المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

عوامل تقدم السياحة - معنيات التقدم
9-1-2018
عبيد اللّه بن الحسين الأصغر بن الامام زين العابدين (عليه السلام)
15-04-2015
كوكبة السفينة Argo
2023-11-12
دعاءان للأمام الرضا
1-8-2016
الخبر الشفوي في النقل
2024-06-24
ليس للمنافق نور
2023-09-24


الطبقية  
  
2457   01:34 مساءاً   التاريخ: 26-6-2016
المؤلف : عباس امين حرب العاملي
الكتاب أو المصدر : الحياة الزوجية السعيدة
الجزء والصفحة : ص16-18
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-12-2021 2025
التاريخ: 24-6-2016 6627
التاريخ: 19-1-2016 2643
التاريخ: 15-12-2021 3167

اذا كان الاسلام الغى الطبقية في حدود اتخاذها شعورا بالاستعلاء من جهة واحتقارا للآخرين من جهة اخرى واكتفى بشعار الايمان بالله ورسوله أساساً للكفاءة بين افراد الامة , وحث كثيرا على ممارسة ذلك عمليا ويكفينا من شاهد على ذلك تزويج الرسول الاكرم زينباً بنت عمه من زيد مولاه , وتزوجه صلوات الله عليه من موالاته صفية بنت حي بن اخطب , كما تحدثنا الروايات عن زواج الامام زين العابدين (عليه السلام) بمولاته بل وزاد في ذلك انه زوج امه من مولاه ورد على اعابة عبد الملك بن مروان له في ذلك حيث ارسل اليه : ( اما بعد فقد بلغي تزويجك مولاتك وقد علمت انه في اكفائك من قريش من تمجد به في الصهر وتنتجبه في الولد فلا لنفسك نظرت ولا على ولدك ابقيت ) .

واجابه الامام زين العابدين (عليه السلام) ( ان الله رفع بالإسلام كل حسيسه واتم به الناقصة واذهب به اللوم فلا لوم على ملم وانما اللوم لوم الجاهلية ) (1) , الا ان ذلك لا يعني مسحا لكل امكانيات الموازنة وخيارات المقارنة بين الافراد بقدر ما هو الغاء للشعور بالاستعلاء والمنع من اتخاذه اساسا للرفض , لان الثروة والجاه والحسب والموقع كل ذلك لا يمثل بنفسه قيمة ذاتية لها اثرها تكوينا على صلاح العلاقات الزوجية ولم يرد الاسلام ان يحث على العلاقات بمجرد اتسام صاحبها بالإسلام من دون دراسة لمدى نجابة الفرد وقدر انسجامه مع شريكه وحجم التطلعات التي يحملها فان المجد والشرف والدين اصول عريقة تنتقل بالتوارث كمقتضيات لها اثرها في تكوين الشريك لا محالة وفعل المعصوم في بعض الحالات قد يكون بملاك كسر الحاجز النفسي المتخذ كأساس للتميز والاستعلاء واشعار الاخرين بالذل والمسكنة من خلال التفاوت الطبقي , ويؤيد ما قلناه ما ورد في قضية تزويج الرسول الاكرم للمقداد بن الاسود من ضباعة ابنة الزبير بن عبد المطلب مع انها من شريفات بني هاشم , فقد روي عن الامام الصادق (عليه السلام) قوله : (..انما زوجه لتتضع المناكح وليتأسوا برسول الله وليعلموا ان اكرمهم عند الله اتقاهم) (2) , فالمرفوض اسلاميا اعتبار العامل الطبيعي مائزا لتصنيف البشر حقراء او شرفاء , من هنا كان الاقتران بمجهول الحال رجلا او امرأة ولو مع العلم بالإسلام ضربا من التهور والا موضوعية ولا تقتضيه شرائع الدين , بل قد تنفيه ايضا عندما يكون التفاوت الطبيعي بينهما مصدرا للمتاعب حيث عرفت مدى اثر الظروف والنشأة الاولى والمشاهدات على سلوك الافراد وخلفياتهم .

_____________

 1ـ موسوعة : وسائل الشيعة ج14 باب 27 مقدمات باب النكاح ـ الحر العاملي .

 2ـ وسائل الشيعة : ج11 ص121 مقدمات باب النكاح 5 ـ الحر العاملي .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.