المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

أولاد الإمام الحسن العسكري ( عليه السّلام )
2023-05-12
الحسين بن مهران بن محمد
18-7-2017
transition (n.)
2023-11-30
اضطهاد الهادي (عليه السلام) وقتله
29-07-2015
النخاع المستطيل
26-5-2016
تنزيه موسى (عليه السلام) عن العصيان بالقتل


الاعداد للحرب ومفاوضة ابو الاسود مع طلحة والزبير  
  
3174   02:11 مساءاً   التاريخ: 1-5-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
الجزء والصفحة : ج11,ص60-65.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

قام ولاة عثمان بتجهيز جيش عائشة بالأموال التي نهبوها من الخزينة المركزية فجهّز يعلي بن اميّة الذي كان واليا من قبل عثمان على اليمن الجيش بستمائة بعير وستمائة ألف درهم وأمدّهم عبد الله بن عامر والي عثمان على البصرة بمال كثير كان قد اختلسه من بيت المال ولم يتحرّج أعضاء القيادة العامّة في جيش عائشة من هذه الأموال المحرّمة.

تحرّكت جيوش عائشة من مكّة متّجهة صوب البصرة لاحتلالها وقد دقّت طبول الحرب وانتشرت الرايات وتهافتت القوى المنحرفة عن الحقّ وذوو الأطماع على الالتحاق بجيش عائشة وشعارهم المطالبة بدم عثمان الذي سفكه طلحة والزبير وعائشة واتّجهت تلك الجيوش لمحاربة السلطة الشرعية وشقّ صفوف المسلمين وأعضاء قيادتها على يقين بضلال مسيرهم وقصدهم , وسارت جيوش عائشة تجدّ في السير لا تلوي على شيء متّجهة صوب البصرة وفي الطريق صادفهم العرني صاحب الجمل المسمّى بعسكر فقال له راكب :يا صاحب الجمل أتبيع جملك؟ قال : نعم , قال : بكم؟ , قال : بألف درهم.

قال : ويحك أمجنون أنت جمل يباع بألف درهم!! فقال : نعم جملي هذا ما طلبت عليه أحدا قطّ إلاّ أدركته ولا طلبني وأنا عليه أحد قطّ إلاّ فتّه , فقال: لو تعلم لمن نريده لأحسنت بيعنا , قال : لمن تريده؟ فقال: لامّك , فقال: لقد تركت امّي في بيتها قاعدة ما تريد براحا , فقال: إنّا نريده لأمّ المؤمنين عائشة , فقال : هو لك خذه بغير ثمن , فقال: ارجع معنا إلى الرحل لنعطيك ناقة مهرية ونزيدك دراهم , فقفل معهم فأعطوه ناقة وأربعمائة درهم أو ستمائة درهم واستلموا منه الجمل وقدّموه لأمّ المؤمنين عائشة فاعتلت عليه  لتحارب وصيّ رسول الله وباب مدينة علمه وقد أصبح جملها كعجل بني إسرائيل فقطعت حوله الأيدي وأزهقت الأنفس واريقت الدماء.

وسارت قافلة عائشة في البيداء تحفّها الجيوش فاجتازت على مكان يقال له الحوأب فتلقّتها كلاب الحيّ بهرير وعواء فذعرت عائشة فالتفت إلى محمّد بن طلحة فقالت له : أيّ ماء هذا يا محمّد؟

قال : ماء الحوأب يا أمّ المؤمنين! فهتفت بحرارة قائلة : ما أراني إلاّ راجعة , فقال: لم يا أمّ المؤمنين؟ قالت : سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول لنسائه : كأنّي بإحداكنّ قد نبحتها كلاب الحوأب وإيّاك أن تكوني يا حميراء , فسارع محمّد قائلا : تقدّمي يرحمك الله ودعي هذا القول ؛ ولم تبرح من مكانها وطافت بها الهموم والأحزان فقد أيقنت بضلالة قصدها , وذعرت القيادة العامّة في جيشها وانبرى إليها بعضهم قائلا : يا امّاه تقدّمي , وبقيت تائهة تراودها كلمات الرسول (صلى الله عليه واله) وراحت تقول بنبرات ملؤها الأسى والحزن : ردّوني أنا والله! صاحبة كلاب الحوأب ردّوني.

وأسرع إليها ابن اختها عبد الله بن الزبير كأنّه ذئب وهو يلهث فلمّا رأته انهارت أمامه فجاء بشهود اشترى ضمائرهم فشهدوا أنّ هذا الماء ليس بماء الحوأب وهي أوّل شهادة زور في الإسلام  فأقلعت عن فكرتها وأخذت تقود الجيوش لحرب وصيّ رسول الله (صلى الله عليه واله) وباب مدينة علمه.

راحت جيوش عائشة تطوي البيداء حتى داهمت البصرة ففزع أهلها كأشدّ ما يكون الفزع وسارع والي البصرة عثمان بن حنيف فأوفد أبا الأسود الدؤلي للقيى عائشة يسألها عن سبب قدومها إلى مصرهم ولمّا مثل أمامها قال لها : ما أقدمك يا أمّ المؤمنين؟

قالت : أطلب بدم عثمان , فأجابها أبو الأسود بمنطقه الفيّاض قائلا : ليس في البصرة من قتلة عثمان أحد , قالت : صدقت ولكنّهم مع عليّ بن أبي طالب بالمدينة وجئت أستنهض أهل البصرة لقتاله أنغضب لكم من سوط عثمان ولا نغضب لعثمان من سيوفكم.

وردّ عليها أبو الأسود هذه المغالطات الواهية قائلا : ما أنت من السوط والسيف إنّما أنت حبيسة رسول الله (صلى الله عليه واله) أمرك أن تقرّي في بيتك وتتلي كتاب ربّك وليس على النساء قتال ولا لهنّ الطلب بالدماء؟ وأنّ عليّا لأولى منك وأمسّ رحما فإنّهما ابنا عبد مناف , ولم تحفل عائشة بهذه الحجج الدامغة وراحت مصرّة على رأيها قائلة : لست بمنصرفة حتى أمضي لما قدمت إليه , أفتظنّ يا أبا الأسود أنّ أحدا يقدم على قتالي ؛ وظنّت عائشة أنّها تتمتّع بحصانة الزوجية من النبيّ (صلى الله عليه واله) فلا يقدم أحد على قتالها فأجابها أبو الأسود : أما والله! لتقاتلنّ قتالا أهونه الشديد ؛ وانصرف أبو الأسود وقد أخفق في مهمّته فلم يحقّق أي نجاح في حديثه مع عائشة.

واتّجه أبو الأسود صوب الزبير فكلّمه بناعم القول وذكر له ماضيه الزاهر وتجاوبه مع الإمام في يوم السقيفة قائلا : يا أبا عبد الله عهد الناس بك وأنت يوم بويع أبو بكر آخذا بقائم سيفك تقول : لا أحد أولى بهذا الأمر من ابن أبي طالب وأين هذا المقام من ذاك؟

فأجابه الزبير بنفاق ومغالطة : نطلب بدم عثمان , فردّ عليه أبو الأسود : أنت وصاحبك يعني طلحة ولّيتماه يعني عليّا فيما بعدولان الزبير لدعوة الحقّ واستجاب لنصيحة أبي الأسود إلاّ أنّه طلب منه أن يعرض الأمر على طلحة.

وأسرع أبو الأسود إلى طلحة وطلب منه الانصياع إلى الحقّ وجمع كلمة المسلمين فأبى وأصرّ على الغيّ والعدوان , ورجع أبو الأسود وقد أخفق في وفادته فأخبر والي البصرة بفشله .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.