أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-10-2015
3601
التاريخ: 1-5-2016
3204
التاريخ: 29-01-2015
3625
التاريخ: 30-01-2015
3588
|
قام ولاة عثمان بتجهيز جيش عائشة بالأموال التي نهبوها من الخزينة المركزية فجهّز يعلي بن اميّة الذي كان واليا من قبل عثمان على اليمن الجيش بستمائة بعير وستمائة ألف درهم وأمدّهم عبد الله بن عامر والي عثمان على البصرة بمال كثير كان قد اختلسه من بيت المال ولم يتحرّج أعضاء القيادة العامّة في جيش عائشة من هذه الأموال المحرّمة.
تحرّكت جيوش عائشة من مكّة متّجهة صوب البصرة لاحتلالها وقد دقّت طبول الحرب وانتشرت الرايات وتهافتت القوى المنحرفة عن الحقّ وذوو الأطماع على الالتحاق بجيش عائشة وشعارهم المطالبة بدم عثمان الذي سفكه طلحة والزبير وعائشة واتّجهت تلك الجيوش لمحاربة السلطة الشرعية وشقّ صفوف المسلمين وأعضاء قيادتها على يقين بضلال مسيرهم وقصدهم , وسارت جيوش عائشة تجدّ في السير لا تلوي على شيء متّجهة صوب البصرة وفي الطريق صادفهم العرني صاحب الجمل المسمّى بعسكر فقال له راكب :يا صاحب الجمل أتبيع جملك؟ قال : نعم , قال : بكم؟ , قال : بألف درهم.
قال : ويحك أمجنون أنت جمل يباع بألف درهم!! فقال : نعم جملي هذا ما طلبت عليه أحدا قطّ إلاّ أدركته ولا طلبني وأنا عليه أحد قطّ إلاّ فتّه , فقال: لو تعلم لمن نريده لأحسنت بيعنا , قال : لمن تريده؟ فقال: لامّك , فقال: لقد تركت امّي في بيتها قاعدة ما تريد براحا , فقال: إنّا نريده لأمّ المؤمنين عائشة , فقال : هو لك خذه بغير ثمن , فقال: ارجع معنا إلى الرحل لنعطيك ناقة مهرية ونزيدك دراهم , فقفل معهم فأعطوه ناقة وأربعمائة درهم أو ستمائة درهم واستلموا منه الجمل وقدّموه لأمّ المؤمنين عائشة فاعتلت عليه لتحارب وصيّ رسول الله وباب مدينة علمه وقد أصبح جملها كعجل بني إسرائيل فقطعت حوله الأيدي وأزهقت الأنفس واريقت الدماء.
وسارت قافلة عائشة في البيداء تحفّها الجيوش فاجتازت على مكان يقال له الحوأب فتلقّتها كلاب الحيّ بهرير وعواء فذعرت عائشة فالتفت إلى محمّد بن طلحة فقالت له : أيّ ماء هذا يا محمّد؟
قال : ماء الحوأب يا أمّ المؤمنين! فهتفت بحرارة قائلة : ما أراني إلاّ راجعة , فقال: لم يا أمّ المؤمنين؟ قالت : سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول لنسائه : كأنّي بإحداكنّ قد نبحتها كلاب الحوأب وإيّاك أن تكوني يا حميراء , فسارع محمّد قائلا : تقدّمي يرحمك الله ودعي هذا القول ؛ ولم تبرح من مكانها وطافت بها الهموم والأحزان فقد أيقنت بضلالة قصدها , وذعرت القيادة العامّة في جيشها وانبرى إليها بعضهم قائلا : يا امّاه تقدّمي , وبقيت تائهة تراودها كلمات الرسول (صلى الله عليه واله) وراحت تقول بنبرات ملؤها الأسى والحزن : ردّوني أنا والله! صاحبة كلاب الحوأب ردّوني.
وأسرع إليها ابن اختها عبد الله بن الزبير كأنّه ذئب وهو يلهث فلمّا رأته انهارت أمامه فجاء بشهود اشترى ضمائرهم فشهدوا أنّ هذا الماء ليس بماء الحوأب وهي أوّل شهادة زور في الإسلام فأقلعت عن فكرتها وأخذت تقود الجيوش لحرب وصيّ رسول الله (صلى الله عليه واله) وباب مدينة علمه.
راحت جيوش عائشة تطوي البيداء حتى داهمت البصرة ففزع أهلها كأشدّ ما يكون الفزع وسارع والي البصرة عثمان بن حنيف فأوفد أبا الأسود الدؤلي للقيى عائشة يسألها عن سبب قدومها إلى مصرهم ولمّا مثل أمامها قال لها : ما أقدمك يا أمّ المؤمنين؟
قالت : أطلب بدم عثمان , فأجابها أبو الأسود بمنطقه الفيّاض قائلا : ليس في البصرة من قتلة عثمان أحد , قالت : صدقت ولكنّهم مع عليّ بن أبي طالب بالمدينة وجئت أستنهض أهل البصرة لقتاله أنغضب لكم من سوط عثمان ولا نغضب لعثمان من سيوفكم.
وردّ عليها أبو الأسود هذه المغالطات الواهية قائلا : ما أنت من السوط والسيف إنّما أنت حبيسة رسول الله (صلى الله عليه واله) أمرك أن تقرّي في بيتك وتتلي كتاب ربّك وليس على النساء قتال ولا لهنّ الطلب بالدماء؟ وأنّ عليّا لأولى منك وأمسّ رحما فإنّهما ابنا عبد مناف , ولم تحفل عائشة بهذه الحجج الدامغة وراحت مصرّة على رأيها قائلة : لست بمنصرفة حتى أمضي لما قدمت إليه , أفتظنّ يا أبا الأسود أنّ أحدا يقدم على قتالي ؛ وظنّت عائشة أنّها تتمتّع بحصانة الزوجية من النبيّ (صلى الله عليه واله) فلا يقدم أحد على قتالها فأجابها أبو الأسود : أما والله! لتقاتلنّ قتالا أهونه الشديد ؛ وانصرف أبو الأسود وقد أخفق في مهمّته فلم يحقّق أي نجاح في حديثه مع عائشة.
واتّجه أبو الأسود صوب الزبير فكلّمه بناعم القول وذكر له ماضيه الزاهر وتجاوبه مع الإمام في يوم السقيفة قائلا : يا أبا عبد الله عهد الناس بك وأنت يوم بويع أبو بكر آخذا بقائم سيفك تقول : لا أحد أولى بهذا الأمر من ابن أبي طالب وأين هذا المقام من ذاك؟
فأجابه الزبير بنفاق ومغالطة : نطلب بدم عثمان , فردّ عليه أبو الأسود : أنت وصاحبك يعني طلحة ولّيتماه يعني عليّا فيما بعدولان الزبير لدعوة الحقّ واستجاب لنصيحة أبي الأسود إلاّ أنّه طلب منه أن يعرض الأمر على طلحة.
وأسرع أبو الأسود إلى طلحة وطلب منه الانصياع إلى الحقّ وجمع كلمة المسلمين فأبى وأصرّ على الغيّ والعدوان , ورجع أبو الأسود وقد أخفق في وفادته فأخبر والي البصرة بفشله .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|