المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24

الله تعالى عالما
9-3-2019
الإدارة الضريبية
30-10-2016
الصدقة ودورها في مصير الإنسان.
2023-03-05
Principal Square Root
11-12-2018
سرعة النفث المثالية ideal exhaust velocity
24-3-2020
تأثير الذكاء على الطفل الموهوب
16/11/2022


مفاوضات الامام مع طلحة والزبير  
  
3308   11:46 صباحاً   التاريخ: 2-5-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج11,ص83-85.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

لم يكتف الإمام (عليه السلام) بالوفد الذي أرسله للزبير وطلحة وعائشة فقد خرج بنفسه ليقيم الحجّة عليهم فالتقى بطلحة والزبير وقال لهما : استحلفا عائشة بحقّ الله وبحقّ رسوله على أربع خصال أن تصدق فيها : هل تعلم رجلا من قريش أولى منّي بالله ورسوله وإسلامي قبل كافّة النّاس أجمعين وكفايتي رسول الله (صلى الله عليه واله) كفّار العرب بسيفي ورمحي وعلى براءتي من دم عثمان وعلى أنّي لم أكن أستكره أحدا على بيعتي وعلى أنّي كنت أحسن قولا في عثمان منكما؟ .

فأجابه طلحة جوابا منكرا ورقّ له الزبير وقفل الإمام راجعا إلى أصحابه فقالوا له : بم كلّمت الرجلين؟ فقال (عليه السلام) : إنّ شأنهما لمختلف أمّا الزّبير فقاده اللّجاج ولن يقاتلكم وأمّا طلحة فسألته عن الحقّ فأجابني بالباطل ولقيته باليقين فقابلني بالشّكّ فو الله! ما نفعه الحقّ وأضرّ به الباطل وهو أي طلحة مقتول في الرّعيل .

وتحقّق ما تنبّأ به الإمام (عليه السلام) فقد صرع طلحة وزهقت نفسه لا على حقّ وإنّما على باطل صريح واضح.

ورأى الإمام (عليه السلام) أن يكسب الزبير وينقذه من الضلالة فخرج إليه وقد اعتلى بغلة رسول الله (صلى الله عليه واله) الشهباء وكان عاريا من السلاح فنادى أين الزبير؟ فخرج إليه شاكّا بسلاحه فقيل لعائشة إنّ الزبير قد خرج للإمام فخافت عليه وصاحت : واحرباه يا أسماء !

فقيل لها : إنّ عليّا خرج حاسرا فاطمأنّت واعتنق الإمام الزبير وقال له بلطف : ما الّذي أخرجك؟ ؛ فقال: دم عثمان.

ولم يحفل الإمام بهذا الاعتذار الذي لا نصيب له من الصحّة فأشاح عنه وأخذ يذكّره بما قاله رسول الله (صلى الله عليه واله) فيه : اناشدك بالله هل تعلم يا زبير أنّي كنت أنا وأنت في سقيفة بني فلان تعالجني واعالجك فمرّ بي رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال : كأنّك تحبّه؟ قلت : وما يمنعني إنّه على ديني وهو ابن عمّتي فقال رسول الله : أما إنّه ليقاتلنّك وهو الظّالم .

ولم يسع الزبير إنكار ذلك وراح يقول بأسى وحزن : اللهمّ نعم.

فقال : فعلام تقاتلني؟ .

قال : نسيتها والله! ولو ذكرتها ما خرجت إليك ولا قاتلتك .

وانصرف الزبير وقد طافت به موجات من الأسى وندم كأشدّ ما يكون الندم على ما فرّط في أمر نفسه وقفل الإمام راجعا إلى أصحابه فبادروا قائلين : يا أمير المؤمنين سرت إلى رجل في سلاحه وأنت حاسر؟

فأجابهم الإمام :  أتدرون من الرّجل؟ إنّه الزبير بن صفيّة عمّة رسول الله (صلى الله عليه واله) أما أنّه قد أعطى عهدا لا يقاتلكم , إنّي ذكرت له حديثا قاله رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال : لو ذكرته ما أتيتك .

وصاح أصحاب الإمام : الحمد لله يا أمير المؤمنين! ما كنّا نخشى في هذه الحرب غيره ولا نتّقي سواه .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.