المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05
إجراءات المعاينة
2024-11-05
آثار القرائن القضائية
2024-11-05



عندما تريد تزويج ابنتك فخذ بعين الاعتبار مصلحتها ورضاها  
  
1964   09:01 صباحاً   التاريخ: 4-4-2022
المؤلف : السيد علي أكبر الحسيني
الكتاب أو المصدر : العلاقات الزوجية مشاكل وحلول
الجزء والصفحة : ص37ـ41
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-06-13 649
التاريخ: 2023-07-28 1030
التاريخ: 16-7-2018 2360
التاريخ: 7-8-2021 2500

إن الإنسان قد يطغى أحياناً ويصاب بالغرور فيرى نفسه أفضل من الجميع ومتفوقاً على الجميع. حيث لا يعترف بأي حق ولا يرى أية قيمة لأي إنسان فيعتبر الجميع حقيرين أذلاء ويرى نفسه الوحيد الذي يتحكم بمصائر الآخرين فيتكلم باسم الآخرين ويتخذ القرارات باسمهم ويفرض عليهم رأيه وقراراته ما استطاع إلى ذلك سبيلاً. هذه الصفات القبيحة هي صفات الإنسان المتكبّر والإنسان المتكبّر هو من أبغض الأشخاص بين الناس ومكانه يوم القيامة في جهنم.

عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لن يدخل الجنة عبد في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر ولا يدخل النار عبد في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان قلت: جعلت فداك. إن الرجل ليلبس الثوب أو يركب الدابة فيكاد يعرف منه الكبر؟ قال: ليس بذاك، إنما الكبر إنكار لحق. والإيمان الإقرار بالحق(1).

وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وآله من هو المتكبر؟ فقال: إن أعظم الكبر غمص الخلق وسفه الحق(2) قيل: وما غمص الخلق وسفه الحق؟ قال: يجهل الحق ويطعن على أهله، فمن فعل ذلك فقد نازع الله عز وجل رداءه(3).

وأنتم بإمكانكم مشاهدة اللون القاتم والرائحة النتنة للتكبر وهي تظهر على ملامح هذا الأب ومن خلال كلامه المرّ اللاذع، تمعنوا في مضمون الرسالة التالية:

الرسالة:.. إنك بمثابة والدي وأرجو أن تسامحني لأني أتطرق في رسالتي إلى هذا الموضوع..

لقد نشأت في أسرة غنية مرفهة وملتزمة دينياً بشكل ظاهري والدي ليس له إدراك ديني صحيح رغم تردده على المساجد وهو يفتخر بماله وثروته كما أنه إنسان متعنت وعنيد متشبّث برأيه ولا يقبل بآراء الاخرين ويحول مهما كلّف الثمن أن ينفذ كلامه وهو يعتبر الآخرين أغبياء جهلة، وأنه وحده إنسان عاقل وصاحب تجربة ويمتلك كل شيء..

وقد عانيت أنا وسائر إخوتي وأخواتي ووالدتي المسكينة الأمرين في حذا البيت!! الله وحده يعلم ماذا عانينا ونعاني... ولكن الذي اريد أن أقوله هو...

إن الإستبداد في الرأي هو علامة التكبر وإن الذي يتشبّث برأيه ولا يعير أهمية لآراء وأفكار الآخرين، يتعرض للهلاك وتزل قدمه عن طريق الصواب ويسقط نستجير بالله إذا كان أحد الآباء - كهذا الأب - له مثل هذا التفكير الذي يعتقد بأن الأبناء لا يحق لهم أن يتنفسوا لأنه والدهم وأن عليهم إطاعته والخضوع له في كل الأمور الصحيحة منها وغير الصحيحة. صحيح أن الفتاة يجب أن تختار الزوج بموافقة والدها(4) ولكن الأب يجب عليه أيضاً أن يأخذ بعين الاعتبار مصلحة ابنته ورضاها وموافقتها وأن لا يجبرها على الزواج من شخص معين لأن الفتاة إذا لم تكن راضية فإن عقد النكاح يكون باطلاً(5).

الرسالة:.. رغم أن الكيرين تقدموا ولا زالوا يتقدمون لخطبتي ولكن والدي يريد أن يجبرني على الزواج من فلان... الذي هو أحد أقربائنا ولكنني لا أريده أبداً ولا أستطيع أن أعيش معه ولا أستطيع أن أحبه لأني أعرف أخلاقه السيئة.. كما أنني أشعر بأن عليّ القيام بدور إيجابي في النشاطات والأعمال الاجتماعية وبالتالي فإني ارغب بالزواج من شخص أقوم معه بنشاطات اجتماعية. لقد رفض والدي كل الذين تقدموا لطلب يدي وهو يقول بأن عليّ أن أتزوج من ذلك الشخص دون غيره لأن مكانتنا الاجتماعية والعائلية لا تتلاءم مع المكانة الاجتماعية والعائلية لهؤلاء الذين يتقدمون لخطبتي. وهو يقول لي: إنك لا تفهمين، تريدين أن تتزوجي من شخص فقير لا يملك لقمة العيش... والان فإني على وشك ان يفوتني سن الزواج وأصبح عانساً وهذا ما يقلقني وأخشى أن أفقد الأمل في الزواج الى الأبد.

إن كرامة الإنسان أو الفرد وشخصيته - خلافاً للتصور والاعتقاد الخاطئ، لوالدك - ترتبطان بإيمانه بالله ومدى تمسكه بالقيم الخلقية السامية ودرجة تقواه والتزامه الديني وإن الذي يتصور ويعتقد بأن شخصية الفرد تكمن في ثروته وكثرة معارفه وأقربائه وعشيرته، إنما يؤمن ويتمسك بنفس القيم والمفاهيم التي كانت سائدة في زمن الجاهلية والتي نهى عنها النبي صلى الله عليه وآله وقال: [لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى]. ويقول تعالى في القرآن الكريم: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13] .

ولكى ينبذ رسول الله صلى الله عليه وآله بشكل عملي ويفند تلك التصورات الجاهلية السخيفة فقد أرسل صلى الله عليه وآله «جويبر» لخطبة فتاة من الأشراف(6) كما أن النبي صلى الله عليه وآله زوج ابنة عمه «للمقداد» وذلك لكي يعرف الجميع بأن الشرف هو بالإسلام والإيمان وليس (بالثروة والجاه والأولاد والعشيرة). ويا حبذا لو أن والدك اقتدى برسول الله ووافق على شخص على شاكلة «المقداد» ليكون صهرا له ويحترم بذلك رأي ابنته الصالحة الواعية وينقذها من الوحدة والقلق وحبذا لو سمع والدك كلام رسول الله صلى الله عليه وآله حيث قال: [إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته يخطب إليكم فزوجوه، إن لا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير]. وقال الإمام الرضا عليه السلام: إذا خطب إليك رجل رضيت دينه وخلقه فزوجه ولا يمنعك فقره وفاقته. قال الله تعالى: {وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ} [النساء:130] وقال: {إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النور: 32](7).

وتواصل هذه الأخت الكريمة رسالتها فتقول:

الرسالة: قبل فترة جاء إلينا شاب من أسرة على درجة عالية من الإيمان والتدين والخلق الحسن يطلب يدي للزواج حيث تتوفر في هذا الشاب نفس الشروط والصفات التي كنت أريدها. وهذه المرة لم يرفض والدي هذا الشاب نتيجة إصراري الشديد عليه وتوسلي إليه وبعد أن صرت أبكي جزعاً وتأثراً وأندب حظي المتعثر أمامه. ولكن في المقابل وضع أمام أهل الشاب شروطاً كثيرة وتقدم بطلبات مرهقة تتثقل كاهل هذا الشاب، ومن جملة هذه الشروط أن يمتلك الشاب منزلاً في مدينة... كما حدد مهراً عالياً واشترط عليه أن يشتري لي خاتماً وملابس ومجوهرات وو... الأمر الذي جعل أهل الشاب يندمون على فعلتهم ويغادرون منزلنا دون عودة... هل بإمكانكم أن تنقذوني من هذا الوضع؟ هل تستطيعون المجيء إلى بيتنا للتحدث مع والدي في هذا المجال؟...؟

حبذا لو كنت أستطيع المجيء إلى بيتكم لكي أتحدث مع والدك وأقول له، بأن الذهاب إلى المساجد والتظاهر بالدين لا يكفي، بل يجب أن تزيل عن قلبك وبيتك ظلمات الجهل والجاهلية وأن تنير روحك وقلبك بنور سنن رسول الله.

ونحن نأمل أن يقرأ أقرباؤك المتفكرون الواعون هذه السطور ويتحدثوا مع والدك ويزيلوا عنه هذا التصور الخاطئ وينقذوه من هذا الظلام والعتمة. وإذا ما أصر والدك على رأيه واختار سبيل التعنت والعناد فإن المحكمة المدنية الخاصة بإمكانها مساعدتك في هذا المجال(8). قوّي أملك بالله . . . وتكلمي مع والدك مرة أخرى.

ملاحظة :

١- لقد قمنا بتغيير بعض العبارات والجمل التي تتضمنها الرسائل الواردة إلينا وذلك لكي لا ينطبق مضمونها على شخص معين أو أسرة معينة.

٢- إن الاهتمام بأمور الناس وحل مشاكلهم هو واجب إنساني وإسلامي، وأنتم أيضاً قد تستطيعون من خلال توجيهاتكم أن ترشدوا شاباً ما إلى الطريق الصحيح للزواج وتنقذوه من القلق والاضطراب.

_________________________________

(1) بحار الأنوار ، ج٧٣ ، ص ٢٣٥ باب ١٣٠ ح٣٧.

(2) ميزان الحكمة ، ج٨ ، ص ٣٠٥ ، ح١٦٩٤١.

(3) بحار الأنوار ، ج٧٣ ، ص ٢١٨ باب ١٣٠ ح٩.

(4) القانون المدني ، المادة ١٠٤٣.

(5) المصدر السابق ، المادة ١٠٧٠.

(6) وسائل الشيعة ، ج ١٤ ، ص ٤٤ باب ٢٥ و٢٦.

(7) بحار الأنوار ، ج١٠٣ ، ص ٣٧٢ باب ٧٨ ح٧.

(8) القانون المدني الإيراني، المادة ١٠٤٣. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.