المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الفطرة
2024-11-05
زكاة الغنم
2024-11-05
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05

 الوحي قبل البعثة للنبي محمد (صل الله عليه واله وسلم)
2023-11-23
تأثير سكك الحديد.
2024-01-16
علاقة لجش واوما
1-11-2016
محل محو العقوبات الإنضباطية
2024-07-15
Euler Forward Method
21-5-2018
Cosecant
1-10-2019


من هو الطفل؟  
  
1246   02:14 صباحاً   التاريخ: 26-7-2022
المؤلف : ميسم الصلح
الكتاب أو المصدر : طفلك يعاني من مشاكل سلوكية؟ أنت السبب!
الجزء والصفحة : ص13ــ16
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

الطفل مخلوق ضعيف لا يستطيع العيش من دون والديه أو مربٍ راشد يعتني به يأتي إلى الحياة ولا يملك من مكونات شخصيته سوى الجينات التي ورثها من أبويه وأجداده... يأتي ولا يملك سوى وسيلة وحيدة للتعبير عن حاجاته وهي البكاء... يأتي ولا يعرف أي شيء عن هذه الحياة، لا يعرف دينه ولا مذهبه ولا قوانين الحياة التي أتى إليها.. لا يعرف كيف يمشي وكيف يتكلم وكيف يتصرف، كيف يكتب وكيف يقرأ، كيف يكون التصرف السيء وكيف يكون التصرف الحسن... الطفل إذن ورقة بيضاء تخط عليها وتكتب ما تشاء..

الطفل كالحاسب، فكا أن الحاسب آلة فارغة من دون الإنسان، هو من يحركها ويضع بداخلها البرامج وينظمها كما يشاء، كذلك الطفل أنت من تضع في داخله كل شيء من أفكار وعقائد وسلوك وأخلاق.

وبناءً على ما ذكرناه دعونا نحاول الإجابة عن بعض هذه الأسئلة:

هل الطفل هو من خلق نفسه؟

هل هو من قرر المجيء إلى هذه الحياة؟

هل هو من اختار والديه؟

هل هو من اختار كيف سيكون شكله؟

هل هو من حدد كم ستكون عليه نسبة ذكائه؟

هل هو من حدد أن يكون مجتهدا أم كسولا؟

هل هو من حدد أن يكون كثير الحركة أو هادئ ؟

هل هو من حدد أنه سيعاني من مرض عقلي أو جسدي أو نفسي؟ الجواب على هذه الأسئلة هو واحد طبعا: كلا.

من الذي حدد هذه الأشياء؟ الله طبعا. ولكن الله جعل لكل سبب مسبب وهذه قاعدة جوهرية في الحياة.

فلولا زواج والدي الطفل لما خلق ولما وجد على هذه الدنيا، إذن انتم السبب أيها الأهل في وجوده...

لذا يجب أن تفكروا أن الوراثة تلعب دور مهم في تحديد شكل وشخصية الطفل، وهذه حقيقة علمية لا يمكن تجاهلها إذا اتفقنا على هذه النقطة سنجد أنكم أنتم السبب إذا في تكوين شخصيته، كيف؟

أولا، باختياركم لشريك حياتكم...

فإذا كان الأب مثلا قصير القامة، فيجب أن نضع في أذهاننا أن هناك نسبة كبيرة أن يولد الطفل قصير القامة، والعكس صحيح، إذا كان الأب طويل القامة. (وهذه قاعدة سيأتي أحد الآن ويقول ليس دائما). طبعا، فالوراثة تمتد إلى الأجداد أيضا.

ثانيا، بطريقة تربيتكم لهذا الطفل.

وهنا صلب الموضوع والهدف من هذا الكتاب، حيث أن التربية تعتبر من أهم عوامل بناء الشخصية وهي متشعبة وتدخل فيها عوامل عدة.

قبل الانتقال إلى باب آخر، سوف أرد على الذين يقولون الآن أن هذا الكلام غير صحيح، وأن كل شيء في هذه الحياة مقدر ومكتوب، وبأن الإنسان مسير وغير مخير، وأن الارتباط بشريك الحياة نصيب وليس باختيار الشخص. سأقول لهؤلاء الأشخاص أن هذا الكلام قد يكون صحيحا في مكان ما، ولكن هل هذا يعني الاستسلام والجلوس وعدم التفكير قبل الاقدام على أي خطوة بحجة أنه كله مقدر ومكتوب؟ طبعا لا، فلو فكرنا بهذه الطريقة نكون قد سلمنا أنفسنا للفشل والاكتئاب وخالفنا سنة الحياة. بالإضافة إلى أنه يجب عليك التأكد من أن الإنسان مسير في أمور كالحياة والموت والرزق والمرض ومخير في أمور مع اليقين بأن الله يعلم مسبقا ماذا سيختار لقدرته الإلهية، والأمور التي سنتطرق إليها في هذا الكتاب تدخل ضمن الأشياء المخيرة، وهذا يعني أن على الإنسان التفكير والتخطيط ثم اتخاذ القرار والاتكال على الله، عندها يكون قد فعل ما يتوجب عليه فعله والباقي لا دخل له به، فمن الممكن أن يكون الله يريد أن يبتليه، وعندها لا حول ولا قوة إلا بالله. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.