المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

حياة القلب
18-4-2016
Number Field Signature
18-10-2019
Secondary cardinal vowels
21-6-2022
نظم إدارة الحضور والانصراف الألكتروني واستدعاء الموظف بطريقة إلكترونية
11-8-2022
الوكاسيا
2024-07-30
أعراض الإصابة بالنيماتودا
17-4-2022


الله تعالى عالما  
  
630   07:22 صباحاً   التاريخ: 9-3-2019
المؤلف : الفاضل المقداد بن عبد اللّه السّيوريّ
الكتاب أو المصدر : الاعتماد في شرح واجب الاعتقاد
الجزء والصفحة : 56-60
القسم : العقائد الاسلامية / التوحيد / صفات الله تعالى / الصفات الثبوتية / العلم و الحكمة /

يجب أن يعتقد أنّه تعالى عالم، لأنّه فعل الأفعال المحكمة المتقنة [1]، وكلّ‌ من كان كذلك كان عالما بالضّرورة.

أقول: من صفاته الثّبوتيّة: كونه تعالى عالما، والعالم، هو: المبيّن للأشياء تبيينا يصحّ معه إيقاع الفعل متقنا محكما، ومعنى الفعل المحكم، هو: الفعل الّذي يكون مطابقا للمنفعة المقصودة منه، أو الّذي يترتّب أثره عليه؛ كما يقال: هذه سكّين محكمة، بمعنى: أنّها مطابقة للمنفعة المقصودة منها، وهي: قطع ما تلاقيه، أو: قلم محكم، بمعنى: انّه مطابق للمنفعة المقصودة منه، وهي: الكتابة، وترتيب أثر كلّ واحد منهما عليه، وهو: القطع والكتابة. وكذلك إذا قلنا: هذه كتابه متقنة، بمعنى أنّها على الوجه المرتّب ، المصطلح عليه.

والدّليل [على‌] انّه تعالى عالم : هو أن نقول : الباري تعالى صدر عنه أفعال محكمة متقنة [2]، وكلّ من صدر عنه [أفعال محكمة متقنة] ، يجب أن يكون عالما؛ فالباري يجب أن يكون عالما، فها هنا مقدّمتان:

الأولى: انّه صدر عنه أفعال محكمة متقنة، وهي مقدّمة حسّيّة معلومة بالضّرورة لمن تأمّل مخلوقاته من: السّماوات، وما خلق فيها من الشّمس، والقمر، والكواكب، وما يترتّب على طلوع الشّمس من وجود النّهار، وما يترتّب على غروبها من وجود اللّيل، وما يترتّب على قربها من رءوسنا من حرّ الزّمان الّذي بسببه يحصل إنضاج الثّمار، واشتداد الزّرع، وتنشيف الأرض من الماء ، ليمكن زرعها، وتقليل الرّطوبات من الأبدان حتّى لا تستولى عليها الرّطوبات فتفسدها، وما يترتّب على بعدها من رءوسنا من برد الزّمان الّذي بسببه تكثر الأمطار والأنداء، ليحصل بذلك التّمكّن من الزّرع، وتنمية الثّمار والأشجار، وترطيب الأبدان حتّى لا تستولي عليها اليبوسة فتفسدها.

و من حكمته تعالى: أنّه لم يجعل الزّمان كلّه حرّا ، وإلّا أدّى إلى تحليل الأجساد، فناء رطوباتها، ولم يجعله كلّه باردا ، وإلّا أدّى إلى جمود الأجساد، واستيلاء الرّطوبات عليها، فيؤدّي إلى فسادها، وتعذّر الحركة عليها، ولم يجعل بعضه حارّا في الغاية، وبعضه باردا في الغاية، وإلّا لزم الخروج من ضدّ إلى ضدّ، فتحصل منه نكاية عظيمة في الأجساد ، بل اقتضت حكمته [تعالى‌] أن جعل الزّمان قسما حارّا في الغاية، وقسما يليه معتدلا في الحرارة والبرودة، فلا تحصل منه نكاية في الأجساد، وبعده قسم بارد في الغاية، وبعده قسم معتدل، وهي: الفصول الأربعة للسّنة.

ومن حكمته تعالى: أن جعل [في مقدّم فم الإنسان‌] حدادا لقطع الغذاء، وفي مؤخّره عراضا لطحنه، وجعل للعينين أهدابا تقيها ممّا يلاقيها من المؤذيات لها، وكذلك جعل الأظفار في رءوس الأنامل، ليكون دعامة لها، لئلّا تحفى.

وأمّا المقدّمة الثّانية - وهي أنّ كلّ من صدر منه الأفعال المحكمة المتقنة، فهو عالم-: فلأنّه معلوم بالبديهة لكلّ عاقل؛ فإنّ كلّ عاقل يجزم بأنّ الكتابة المحكمة لا تصدر إلّا من عالم بها، وكذا باقي الصّناعات.

_____________

[1] حدّ الفعل المحكم المتقن، هو: المطابق بالمنافع المقصودة. والحكم والمنافع الموافقة للغرض، والغاية ظاهرة جليّا في نظام السّماوات والأرض، وفي الإنسان وتركيبة أعضائه، كما هو مقرّر في توحيد المفضّل بن عمر، من إملاء الإمام الصّادق (عليه السلام)، فليراجع.

[2] اختلفوا: هل يفعل اللّه لغرض وحكمة، أو يفعل دون أيّ موجب للفعل؟

قال الأشاعرة: يستحيل أن تكون أفعال اللّه معلّلة بالأغراض والمقاصد. واستدلّوا:

أوّلا: بأنّ اللّه لا يجب عليه شي‌ء، ولا يقبح منه شي‌ء، إذن لا يجب أن يكون لفعله غرض، كما أنّه لا يقبح منه الفعل بلا غرض.

ثانيا: انّه لو فعل لغرض، من جلب مصلحة أو دفع مفسدة، لكان محتاجا إلى استكمال ذاته بتحصيل الغرض، واللّه سبحانه يستحيل عليه الاحتياج.

و قال الإماميّة والمعتزلة: إنّ كلّ فعل لا يقع لغرض، فهو عبث، واللّه منزّه عن العبث واللّغو. أمّا قول الأشاعرة بأنّ الفعل لغرض يستدعي الاحتياج والنّقصان، فجوابه: أنّ هذا يتمّ لو كان الغرض والنّفع عائدا إلى اللّه، أمّا إذا عاد إلى العبد ونظام الكائنات حسبما تقتضيه المصلحة، فلا يلزم شي‌ء من ذلك، وقد جاء في الآية 16 من سورة الأنبياء: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ} [الأنبياء: 16]. معالم الفلسفة الإسلاميّة: 103.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.