أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-6-2021
2919
التاريخ: 10-6-2021
2998
التاريخ: 18-7-2016
1544
التاريخ: 15-7-2021
6902
|
يمثّل التوكل على الله تعالى خلقا رفيعا يمارسه المؤمن وبه يصل المؤمن إلى درجات سامية إذا عرف المؤمن حقيقة التوكل على الله ألا وهي: التبرّي من كل حول وقوة والاعتماد على حول الله وقوته.
وهو [أي: التوكل] موقوف على أن يعتقد اعتقاداً جازماً بأنّه لا فاعل إلا بالله وأنّه لا حول ولا قوة إلا بالله وأنّ له تمام العلم والقدرة على كفاية العباد فمَن اعتقد ذلك اتّكل قلبه لا محالة على الله وحده ولم يلتفت إلى غيره ولا إلى نفسه أصلا ومَن لم يجد ذلك من نفسه فسببه إما ضعف اليقين أو ضعف القلب ومرضه باستيلاء الجبن عليه فالتوكل لا يتم إلا بقوة اليقين وقوة القلب جميعا (1).
التوكل في اللغة:
"وكل بالله يكل وتوكّل على الله استسلم إليه وتواكلوا مواكلة واتكالا: اتّكل بعضهم على بعض والتوكّل إظهار العجز، والاعتماد على الغير" (2).
التوكل في القرآن الكريم:
وردت مادة (وكل) بصيغ متعددة في 70 مرّة وعلى النحو التالي (3):
أ- صيغة الفعل الماضي (13 مرّة).
ب- صيغة الفعل المضارع (18 مرّة).
ج - صيغة الفعل الأمر (11 مرّة).
د- صيغة اسم الفاعل (4 مرّات).
هـ - صيغة الصفة المشبّهة (24مرة).
ومن الآيات الشريفة الواردة في التوكل قوله تعالى: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [التوبة: 51].]
وقوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} [الطلاق: 3].
وليس التوكل "ترك الكسب بالبدن وترك التدبير بالقلب فإنّ الإنسان مكلّف بطلب الرزق بالأسباب التي هداه الله إليها من زراعة أو تجارة أو صناعة أو غير ذلك ما أحلّه الله.
وكما أنّ الصلاة والصيام والحج عبادات كلّف الله عباده يتقرّبون بها كذلك طلب الرزق الحلال عبادة كلّفهم الله بها ليتقرّبوا به إليه بل هو أفضل العبادات"(4). كما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: "العبادة سبعون جزءاً وأفضلها جزءاً طلب الحلال" (5).
التوكّل في السنّة المباركة:
اهتمّ أهل البيت (عليهم السلام) في شرح التوكّل وبيان حقيقته ليعيش الناس حياة سعيدة مطمئنة يتعامل الناس مع الأسباب الطبيعية للأمور بعد الاعتماد على الله تعالى والانقطاع إليه في جميع الأمور وممّا ورد عنهم (عليهم السلام) ما جاء في میزان الحكمة ج10، ص676 – 692.
ـ سُئل الصادق (عليه السلام) عن حدّ التوكّل فقال: "ألّا تخاف مع الله شيئاً".
فهذا يعني أن يعتقد العبد أنّ الله تعالى قادر على كل شيء ويطمئن قلبه ولا يخاف معه من أحد ولكن ذلك بعد القيام بما ينبغي والأخذ بالأسباب الظاهرية للأمور وقد ورد:
ـ عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال لرجل: "اعقلها وتوكّل".
ـ إنّ قوماً من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) لمّا نزلت: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} [الطلاق: 2، 3] أغلقوا الأبواب وأقبلوا على العبادة وقالوا: قد كفينا فبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وآله) فأرسل إليهم قال: ما حملكم على ما صنعتم؟ فقالوا: یا رسول الله تُكُفّل لنا بأرزاقنا فأقبلنا على العبادة قال: إنّه من فعل ذلك لم يستجب له عليكم بالطلب.
ـ منشأ التوكّل:
وممّا يؤكد أنّ التوكل يكون من اليقين بالله تعالى، ما ورد عن الإمام علي (عليه السلام) أنّه قال: "التوكل من قوة اليقين".
وعنه (عليه السلام) أيضا أنّه قال: "من وثق بالله توكل عليه".
ـ ثمرة التوكل:
وللتوكل ثمرة وهي القوة والكفاية أمّا القوة فلما قاله رسول الله (صلى الله عليه وآله): "من أحب أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله".
وأمّا الكفاية فلقوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3]. أي: يكفيه.
ويقول الإمام علي (عليه السلام): "التوكّل كفاية شريفة لمن اعتمد عليه".
ـ درجات التوكّل:
قال الإمام الكاظم (عليه السلام): التوكّل على الله درجات منها: "أن تتوكل على الله في أمورك كلّها فما فعل بك كنت عنه راضيا ...".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) جامع السعادات: ج3، ص220 – 221.
(2) القاموس المحيط: ص987.
(3) المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، ص762-763.
(4) الأخلاق، شبر، ص279 – 277.
(5) وسائل الشيعة، ج17، كتاب التجارة، ب، ح15، ص23-24.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
جامعة كربلاء: مشاريع العتبة العباسية الزراعية أصبحت مشاريع يحتذى بها
|
|
|