أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-12-2015
3332
التاريخ: 10-12-2015
12642
التاريخ: 20-10-2014
2443
التاريخ: 8-06-2015
4739
|
جملة وإِن كان معناها في الأصل أنّ الله مقاتلٌ إيّاهم وما إِلى ذلك ، لكن كما يقول الطبرسي في مجمع البيان نقلا عن ابن عباس ، إِن هذه الجملة كناية عن اللعنة أي أنّ الله أبعدهم عن رحمته ، فهو دعاء عليهم.
وفي الآية التالية إِشارة إِلى شركهم العملي في قبال الشرك الإِعتقادي ، أو بعبارة أُخرى إشارة إِلى شركهم في العبادة ، إِذ تقول الآية : {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ } [التوبة : 31].
[و]«الأحبار» جمع حبر ، ومعناه العالم ، و«الرهبان» جمع راهب وتطلق على من ترك دنياه وسكن الدير وأكبّ على العبادة.
وممّا لا شك فيه أنّ اليهود والنصارى لم يسجدوا لأحبارهم ورهبانهم ، ولم يصلوا ولم يصوموا لهم ، ولم يعبدوهم أبداً ، لكن لما كانوا منقادين لهم بالطاعة دون قيد أو شرط ، بحيث كانوا يعتقدون بوجوب تنفيذ حتى الاحكام المخالفة لحكم الله من قبلهم ، فالقرآن عبّر عن هذا التقليد الأعمى بالعبادة.
وهذا المعنى واردٌ في رواية عن الإِمامين الباقر والصادق (عليهما السلام) إِذا قالا : «أمّا والله ما صاموا لهم ولا صلّوا ، ولكنّهم أحلّوا لهم حراماً وحرّموا عليهم حلالا ، فاتبعوهم وعبدوهم من حيث لا يشعرون».(1)
وفي حديث آخر ، أنّ عديّ بن حاتم قال : وفدت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكان في رقبتي صليب من الذّهب ، فقال لي (صلى الله عليه وآله وسلم) : يا عدي ألق هذا الصنم عن رقبتك ، ففعلت ذلك ، ثمّ دنوت منه فسمعته يتلو الآية (اتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً) فلمّا أتم الآية قلت له : نحن لا نتّخذ أئمتنا أرباباً أبداً ، فقال : «ألم يحرموا حلال الله ويحلّوا حرامه فتتبعوهم؟ فقلتُ : بلى ، فقال : فهذه عبادتهم».(2) والدليل على هذا الموضوع واضح ، لأنّ التقنين خاص بالله ، وليس لأحد سواه أن يحل أو يحرم للناس ، أو يجعل قانوناً ، والشيء الوحيد الذي يستطيع الإِنسان أن يفعله هو اكتشاف قوانين الله وتطبيقها على مصاديقها.
فبناءً على ذلك لو أقدم أحد على وضع قانون يخالف قانون الله ، وقبله إِنسان آخر دون قيد أو اعتراض او استفسار فقد عبد غير الله ، وهذا بنفسه نوع من أنواع الشرك العملي ، وبتعبير آخر : هو عبادة غير الله. واقعاً واليهود يطيعون أحبارهم دون قيد أو شرط ، لذا فإنّ الآية أشارت إِلى عبادة كل منهما ، فقالت : {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ}.
ثمّ فصلت المسيح على حدة فقالت : {وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ}.
وهذا التعبير يدلّ على منتهى الدقة في القرآن.
_________________________
1-تفسير مجمع البيان ,ذيل الآية مورد البحث ؛ونور الثقلين ، ج 2 ، ص 209.
2- مجمع البيان ، ذيل الآيه.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|