أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-2-2021
2100
التاريخ: 25-7-2016
4119
التاريخ: 5-7-2022
1901
التاريخ: 25/12/2022
854
|
الطفل مخلوق ضعيف لا يستطيع العيش من دون والديه أو مربٍ راشد يعتني به يأتي إلى الحياة ولا يملك من مكونات شخصيته سوى الجينات التي ورثها من أبويه وأجداده... يأتي ولا يملك سوى وسيلة وحيدة للتعبير عن حاجاته وهي البكاء... يأتي ولا يعرف أي شيء عن هذه الحياة، لا يعرف دينه ولا مذهبه ولا قوانين الحياة التي أتى إليها.. لا يعرف كيف يمشي وكيف يتكلم وكيف يتصرف، كيف يكتب وكيف يقرأ، كيف يكون التصرف السيء وكيف يكون التصرف الحسن... الطفل إذن ورقة بيضاء تخط عليها وتكتب ما تشاء..
الطفل كالحاسب، فكا أن الحاسب آلة فارغة من دون الإنسان، هو من يحركها ويضع بداخلها البرامج وينظمها كما يشاء، كذلك الطفل أنت من تضع في داخله كل شيء من أفكار وعقائد وسلوك وأخلاق.
وبناءً على ما ذكرناه دعونا نحاول الإجابة عن بعض هذه الأسئلة:
هل الطفل هو من خلق نفسه؟
هل هو من قرر المجيء إلى هذه الحياة؟
هل هو من اختار والديه؟
هل هو من اختار كيف سيكون شكله؟
هل هو من حدد كم ستكون عليه نسبة ذكائه؟
هل هو من حدد أن يكون مجتهدا أم كسولا؟
هل هو من حدد أن يكون كثير الحركة أو هادئ ؟
هل هو من حدد أنه سيعاني من مرض عقلي أو جسدي أو نفسي؟ الجواب على هذه الأسئلة هو واحد طبعا: كلا.
من الذي حدد هذه الأشياء؟ الله طبعا. ولكن الله جعل لكل سبب مسبب وهذه قاعدة جوهرية في الحياة.
فلولا زواج والدي الطفل لما خلق ولما وجد على هذه الدنيا، إذن انتم السبب أيها الأهل في وجوده...
لذا يجب أن تفكروا أن الوراثة تلعب دور مهم في تحديد شكل وشخصية الطفل، وهذه حقيقة علمية لا يمكن تجاهلها إذا اتفقنا على هذه النقطة سنجد أنكم أنتم السبب إذا في تكوين شخصيته، كيف؟
أولا، باختياركم لشريك حياتكم...
فإذا كان الأب مثلا قصير القامة، فيجب أن نضع في أذهاننا أن هناك نسبة كبيرة أن يولد الطفل قصير القامة، والعكس صحيح، إذا كان الأب طويل القامة. (وهذه قاعدة سيأتي أحد الآن ويقول ليس دائما). طبعا، فالوراثة تمتد إلى الأجداد أيضا.
ثانيا، بطريقة تربيتكم لهذا الطفل.
وهنا صلب الموضوع والهدف من هذا الكتاب، حيث أن التربية تعتبر من أهم عوامل بناء الشخصية وهي متشعبة وتدخل فيها عوامل عدة.
قبل الانتقال إلى باب آخر، سوف أرد على الذين يقولون الآن أن هذا الكلام غير صحيح، وأن كل شيء في هذه الحياة مقدر ومكتوب، وبأن الإنسان مسير وغير مخير، وأن الارتباط بشريك الحياة نصيب وليس باختيار الشخص. سأقول لهؤلاء الأشخاص أن هذا الكلام قد يكون صحيحا في مكان ما، ولكن هل هذا يعني الاستسلام والجلوس وعدم التفكير قبل الاقدام على أي خطوة بحجة أنه كله مقدر ومكتوب؟ طبعا لا، فلو فكرنا بهذه الطريقة نكون قد سلمنا أنفسنا للفشل والاكتئاب وخالفنا سنة الحياة. بالإضافة إلى أنه يجب عليك التأكد من أن الإنسان مسير في أمور كالحياة والموت والرزق والمرض ومخير في أمور مع اليقين بأن الله يعلم مسبقا ماذا سيختار لقدرته الإلهية، والأمور التي سنتطرق إليها في هذا الكتاب تدخل ضمن الأشياء المخيرة، وهذا يعني أن على الإنسان التفكير والتخطيط ثم اتخاذ القرار والاتكال على الله، عندها يكون قد فعل ما يتوجب عليه فعله والباقي لا دخل له به، فمن الممكن أن يكون الله يريد أن يبتليه، وعندها لا حول ولا قوة إلا بالله.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|