أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-10-2014
6057
التاريخ: 14-7-2016
5499
التاريخ: 8-12-2015
5251
التاريخ: 9-05-2015
5881
|
تتزايد أهمية الكيمياء يوماً بعد يوم ، وتثبت التجارب العلمية الحديثة أن الحياة تتألف من عمليات كيميائية معقدة ، كما ثبت أن الوراثة وليدة للتفاعلات الكيميائية .
بل لعلم الكواكب والأرض تكونت نتيجة لعمليات كيميائية مستمرة ، كما أن التغييرات التي تطرأ على الكون هي في كثير من الحالات ذات طبيعة كيميائية.
ومن الشائع الثابت أن الإمام الصادق (عليه السلام) كان على علم بخواص الأشياء منفردة ومركبة ، وأنه درس علم الكيمياء في مدرسته قبل اثني عشر قرنا ونصف قرن .
واشتهر من تلامذته في هذا العلم هشام بن الحكم المتوفي حوالي سنة (١٩٩ هـ) وهو من أصحاب الصادق (عليه السلام) وتلامذته ، وله نظرية في جسمية الأعراض كاللون والطعم والرائحة ، وقد أخذ إبراهيم بن سيار النظام المعتزلي هذه النظرية لتا تتلمذ على هشام.
وقد أثبتت صحة هذا الرأي النظريات العلمية الحديثة القائلة إن الضوء يتألف من جزئيات في منتهى الصغر ، تجتاز الفراغ والأجسام الشفافة ، وأن الرائحة أيضا من جزئيات متبخرة من الاجسام تتأثر بها الغدد الأنفية ، وأن المذاق جزئيات صغيرة تتأثر به الحليمات اللسانية.
ومن تلامذة الإمام الصادق (عليه السلام) الذين اشتهروا ببراعتهم في الكيمياء والعلوم الطبيعية جابر بن حيان الصوفي الطرطوسي ، الذي دون وألف خمسمائة رسالة من تقريرات الإمام (عليه السلام) في علمي الكيمياء والطب في ألف ورقة (1) .
وقد ذكر ، ابن النديم في الفهرست واطال فيه الكلام ، وذكر له كتبا ورسائل في مختلف العلوم ولاسيما في الكيمياء ، والطب ، والفلسفة والكلام.
وقد أكبر المؤلفون المسلمون منزلة جابر وعدوه مفخرة من مفاخر الإسلام . ولا بدع ، فإن من تزيد مؤلفاته على ثلاثة ألاف كتاب ورسالة في مختلف العلوم ، وجلها في العلوم النظرية والطبيعية التي تحتاج إلى زمن طويل في تجاربها وتطبيقاتها ، لجدير بالتقدير والإكبار.
وقد تمكن جابر من تحقيق وتطبيق طائفة كبيرة من النظريات العلمية ، أهمها تحضير (حامض الكبريتيك) بتقطيره من الشبة. وسماه ( زيت الزاج ). كما حضر (حامض النتريك ) و ( ماء الذهب) و(الصودا الكاوية).
وكان جابر أول من لاحظ ترسب (كلوريد الفضة) عند إضافة محلول ملح الطعام إلى محلول ( نترات الفضة).
وينسب إليه تحضر مركبات أخرى مثل كربونات البوتاسيوم وكربونات الصوديوم وغير ذلك مما له أهمية كبرى في صنع المفرقعات والاصباغ والسماد الصناعي والصابون وما إلى ذلك.
ولم تقف عبقرية جابر في الكيمياء عند حد تحضير هذه المواد فحسب ، بل انبعث منها إلى ابتكار شيء جديد في الكيمياء هو ما سماه بعلم " الميزان " ، أي معادلة ما في الاجساد والمعادن من طبائع ، وقد جعل لكل جسد من الأجساد موازين خاصة بطبائعه ، وكان ذلك بداية لعلم المعادلات في طبائع كل جسم (2) .
وقد امتد نشاط جابر إلى ناحية أخرى من الكيمياء هي التي يسمونها بالصنعة ، أي تحويل المعادن الخسيسة إلى معادن ثمينة من ذهب وفضة. ويعد جابر رائدا لمن أتى بعده من العلماء الذين شغفوا بهذه الناحية من الكيمياء ، كالرازي وابن مسكويه و الصغرائي و المجريطي والجلدكي.
وكانت نظرية تحويل المعادن إلى ذهب أو فضة نظرية يونانية قديمة فتن بها المسلمون من بعدهم ، فوضع جابر فيها رسائل كثيرة ، وشرح قواعدها وأصولها في كتبه المتعددة.
يقول ابن النديم : " حدثني بعض الثقات ممن تعاطى الصنعة انه (أي جابر) كان ينزل في شارع باب الشام في درب يعرف بدرب الذهب ، وقال لي هذا الرجل ان جابرا كان أكثر مقامه بالكوفة ، وبها كان يدير " الاكسير " لصحة هوائها ولما أصيب الأزج الذي وجد فيه هاون ذهب ، فيه نحو مائتي رطل . كان من موضع دار جابر بن حيان ، فإنه لم يصب في ذلك الأزج غير الهاون فقط " (3) .
ويعتقد الدكتور محمد يحيى الهاشمي أن الذي يقصده جابر " بالاكاسير" هو " الراديوم " نفسه ، أو أحد الأجسام المشعة فيقول : " ومما يزيد إعجابنا ادعاء جابر بأن هذا السر له دخل في جميع الأعمال ، وأننا إذا أمعنا النظر في الوقت الحاضر ، لوجدنا اكتشاف الأجسام المشعة التي تؤدي إلى قلب عنصر المادة وتحطيم الذرة لم يكن من نتائجها القنبلة الذرية فحسب بل إيجاد منابع قوى جديدة لم تكن تطوق على بال الإنسان (4) .
وصلت نظرية " الصنعه " ضربا من ضروب الآمال والاحلام بل الأوهام ، وكان من يشتغل بها يرمى بالعته والهوس ، حتى إن الكندي وابن خلدون نبذا هذه الفكرة ، وأكدا عدم إمكان تحويل أي عنصر على عنصر آخر.
غير أن ما حدث في عام ١٩١٩ من تحطيم ذرات " النتروجين " وتحويلها إلى ذرات " الأكسجين " و " الهيدرجين" قد بذل مفهوم هذه الفكرة ، وأثبت إمكان تحقيقها بالفعل .
وقد توالت بعد ذلك تجارب شطر نواة الذرة ، باستخدام قذائف من جسيمات " ألفا " أي نوى " الهليوم " ، ومن جسميات أخف ولكن أكبر أثرا منها وهي البروتونات أي نوى " الهيدروجين " بعد إطلاقها بسرعة فائقة ، وأمكن بذلك شطر نواة الذرة وتحويل عدد من العناصر إلى عناصر أخرى ، كتحويل الهيدروجين إلى عنصر الهليوم ، وتحويل الصوديوم إلى مغنسيوم ، والليثيوم والبورون إلى هليوم ، فتحقق فعلا أمر تحليل العناصر وتحويل بعضها إلى بعض.
__________________________
1. ابن خلكان في احوال الصادق ١ : ١٥٠ وكتاب الفهرست .
2. فلاسفة الشيعة ص 63.
3. الفهرست : 499.
4. الامام الصادق ملهم الكيمياء : 156 للأستاذ محمد يحيي الهاشمي / مطبعة النجاح ببغداد / 1950 م .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|