أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-02
241
التاريخ: 2024-09-08
290
التاريخ: 2024-04-28
726
التاريخ: 2024-09-26
212
|
كما يقول المثل فإن مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة والخطوة الأولى تتمثل في التمهيد بما يوفر المقومات اللازمة لبناء الشخصية، وهنا يستلزم الاهتمام بالنقاط التالية:ـ
1ـ رفع المعنويات: إن ذوي المعنويات الضعيفة والروحيات غير المتوازنة والأشخاص الذين لا يملكون قدرة مقاومة المشاكل سرعان ما يشعرون بالهزيمة ولهذا كان من الضروري تشجيع الطفل وإلفات نظرة ان لا خطر يهدده.
من الخطأ أن يستسلم المرء ويسبب الشعور بالضعف والعجز للهزيمة والموت وهو ما يلاحظ على بعض الأشخاص حيث من الضروري ان تطوي الحياة مسيرتها الطبيعية وأن نتطلع للعيش بصورة أفضل وننهض بواجباتنا.
لا بد في هذا السياق من الالتفات والاهتمام بأفعال الطفل ونشاطاته الإيجابية والإشادة بها حتى يشعر بأنه موجود قيّم ومحط اهتمام الآخرين ويتمتع بشخصية مهمة.
2ـ ملء الفراغ النفسي: تُعزى الكآبة والملل لدى المرء الى فراغ نفسي وفيه تشعر الروح بالخواء الناجم غالباً من تحطم الشخصية والشك والوسواس والإحساس بعدم إمكانية إزالتها.
ينبغي تخليص الروح من الفراغ والكآبة والضجر بحيث لا يلجأ المرء الى التفكير بالفرار من نفسه ومن الآخرين، ويجب ملء روحه بجوانب ونقاط إيجابية كالمعلومات التي يحتاجها لاستمرار حياته وكذلك ينبغي اخراج الروح من الظلمة الى النور وتزويدها بالقدرة والقوة بما يجعلها تشرف على الحياة بمنتهى الحيوية والبهجة.
3ـ تفعيل العواطف: إن كثيراً من الصراعات الداخلية لدى الشخص إنما هي لوقوع خلل أو نقص في الجوانب العاطفية ما يجعلها آلية إلى الزوال علماً إن النقص العاطفي يترك أحياناً بصماته على الجسم ويجعله يعيش حالة مرضية.
تقسم العواطف الى قسمين: ممدوحة ومذمومة أما الملاك في كونها ممدوحة أو مذمومة فيمكن ان يكون شرعياً أو فطرياً أو اجتماعيا. تمتاز بعض الخصال بأنها محببة من الفطرة كالتضحية والإحسان وأخرى تمقتها الفطرة أساساً مثل أذية الآخرين والإزعاج، وكذا هو الحال بالنسبة للجانب الشرعي الذي لا ينفصم عموماً عن الفطرة كما ان هناك مجموعة من الاسس تشكل في الإطار الاجتماعي منهجاً فكرياً أو فلسفة مقبولة أو مرفوضة.
وفي كل الاحوال ينبغي للمربي العمل على تقوية جذور العواطف الممدوحة في الأشخاص وطرد آثار العواطف المذمومة فينمي مثلاً حب الخير لدى الطفل ويصلح ما كان يتعلق بالغضب والملل والضجر.
4ـ خلق الهمة العالية: يستلزم في عملية تربية الروح الانتباه الى ضرورة ان تكون همم الشخص عالية ويفكر دوماً بالقضايا الكبيرة، فالذي يقضي حياته بأعمال صغيرة وينظر للحياة من منظار ضيق ويريق ماء وجهه امام هذا وذاك ليحلّا له مشاكله البسيطة ليس بالشخص الجدير بالاحترام والتقدير.
إن من يذل نفسه في كل موقف ولا يعلم إن كان ينال مبتغاه ام لا، هو في الواقع شخص ذليل وضعيف ومن الواجب إنقاذه عبر تشجيعه ورفع معنوياته ليكون في النتيجة ذا همة عالية ولا
يقيد نفسه بالقضايا الجزئية واسع الافق رحب الصدر وناشداً لأهداف كبيرة.
5ـ حب الحقيقة: الحقيقة ألذ واحلى عناصر الحياة.. اما ظهورها فيكون عادة ثمرة الإرادة والبحث والتحقيق وما الى ذلك.
وفي الإطار التربوي ينبغي تنشئة الأطفال بما يجعلهم انصاراً للحقيقة مهما كان الثمن، وإن شطارة المربي تكمن في ان يبني شخصية الطرف المقابل بما يجعله مستعداً للكف عن الخطأ الذي اعتاد فعله طوال سنوات متوالية وهو غير عارف بأن فعله خطأ، ويتبع سبيل الحق بل ويضحي بكل شيء من أجله بما في ذلك ماله وحلاله.
إن حب الحق والحقيقة ضرورة حياتية بالنسبة للإنسان ومن المفروض أن تستقر في قلبه منذ نعومة أظفاره وعندها ستكون مصدر كل فضيلة وكمال فيما سيكون التساهل بالحقيقة مدعاة لانحطاط الأشخاص الذين سيكونون في المستقبل شخصيات سياسية واجتماعية.
6ـ خلق الحساسية: من الخطأ أن يكون الشخص لا أبالياً إزاء التيارات والقضايا المختلفة أو ان يتجاهل شؤون الحياة، كما لا بد من امتلاك روح النقد والتجربة في مختلف الأمور حتى يمكن للإنسان ترتيب وضعه الاجتماعي من جهة ومواصلة مسيرة الكمال والنمو من جهة ثانية.
إن حالة اللامبالاة والتجاهل هذه إما ان تكون ناجمة عن حب الجاه والخلود الى الراحة أو عن الفشل في شتى الأمور وهو الناجم عن عدم اهتمامه بما يقع من احداث، وفي كل الاحوال فإن اللامبالاة مصدر الانحراف السريع والعميق وإذا لم تعالج فستكون مدعاة للقلق.
إن عدم اعتناء الطفل في تصرفاته امام المعلم ولا مبالاته بشأن الوظائف البيتية وعدم اهتمامه بأمر ونهي الوالدين واعتبار الأم الآخرين صغيرة والتفكير فقط بمصالحه دونهم تمثل بمجموعها مأساة مؤلمة ينبغي الوقوف بوجهها.
7ـ زرع الفضائل: وأخيراً يجدر في عملية تهذيب الروح زرع وتعزيز مشاعر حب العدالة والحق والتضحية وطلب الحقيقة، وهي ضرورة لا مناص عنها في حياة مجتمع ينشد السعادة، ولو افرزت التربية الخاطئة نتائجها من قبيل الانتقام والبذاءة وحالات الأنانية والعناد وحب الذات وحب الجاه فعلينا التفكير في إصلاح الأطفال وإزالة هذه الصفات والحالات دون اللجوء الى قمعهم.
على كل حال فإن الحكمة الإلهية شاءت ان يخلق الإنسان بحيث إنه سيترك باقي اللذات و يستصغرها إذا ما ذاق طعم وحلاوة اللذة الروحية.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|