ولقد فرضت البيئة عليهم آلة الصيد أيضاً، وهي السهام والنبال، ولابد أن تكون صغيرة تتلاءم مع أجسامهم، وطول قامة جماعة البامبوتي Bambuti لا تتجاوز 30 بوصة (76 سم)، ولكنها عند جماعات الباتوا Batua والباشوا Bashua تصل الى نحو 4 أقدام (120 سم)، ويرجع ذلك الى تأثير اتصالهم بالزنوج الأطول قامة، وينبغي أن يكون القزم ماهراً في استعمال آلاته حتى يستطيع أن يوفق في اصطياد الطيور وغيرها من فوق قمم وفروع الأشجار، وينبغي أن تكون الأسلحة فتاكة في قتل الحيوان قبل أن يهاجمه ويقضي عليه أو قبل أن يختفي منه في الغابة ولهذا كان للإنسان القصير القدرة على استعمال النبال وإصابة الهدف بدرجة فائقة، فهو على مقدرة من أن يطلق من نبلته أربعة سهام ينطلق الأخير منها قبل أن يصل الأول الى الهدف، وهذه المهارة جعلته مرهوباً حتى بين الجماعات الزنجية الأضخم منه جسماً والأرقى حضارة، فحسبه أن يطلق سهما الى شجرة موز فيتركها له الزنوج حتى تنضج ليأتي ويأخذ الثمار والسهم معه بعد أن يترك لهم ثمن ما أخذ، ولعل ما يخيف الزنوج منه بجانب مهارته في استعمال السهم أنه يستخدم السهام المسمومة أيضاً في الحروب والانتقام لنفسه.