : " جعفد " من : جعلت فداك " وبسمل " من : " بسم الله الرحمن الرحيم " .

النحت الوصفي : وهو ان تنحت كلمة واحدة من كلمتين ، تدل على صفة بمعناها او بأشد منه ، مثل : " ضبطر " للرجل الشديد ، مأخوذة من ضبط وضبر .

زو " الصلدم " وهو الشديد الحافر ، مأخوذة من الصلد والصدم .

النحت الاسمي : وهو ان تنحت من كلمتين اسما ، مثل " جلمود " من : جمد وجلد . و" حبقر " للبرد ، واصله حب قر .

النحت النسبي : وهو ان تنسب شيئا او شخصا الى بلدتي : " طبرستان " و " خوارزم " مثلا ، تنحت من اسميهما اسما واحدا على صيغة اسم المنسوب ، فتقول :

" طبر خزي " أي منسوب الى المدينتين كليهما . ويقولون في النسبة الى " الشافعي وابي حفيفة " : " شفعتني " والى " ابي حنيفة والمعتزلة " : " حنفلتي " ، ونحو ذلك كثير .

النحت الحرفي : مثل قول بعض النحويين ، ان " لكن " منحوتة ، فقد راي القراء ان اصلها " لكن ان " طرحت الهمزة للتخفيف و نون " لكن " للساكنين ، وذهب غيره من الكوفيين الى ان اصلها " لا " و " ان " و الكاف الزائدة لا التشبيهية ، وحذفت الهمزة تخفيفا(16).

النحت التخفيفي : مثل بلعنبر في بني العنبر ، وبلحارث في بني الحارث ، وبلخزرج في بني الخزرج وذلك لقرب مخرجي النون واللام ، فلما لم يمكنهم الادغام لسكون اللام حذفوا ، كما قالوا : مست وظلت . وكذلك يفعلون بكل قبيلة تظهر فيها لام المعرفة، فأما اذا لم تظهر اللام فلا يكون ذلك ، مثل : بني الصيداء ، وبنى الضباب ، وبنى النجار(17).

وهناك تأويلات الفاظ قائمة على وجوه فكهة يمكن حملها على النحت ، وذلك كالذي اورده الجاحظ " ت 255 هـ " عن ابي عبد الرحمن الثوري ، اذ قال لابنه :

ص248

( ... أي بني ، إنما صار تأويل الدرهم ، دار الهمّ ، وتأويل الدينار ، يدني الى النار)(18) ومنه : (كان عبد الأعلى إذا قيل له : لم سمّي الكلب سلوقياً ؟ قال : لأنه يستل ويلقى ، وإذا قيل له : لم سمّي العصفور عصفوراً ؟ قال : لأنه عصى وفرّ)(19).

هذا ، وحين نستعرض الشواهد الصحيحة المروية عن في النحت لا نكاد نلحظ نظاماً محدداً نشعر معه بما يجب الاحتفاظ به من حروف وما يمكن الاستغناء عنه . وليس يشترك بين كل تلك الأمثلة سوى أنها في الكثرة الغالبة منها تتخذ صورة الفعل أو المصدر ، وأن الكلمة المنحوتة – في غالب الاحيان – رباعية الأصل .

ومن أشهر الأمثلة الرباعية الأصول ما يلي :

كلمة منحوتة من كلمتين مثل (جعفل) (أي) جعلت فداك وكذلك (جعفد) منحوتة من نفس الكلمتين في بعض الروايات .

كلمة منحوتة من ثلاث كلمات مثل : (حيعل) أي قال : (حي على الفلاح) .

كلمة منحوتة من أربع كلمات مثل : (بسمل) أي قال : (بسم الله الرحمن الرحيم) .

أو ربما كانت هذه الكلمة منحوتة من كلمتين فقط هما (بسم الله) .

أكبر عدد من الكلمات التي نحت منها كلمة واحدة هو ذلك القول المشهور (لا حول ولا قوة إلا بالله) ، فقيل من هذه العبارة : (حوقل) أو (حولق)(20).

مذهب ابن فارس في النحت :

لقد استهوت ابن فارس فكرة النحت وطبقها على أمثلة كثيرة في كتابه (مقاييس اللغة) فخرج علينا بنظرية مفادها : أن أكثر الكلمات الزائدة على ثلاثة أحرف ، منحوت من لفظين ثلاثيين .

يقول ابن فارس في كتابه (مقاييس اللغة) : (اعلم أن للرباعي والخماسي مذهباً في القياس ، يستنبطه النظر الدقيق ؛ وذلك أن أكثر ما تراه منه منحوت ، ومعنى النحت : أن تؤخذ كلمتان وتنحت منهما كلمة تكون آخذه منهما جميعاً بحظ . والأصل في ذلك ما ذكر الخليل من قولهم : حيعل الرجل إذا قال : حيّ على)(21).

ص249

كما يقول ابن فارس في كتابه (الصاحبي) :

(العرب تنحت من كلمتين كلمة واحدة ، وهو جنس من الاختصار ... وهذا مذهبنا في أن الأشياء الزائدة على ثلاثة احرف فأكثرها منحوت . مثل قول العرب للرجل الشديد (ضِبَطر) من ضبط وضبر)(22).

مما سبق ؛ نستنتج – كما استنتج أحد الباحثين من قبل(23) – بأن ابن فارس مسبوق في نظريته ؛ حيث يشتم من نصه في المقاييس بأن الخليل بن أحمد قد سبقه في مذهبه المذكور وأنه يسير على طريقته في ذلك .

موقف المحدثين من النحت :

يقول الدكتور صبحي الصالح : (ولقد كان للنحت أنصار من أئمة اللغة في جميع العصور ، وكلما امتد الزمان بالناس ازداد شعورهم بالحاجة الى التوسع في اللغة عن طريق هذا الاشتقاق الكبار ، وانطلقوا يؤيدون شرعية ذلك التوسع اللغوي بما يحفظونه من الكلمات الفصيحات المنحوتات .

ولكن النحت ظل – مع ذلك – قصة محكية ، أو رواية مأثورة تتناقلها كتب اللغة بأمثلتها الشائعة المحدودة، ولا يفكر العلماء تفكيراً جدياً في تجديد أصولها وضبط قواعدها ، حتى كانت النهضة الأدبية واللغوية في عصرنا الحاضر؛ وانقسم العلماء في النحت الى طائفتين :

طائفة تميل الى جواز النحت والنقل اللفظي الكامل للمصطلحات .

وطائفة يمثلها الكرملي حيث يرى : (أن لغتنا ليست من اللغات التي تقبل النحت على وجه لغات أهل الغرب كما هو مدوّن في مصنفاتها . والمنحوتات عندنا عشرات ، اما عندهم فمئات ، بل ألوف ، لأن تقديم المضاف إليه على المضاف معروفة عندهم ، فساغ لهم النحت . أما عندنا فاللغة تأباه وتتبرأ منه)(24) .

وقد وقف الطائفتين مغالية فيما ذهبت إليه ؛ فإن لكل لغة طبيعتها وأساليبها في الاشتقاق والتوسع في التعبير . وما من ريب في أن القول بالنحت إطلاقاً يفسد أمر هذه اللغة ،

ص250

ولا ينسجم مع النسيج العربي للمفردات والتركيبات ، وربما أبعد الكلمة المنحوتة عن أصلها العربي. وما أصوب الاستنتاج الذي ذهب إليه الدكتور مصطفى جواد حول ترجمة (الطب النفسي الجسمي (psychosomatic) ، فإنه حكم بفساد النحت فيه (خشية التفريط في الاسم بإضاعة شيء من أحرفه ، كأن يقال : (البنفسجي) أو (النفجسمي) مما يبعد الاسم عن أصله ، فيختلط بغيره وتذهب الفائدة المرتجاة منه)(25).

النحت بين السماع والقياس :

‏يقرر الدكتور إبراهيم نجا -رحمة الله- أن : (النحت سماعي . وليس له قاعدة يسير وفقها القائلون ، إلا في النسبة للمركب الإضافي . فقد قال العلماء ، إنه مبني على تركيب كلمة من اللفظين على وزن  (فعلل) ‏، بأخذ ٠ ‏الفاء والعين من كل لفظ ثم ‏ينسب للفظ الجديد كعبشميّ في عبد شمس ، وعبد ريّ في عبد الدار، وتيمليّ في تيم اللاّت . وفي غير ذلك مبنى على السماع والأخذ عن العرب)(26).

‏غير أن بعض الباحثين المتأخرين فهموا نص ابن فارس : (. . . وهذا مذهبنا في أن الأشياء ، الزائدة على ثلاثة أحرف فأكثرها منحوت )(27) - فهموه فهماً مختلفاً ؟ فقد استنتج بعضهم من هذا النص أن ابن فارس يرى أن النحت  قياسي .

‏يقول الدكتور إبراهيم أنيس : (ومع وفرة ما روي من أمثلة النحت تحرج معظم اللغويين في شأنه واعتبروه من السماع ، فلم يبيحوا ك نحن المولدين أن ننهج نهجه أو أن ننسج على منواله. ومع هذا  فقد اعتبره ابن فارس قياسياً ، وعده ابن مالك في كتابه التسهيل قياسياً كذلك )(28) . حيث يقول (ابن مالك)  في التسهيل : قد يبنى من جزأي المركب فعلل بفاء ، كل منهما وعينه، فإن اعتلت عين الثاني كمل البناء بلامه أو بلام الأول ونسب إليه. وقال أبو حيان في شرحه : وهذا الحكم لا يطرد ؟ إنما يقال منه ما قالته العرب ، والمحفوظ عبشمي في عبد شمس ، وعبد ري في عبد الدار، ومرقسى في امرئ القيس ، وعبقسى في عبد القيس ، وتيملي في تيم الله. انتهى(29) . وقد علقت لجنة النحت بمجمع اللغة العربية في القاهرة على هذا الاختلاف بالقول : (...

ص251

وقد نقلنا فيما تقدم عبارة ابن فارس في فقه اللغة ، وهي لا تفيد القياسية إلا إذا نظر الى ان ابن فارس ادعى اكثرية النحت فيما زاد عن ثلاثة ، ومع الكثرة تصح القياسية والاتساع)(29).

وهكذا يظل النحت بين قياس وسماع بين اللغويين ، ووقف مجمع اللغة العربية من ظاهرة النحت موقف المتردد في قبول قياسيته ، حتى (تجدد البحث أخيراً حول إباحته أو منعه ، فرأى رجال الطب والصيدلة والعلوم الكيماوية والحيوانية والنباتية في إباحته وسيلة من خير الوسائل التي تساعدهم عند ترجمة المصطلحات الأجنبية الى اللغة العربية)(30).

ومن هنا ؛ انتهى مجمع اللغة العربية بالقاهرة الى قرار سنة 1948 م يفيد : (جواز النحت في العلوم والفنون للحاجة الملحة الى التعبير عن معانيها بألفاظ عربية موجزة)(31).

ولكن بشرط انسجام الحروف عند تأليفها في الكلمة المنحوتة ، وتنزيل هذه الكلمة على أحكام العربية ، وصياغتها على وزن من أوزانها .

وبتحقيق هذه الشروط يكون النحت – كجميع أنواع الاشتقاق – وسيلة رائعة لتنمية هذه اللغة وتجديد أساليبها في التعبير والبيان من غير تحيّف لطبيعتها ، أو عدوان على نسيجها المحكم المتين(32).

ص252

_________________

(1) ينظر دراسات في فقه اللغة : د. صبحي الصالح : 243-244 .

(2) ينظر الاشتقاق : للدكتور فؤاد ترزي : 363 وفقه اللغة وخصائص العربية : لمحمد المبارك : 148 – 149 .

(3) الاشتقاق والتعريب : للشيخ عبد القادر المغربي : 13.

(4) كتاب النحت وبيان حقيقته ونبذه من قواعده ، للعلامة السيد محمود شكري الالوسي ، تحقيق وشرح محمد بهجة الاثري : 39 ، ط . المجمع العلمي العراقي ، سنة 1409 هـ.

(5) المصدر نفسه : 38.

(6) ينظر موضوعه النحت في المزهر : للسيوطي ، 1: 482  – 485 . وكتاب النحت وبيان حقيقته ونبذه من قواعده : للعلامة السيد محمود شكري الالوسي ، تحقيق وشرح محمد بهجة الاثري ، . مطبعة المجمع العلمي العراقي سنة 1409 هـ و لاشتقاق  : للأستاذ عبد الله امين ، ص 389  وما بعدها .

ومن اسرار اللغة  : للدكتور ابراهيم  انيس : 71 وما بعدها . وكتاب النحت في اللغة العربية  : للدكتور نهاد الموسى ، الطبعة الاولى – دار العلوم للطباعة والنشر بالرياض سنة 1405 هـ . ودراسات في فقه اللغة : 243 .

(7) ينظر : لسان العرب " و " تاج العروس " مادة : ن . ح ، ت .

(8) ينظر الاشتقاق والتعريب : للأستاذ عبد القادر المغربي : 13.

(9) ينظر : العين : للخليل بن احمد  ، تحقيق الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرائي : 60 :1 ، ط . دار الرشيد ببغداد ، سنة 1980 م .

(10) ينظر : النحت بين مؤيديه ومعارضيه : للدكتور فارس فندي البطانية : 122 ، بحيث منشور بمجله " اللسان العربي ( العدد 34 سنه 1990 م . ، وهي دورية متخصصة سنوية تصدر عن مكتب تنسيق التعريب بالمملكة المغربية .

(11) ينظر : النحت في اللغة العربية : 65 – 67.

(12) ينظر فقه اللغة : د. علي عبد الواحد وافي : 186.

(13) ينظر فقه اللغة : 22.

(14) الصاحبي : لابن فارس : 227.

(15) ينظر : الاشتقاق والتعريب ، للأستاذ عبد القادر المغربي : 16 ودراسات في فقه اللغة : للدكتور صبحي الصالح : 249 .

(16) ينظر : النحت بين مؤيديه ومعارضيه : 122.

(17) فقه اللغة : د. ابراهيم ابو سكين : 23.

(18) لبخلاء : للجاحظ ، تحقيق طه الحاجري : 15 ، ط . دار المعارف : مصر ، سنة 1958 .

(19) المصدر نفسه : 106 .

(20) من أسرار اللغة د : إبراهيم انيس : 72 .

(21) مقاييس اللغة : لابن فارس ، تحقيق عبد السلام هارون : 328-329 ، ط . دار إحياء الكتب العربية سنة 1366 هـ .

(22) الصاحبي : لابن فارس : 271 .

(23) ينظر قول الاستاذ ابراهيم ابو سكين في فقه اللغة : 24 .

(24) دراسات في فقه اللغة : 246-266 .

(25) ينظر المصدر نفسه : 266 .

(25) فقه اللغة العربية : للدكتور ابراهيم محمد نجا : 56 ، وفقه اللغة : للدكتور ابراهيم أو سكين : 25 .

(26) الصاحبي : لابن فارس : 271 .

(27) من أسرار اللغة : د. ابراهيم انيس : 72 .

(28) ينظر : المزهر ، للسيوطي 1: 485 .

(29) ينظر : مجلة المجمع : 202 : 7 والنحت في اللغة العربية : للدكتور نهاد الموسى : 248 .

(30) اللغة والنحو : عباس حسن : 245 ، ط . دار المعارف في مصر ، سنة 1966، ومن أسرار اللغة : د. ابراهيم انيس ، : 74-75 .

(31) مجلة المجمع 20 : 7 .

(32) دراسات في فقه اللغة : للدكتور صبحي الصالح : 274 .




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.