أقرأ أيضاً
التاريخ: 6/12/2022
2345
التاريخ: 18-7-2016
2083
التاريخ: 19/10/2022
1816
التاريخ: 2024-06-01
835
|
درجات الناس في التوكل مختلفة ، بحسب تفاوت مراتبهم في قوة اليقين و ضعفه ، و في قوة التوحيد و ضعفه :
فمنهم : من كمل ايمانه و يقينه ، بحيث سقط وثوقه عن الأسباب بالكلية ، و توجه بشراشره إلى الواحد الحق ، و لا يرى مؤثرا إلا هو ، و ليس نظره الى غيره أصلا ، و قلبه مطمئن ساكن بعنايته ، بحيث لا يختلج بباله احتمال أن يكله ربه إلى غيره ، و لا يعتري نفسه اضطراب أصلا ، فلا بأس لمثله أن يعرض عن الأسباب المقطوعة أو المظنونة بالكلية ، لان اللّه سبحانه يحفظه و يحرسه و يصلح أموره ، و يرزقه من حيث لا يحتسب ، سواء حسب الأسباب أم لا وسواء كسب أم لم يكتسب ، إلا أنه ربما لم يترك السبب و الكسب و يتبع امر اللّه فيه ، إلا أنه ليس وثوقه إلا باللّه دون السبب و الكسب .
وما ورد من حكايات بعض الكمال من الأولياء ، من انهم يسافرون في البوادي التي لا يطرقها الناس بغير زاد ثقة باللّه ، و يصل اليهم الرزق ، أو لا يتحرزون من السباع الضارة ، أو يغلظون القول بالنسبة الى أهل الاقتدار من الملوك و السلاطين من دون خوف و مبالاة اعتمادا على اللّه ، و اللّه سبحانه ينجيهم منهم ، كانوا منهم : أي من الكاملين في التوكل.
قال الصادق (عليه السلام) : «أبى اللّه - عز و جل - أن يجعل أرزاق المؤمنين إلا من حيث لا يحتسبون».
وإنما خصه بالمؤمنين ، لان كمال الايمان يقتضي ألا يثق صاحبه بالأسباب و أن يتوكل على اللّه - عز و جل - وحده.
وكمال الايمان إنما يكون لصاحب العلم المكنون من الأنبياء و الأولياء ، و ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء.
ومنهم : من لم يبلغ قوة ايمانه و يقينه حدا تغيب عن نظره الأسباب و الوسائط ، ويكون مقصور الالتفات إلى جناب الحق.
فهذا هو الذي لا ينبغي له أن يعرض عن الأسباب و يتركها ، لان مثله ليس له المظنة التي توصله إلى المقصد بدون الوسائط : اعني قوة التوكل على اللّه و اليقين به سبحانه.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|