المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الغنم
2024-11-05
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05



حكمه القيّمة في مواضع مختلفة  
  
4081   02:51 مساءاً   التاريخ: 21-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج6, ص85-114.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /

بلغت حكم الإمام (عليه السلام) قمّة الجمال في روعتها وأصالتها وبما احتوت عليه من محاسن الفكر والآداب بالإضافة إلى سموّ فصاحتها وبلاغتها وإنّا لا نجد من روائع الفكر السليم والمنطق المحكم مثل ما نجده في حكم الإمام التي تمثّل العبقرية بأسمى صورها والإلهام بأروع معانيه .

قال (عليه السلام) : قيمة كلّ امرئ ما يحسنه.

هذه الكلمة من روائع الأدب العلوي قال محمّد بن حفصة : لا نعرف كلمة بعد القرآن وبعد كلام رسول الله (صلى الله عليه واله) أخصر لفظا ولا أعمّ نفعا من قول أمير المؤمنين قيمة كلّ امرئ ما يحسنه وكان ينشد :

قيمة المرء مثل ما يحسن المرء          قضاء من الوصيّ عليّ

 ونظم العبدليّ هذه الكلمة الذهبية بقوله :

قال عليّ بن أبي طالب         و هو الإمام العالم المتقن

كلّ امرئ قيمته عندنا         و عند أهل العقل ما يحسن

 ونظم شاعر آخر هذه الكلمة بقوله :

فيا لائمي دعني اغالي بقيمتي       فقيمة كلّ الناس ما يحسنونه

 إنّ هذه الكلمة الذهبية من مناجم الأدب العلوي الذي أضاء سماء الفكر الإسلامي وعلّق عليها الجاحظ بقوله : وأجمعوا على أنّهم لم يجدوا كلمة أقلّ حرفا ولا أكثر ريعا ولا أعلم نفعا ولا أحثّ على بيان ولا أهجى لمن ترك التفهم وقصر في الافهام من قول عليّ : قيمة كلّ امرئ ما يحسنه .

قال (عليه السلام) : العلم أكثر من أن يحصى فخذوا من كلّ شيء أحسنه .

إنّ هذه الكلمة من محاسن الأدب العلوي وقد نظمها بعض الشعراء بقوله :

ما حوى العلم جميعا رجل           لا ولو مارسه ألف سنه

إنّما العلم بعيد غوره             فخذوا من كلّ شيء أحسنه

وليس من شكّ أنّ الإمام (عليه السلام) وقف على واقع الفكر المتطوّر فاختار أثمن ما فيه.

قال (عليه السلام) : رأي الشّيخ خير من مشهد الغلام .

ومن المؤكّد أنّ هذه الكلمة من روائع الحكم فإنّ الغلام لم تهذّبه الأيام ولم تصقله التجارب بخلاف الشيخ الطاعن في السنّ الذي مرّت عليه الأيام بثقلها وعرف واقع الحياة فهو أدرى بالامور من الغلام.

قال (عليه السلام) : هلك امرؤ لم يعرف قدره.

من روائع الحكم هذه الكلمة فإنّ جهل الإنسان بنفسه يقوده إلى الهلاك والدمار ويلقيه في شرّ عظيم.

قال (عليه السلام) : النّاس أعداء ما جهلوا.

وألمّت هذه الكلمة بواقع حياة الناس فهم في كلّ زمان ومكان أعداء ما جهلوه من الحقائق ولا أقل من أنّهم لا يقيمون لها وزنا ولا يحفلون بها.

قال (عليه السلام) : من عرف نفسه عرف ربّه.

إنّ معرفة الخالق العظيم تكمن بمعرفة الإنسان لنفسه وما فيه من الأجهزة العجيبة التي تدلّل بصورة واضحة على وجود العظيم المبدع لخلق الإنسان يقول (عليه السلام) :

أتحسب أنّك جرم صغير          وفيك انطوى العالم الأكبر؟

إنّ الإنسان إذا تأمّل في خلق نفسه فإنّه يصل إلى معرفة الخالق الحكيم.

قال (عليه السلام) : من كفّارات الذّنوب العظام إغاثة الملهوف والتّنفيس عن المكروب .

إنّ إغاثة الملهوف والتنفيس عن المكروب من أفضل الأعمال عند الله تعالى ومن أحبّها إليه ولها الآثار الوضعية المهمّة التي منها دفع البلاء في الدنيا وكفّارة الذنوب العظام في دار الآخرة.

قال (عليه السلام) : ما أصف من دار أوّلها عناء وآخرها فناء؟ في حلالها حساب وفي حرامها عقاب من استغنى فيها فتن ومن افتقر فيها حزن .

وهذا الوصف دقيق للغاية وملمّ بواقع الحياة الدنيا التي لم يعرف حقيقتها وكنهها سوى إمام المتّقين وسيّد العارفين (صلوات الله عليه).

قال (عليه السلام) : الزّاهدون في الدّنيا قوم وعظوا فاتّعظوا وأيقنوا فعملوا ، إن نالهم يسر شكروا وإن نالهم عسر صبروا .

وأحاط كلام الإمام (عليه السلام) بحقيقة الزاهدين في الدنيا ؛ فقد طلّقها وابتعد عن زخارفها وملاذها.

قال (عليه السلام) : إنّ الله عزّ وجلّ يعطي الدّنيا من يحبّ ومن لا يحبّ ولا يعطي الآخرة إلاّ من يحبّ وقد يجمعهما الله لأقوام .

إنّ الله تعالى يعطي زينة الحياة الدنيا من مال وبنين لمن أحبه ومن جحده أمّا الآخرة فلا ينال ما فيها من نعيم وبقاء إلاّ من أحبّه الله تعالى ورضي عنه.

قال (عليه السلام) : ما أقرب الرّاحة من التّعب والبؤس من النّعم والموت من الحياة !

على الإنسان أن لا يطمئنّ إلى سعادة الحياة الدنيا! فما أسرع أن يعقب الراحة التعب! والنعم بؤسا! والحياة موتا!

قال (عليه السلام) : قليل للصّديق الوقوف على قبره .

إنّ للصديق حقّا على صديقه ومن حقّه بعد وفاته الوقوف على قبره مع إهداء سورة الفاتحة له.

قال (عليه السلام) : أعجز النّاس من عجز عن اكتساب الإخوان وأعجز منه من ضيّع من ظفر به منهم .

إنّ من يعجز عن اكتساب الاخوان والأصدقاء فهو من أعجز الناس وأعجز منه المضيّع لإخوانه وأصحابه.

قال (عليه السلام) : الملك والدّين أخوان لا غنى لأحدهما عن الآخر فالدّين آس والملك حارس فمن لم يكن له آس فمهدوم ومن لم يكن له حارس فضائع .

وهذا الكلام تصوير رائع للحكم القائم على الدين والحكم المجرّد منه.

قال (عليه السلام) : لو لا أنّ الكلام يعاد لنفد الكلام.

إنّ إعادة كلمات الكلام وجمله وحروفه هي التي حفظت بقاءه.

قال (عليه السلام) : الدّهر يومان : يوم لك ويوم عليك ؛ فإذا كان لك فلا تبطر وإذا كان عليك فاصبر! فبكلاهما أنت مختبر .

وحفل كلام الإمام (عليه السلام) بوصف دقيق لحياة الإنسان فإنّها يومان : يوم سعادة ويوم شقاء وينبغي له أن لا يتبطّر في أيام سعادته ولا يجزع في أيام شقائه.

قال (عليه السلام) : قصم ظهري رجلان : جاهل متنسّك وعالم متهتّك فالجاهل يغرّ النّاس بنسكه والعالم ينفّرهم بتهتكه .

إنّ الجاهل المتنسّك الذي لا معرفة له بأحكام الدين فإنّ أعماله مخالفة للواقع ويكون موردا لإغراء الناس وأمّا العالم المتهتّك الذي يقترف الآثام فإنّه يضلّل الرأي العامّ بسلوكه.

قال (عليه السلام) : لا خير في عبادة لا علم فيها ولا خير في علم لا فهم فيه ولا خير في قراءة لا تدبّر فيها .

إنّ العبادة إذا لم تكن مشفوعة بالعلم والمعرفة فلا خير فيها كذلك العلم إذا لم يكن عن وعي وفهم لا خير فيه كما لا خير في قراءة لا تدبّر فيها.

قال (عليه السلام) : أجمّوا  هذه القلوب والتمسوا لها طرائف الحكمة فإنّها تملّ كما تملّ الأبدان.

إنّ القلوب يعتريها النصب والعناء وأبدع وصفة لها أن تعرض عليها طرائف الحكم ونوادر العلماء فإنّها تحسم ما بها من عناء.

قال (عليه السلام) : نبّه بالتّفكّر قلبك وجاف عن النّوم جنبك واتّق الله تعالى ربّك .

إنّ التفكّر في عجائب مخلوقات الله تعالى يدعو إلى الإيمان المطلق بالخالق العظيم كما أنّ مجافاة النوم ممّا يزيد على الإقبال على الله تعالى.

قال (عليه السلام) : أتعجّب ممّن يهلك ومعه النّجاة فقيل له : وما هي؟ قال : الاستغفار.

إنّ الاستغفار يمحو الذنوب ولكن بشرط أن لا يعود الإنسان إلى ما اقترفه من ذنب.

قال (عليه السلام) : قرنت الهيبة بالخيبة والحياء بالحرمان والفرصة تمرّ مرّ السّحاب والحكمة ضالّة المؤمن فخذ ضالّتك حيثما وجدتها .

وهذه الكلمات من روائع الأدب العلوي وقد حفلت بما يلي :

1 ـ اقتران الهيبة بالخيبة والخسران فإنّ الإنسان إذا هاب الإقدام على شيء فقد فاته ما يرومه.

2 ـ أنّ الحياء دوما مقرون بالحرمان.

3 ـ أنّ الفرصة تمر مرّ السحاب وينبغي أن لا تفوت على الإنسان وأن يغتنمها.

4 ـ المسارعة في أخذ الحكمة من أي شخص كان.

قال (عليه السلام) : أشدّ جنود ربّك عشرة : الجبال الرّواسي والحديد يقطع الجبال والنّار تذيب الحديد والماء يطفئ النّار والسّحاب المسخّر بين السّماء والأرض يحمل الماء والرّيح تقطع السّحاب وابن آدم يغلب الرّيح بستر الثّوب أو الشّيء ويمضي لحاجته والسّكر يغلب ابن آدم والنّوم يغلب السّكر والهمّ يغلب النّوم فأشدّ خلق الله عزّ وجلّ الهمّ .

وهذه المواد العشر علّل الإمام (عليه السلام) موادها وبنودها وكان أشدّها صلابة الهمّ الذي يذيب القلوب.

قال (عليه السلام) : أفضل العبادة الصّمت وانتظار الفرج .

إنّ الصمت يقي الإنسان من كثير من المشاكل ويجنّبه المزيد من الكوارث فلذا كان من أفضل العبادة وكذلك انتظار الفرج والالتجاء إلى الله تعالى.

قال (عليه السلام) : لا تقطع أخاك على ارتياب ولا تهجره دون استعتاب .

وضع الإمام (عليه السلام) منهجا للأخوة والصداقة فليس للإنسان أن يهجر أخاه لمجرّد شبهة قد يكون لا نصيب لها من الصحّة كما أنّه لا ينبغي له أن يهجره دون استعتاب.

قال (عليه السلام) : من لانت كلمته وجبت محبّته وأنشد :

كيف أصبحت كيف أمسيت ممّا        ينبت الودّ في فؤاد الكريم ؟

إنّ من يقابل الناس بالكلام الطيّب ولا يزعجهم فقد وجبت محبّته وتكريمه.

قال (عليه السلام) : لا راحة لحسود ولا إخاء لملول ولا محبّة لسيّئ الخلق .

لا راحة للحسود لأنّه في همّ وحزن حينما يرى النعمة على المحسود فإنّه يتمنّى زوالها كما أنّه لا إخاء للملول الذي لا استقرار له نفسيا وكذلك لا محبّة لسيئ الخلق فإنّ الناس تنفر منه.

قال (عليه السلام) : أوّل عوض الحليم عن حلمه أنّ النّاس أنصاره على الجاهل .

إنّ أوّل ما يكسبه الإنسان عن هذه الظاهرة الفذّة أنّ الناس أنصاره وأعوانه على الجاهل.

قال (عليه السلام) : ربّما أخطأ البصير قصده وأصاب الأحمق رشده .

إنّ البصير قد يضلّ عن قصده ويتّجه خلاف الواقع وإنّ الأحمق قد يصيب الواقع ويبلغ رشده ولكنّ ذلك نادر جدّا فقد عبّر الإمام (عليه السلام) عن ذلك بكلمة ربّما التي تفيد التقليل.

قال (عليه السلام) : هم والله! ربّوا الإسلام كما يربّى الفلو مع غنائهم بأيديهم السّباط وألسنتهم السّلاط .

الأنصار هم الذين نصروا الإسلام في أيام محنته وغربته ووقفوا إلى جانب الرسول (صلى الله عليه واله) وحموه من كيد القرشيّين الذين جهدوا على محو الإسلام وقلع جذوره.

قال (عليه السلام) : أقلّ ما يلزمكم الله أن لا تستعينوا بنعمه على معاصيه .

إنّ في هذه الكلمة موعظة للعارفين فإنّ أقلّ ما يلزم به الله تعالى عباده أن لا يستعينوا بما أغدق عليهم من النعم على معاصيه.

قال (عليه السلام) : إيّاكم والفرقة! فإنّ الشّاذّ من النّاس للشّيطان كما أنّ الشّاذّ من الغنم للذّئب .

إنّ الفرقة واختلاف الكلمة من العوامل المدمّرة للمجتمع ومن يدع إليها فإنّه مخرّب ونصيبه الشيطان.

قال (عليه السلام) : تجرّع الغيظ فإنّي لم أر جرعة أحلى منها عاقبة .

إنّ كظم الغيظ من أفضل الصفات النفسية التي تعود بالخير العميم على الإنسان.

قال (عليه السلام) : عنوان صحيفة المؤمن حسن الخلق .

إنّ حسن الخلق من أهمّ ما يمتاز به الإنسان من الصفات الكريمة.

قال (عليه السلام) : كلّ ما يتصوّر في الأوهام فالله بخلافه .

إنّ جميع ما يتصوّره الإنسان من صفات الله تعالى الثبوتية والسلبية وغيرها فإنّ الله تعالى أسمى وأعظم من ذلك.

قال (عليه السلام) : نعوذ بالله من قوم إذا اجتمعوا لم يملكوا أمرا وإذا تفرّقوا لم يعرفوا .

وأشار (عليه السلام) إلى الغوغاء : أتباع كلّ ناعق فإنّهم إذا اجتمعوا

لا يملكون شيئا وإنّما يضرّون ويخرّبون وإذا انصرفوا لم يعرفوا.

قال (عليه السلام) : النّاس ثلاثة : عالم ربّانيّ ومتعلّم على سبيل نجاة وهمج رعاع يميلون مع كلّ ريح .

دلّت هذه الكلمات على أصناف الناس وذكر خصائصهم.

قال (عليه السلام) لأياس بن عامر : إنّك إن بقيت فسيقرأ القرآن على ثلاثة أصناف : صنف لله تعالى وصنف للدّنيا وصنف للجدل فمن طلب به أدرك .

أحاطت هذه الكلمات بأصناف القرّاء لكتاب الله تعالى وذكر خصائصهم.

قال (عليه السلام) : ما مزح امرؤ مزحة إلاّ مجّ من عقله مجّة .

إنّ المزاح يذهب بهيبة الشخص ويمجّ عقله.

قال (عليه السلام) : إيّاك أن تذكر من الكلام ما يكون مضحكا وإن حكيت ذلك عن غيرك .

حذّر الإمام (عليه السلام) من الكلام المضحك وإن حكاه الإنسان عن غيره لأنّه يتنافى مع سلوك الإنسان المتميّز بالاستقامة.

قال (عليه السلام) : حسن الأدب ينوب عن الحسب .

إنّ حسن الأدب سمة شرف للإنسان يغنيه عن حسبه ونسبه.

قال (عليه السلام) : من أحبّ المكارم اجتناب المحارم.

إنّ الذي تتوخّى نفسه إلى السمو والشرف لا بدّ أن يجتنب محارم الله تعالى لأنّها تهوي به إلى مستوى سحيق.

قال (عليه السلام) : الزّاهد في الدّنيا كلّما ازدادت له تحلّيا ازداد عنها تولّيا .

وألّمت هذه الكلمات بواقع الزاهدين للدنيا فإنّها كلّما تحلو لهم ازدادوا عنها بعدا ونفورا.

قال (عليه السلام) : جهل المرء بعيوبه من أكثر ذنوبه .

إنّ جهل الإنسان بنقائصه وعيوبه من أعظم ذنوبه لأنّه لا يلتفت إلى ما فيه من النقص.

قال (عليه السلام) : تمام العفاف الرّضا بالكفاف .

إنّ هذه الكلمة من روائع الأدب العلوي فإنّ من أسمى صور العفاف الرضا بالكفاف.

قال (عليه السلام) : من حسنت به الظّنون رمقته الرّجال بالعيون.

إنّ الإنسان إذا حسنت به الظنون لحسن سيرته فإنّه يحتلّ المكانة الكريمة عند الناس وترمقه عيونهم إجلالا وتعظيما.

قال (عليه السلام) : أظهر الكرم صدق الإخاء في الشّدّة والرّخاء.

من أبرز وأسمى صور السخاء صدق الإخاء والمواساة مع الصديق في الشدّة والرخاء.

قال (عليه السلام) : الفاجر إن سخط ثلب وإن رضي كذب وإن طمع خلب.

وهذه الصفات اللئيمة من أبرز صفات الفاجر الذي طبعت نفسه على الخبث واللؤم.

قال (عليه السلام) : حسن الاعتراف يهدم الاقتراف.

إنّ حسن الاعتراف بالخطإ يهدم اقتراف السيّئات.

قال (عليه السلام) : احتمل زلّة وليّك لوقت وثبة عدوّك.

إنّ الإنسان الكامل يحتمل زلّة صديقه ولا يقابله بالمثل فيدّخر ذلك لوثبة عدوّه.

قال (عليه السلام) : لم يضع من مالك ما بصّرك صلاح حالك.

إنّ المال الذي ينفقه الإنسان على إصلاح حاله فإنّه ليس بضائع وهو من أفضل ما يملكه الإنسان من الأموال وأكثرها عائدة عليه.

قال (عليه السلام) : القصد أسهل من التّعسّف والكفّ أودع من التّكلّف.

إنّ القصد في الامور أسهل بكثير من التعسّف كما أنّ الكفّ وعدم التدخّل في الامور التي لا فائدة فيها أولى من التكلّف فيما لا يعني الإنسان.

قال (عليه السلام) : شرّ الزّاد إلى المعاد احتقاب ظلم العباد.

إنّ أسوأ وزر يذخره الإنسان ليوم معاده ظلم العباد والاعتداء عليهم.

قال (عليه السلام) : لا نفاد لفائدة إذا شكرت ولا بقاء لنعمة إذا كفرت.

إنّ النعم التي يهبها الله لعباده إذا قوبلت بالشكر لا نفاد لها وإذا كفر بها فلا بقاء لها.

قال (عليه السلام) : ربّ عزيز أذلّه خلقه وذليل أعزّه خلقه .

إنّ العزيز في قومه إذا كان سيّئ الخلق فإنّه يعيش بينهم ذليلا كما أنّ الذليل يعيش عزيزا في قومه إذا كان حسن الخلق.

قال (عليه السلام) : من لم يجرّب الامور خدع ومن صارع الحقّ صرع.

إنّ التجارب في الامور هي المقياس في نجاح الشخص في حياته كما أنّ من صارع الحقّ ووقف مناجزا له فإنّ الحقّ يصرعه.

قال (عليه السلام) : لو عرف الأجل قصر الأمل.

إنّ الإنسان إذا عرف أجله ومتى سيرحل عن هذه الحياة فإنّ آماله سوف تقصر.

قال (عليه السلام) : من شاور ذوي الألباب دلّ على الصّواب.

إنّ من يشاور في اموره ذوي الأفكار السديدة فإنّه يرشد إلى الصواب.

قال (عليه السلام) : من قنع باليسير استغنى عن الكثير ومن لم يستغن بالكثير افتقر إلى الحقير.

القناعة كنز لا يفنى فمن قنع باليسير استغنى عن الكثير وكان في راحة نفسية كما أنّ من لم يستغن بالكثير فإنّه يفتقر بخساسة نفسه إلى الحقير من الأشياء.

قال (عليه السلام) : من أمّل إنسانا هابه ومن قصر عن معرفة شيء عابه.

إنّ من يؤمّل شخصا ليسدي إليه معروفا فإنّه يهابه ويعظمه كما أنّ من قصر عن معرفة شيء فإنّه يحتقره ويعيبه.

قال (عليه السلام) : من كان على يقين فأصابه شكّ فليمض على يقينه ؛ فإنّ اليقين لا يدفع بالشّكّ.

أسّس (عليه السلام) بهذه الكلمات قاعدة اصولية وهي الاستصحاب وهي عدم نقض اليقين بالشكّ وإنّما ينقض بيقين مثله.

قال (عليه السلام) : المؤمن من نفسه في تعب والنّاس منه في راحة.

إنّ المؤمن في تعب دائم لأنّه يناهض رغباته وميوله وهواه كما أنّ الناس منه في راحة لأنّه لا يصدر منه سوى الخير.

قال (عليه السلام) : من كسل لم يؤدّ حقّا لله تعالى.

إنّ الشخص إذا اصيب بالكسل فإنّه لا يقوم بأي عمل يرضي الله تعالى.

قال (عليه السلام) : ثلاثة من كنوز الجنّة كتمان الصّدقة وكتمان المصيبة وكتمان المرض.

إنّ هذه الخصال الكريمة من أسمى ما يتّصف به الإنسان من المثل الكريمة.

قال (عليه السلام) : احتج إلى من شئت تكن أسيره واستغن عمّن شئت تكن نظيره وأفضل على من شئت تكن أميره.

وهذه الحكم من روائع الأدب العلوي فقد حكت واقع الحياة الاجتماعية وصنوف الناس.

قال (عليه السلام) : الجود من كرم الطّبيعة والمنّ مفسدة للطّبيعة.

إنّ السخاء من أفضل الصفات الشريفة ولكنّ المنّ يفسده.

قال (عليه السلام) : ترك التّعاهد للصّديق داعية للقطيعة.

إنّ إهمال زيارة الصديق وعدم تعاهده ممّا يدعو إلى القطيعة.

قال (عليه السلام) : اطلبوا الرّزق فإنّه مضمون لطالبه.

حثّ الإمام (عليه السلام) على السعي لطلب الرزق وأنّه مضمون لمن سعى إليه.

قال (عليه السلام) : خير الغنى ترك السّؤال وشرّ الفقر لزوم الخضوع.

إنّ أسمى صورة لغنى النفس ترك السؤال وعدم إظهار الحاجة إلى الناس وشرّ الفقر الخضوع والتذلّل إلى الناس.

قال (عليه السلام) : لو لا التّجارب عميت المذاهب.

إنّ التجارب هي التي أوصلت الإنسان إلى أرقى مستويات الرقي وأبصرته حقيقة الأشياء.

قال (عليه السلام) : من اتّسع أمله قصر عمله.

إنّ من يتّسع أمله في الدنيا ويبعد الموت عن نفسه فإنّه يقصر عمله لدار الآخرة.

قال (عليه السلام) : أشكر النّاس أقنعهم وأكفرهم للنّعم أجشعهم.

إنّ من يقنع بما قسم الله له حتّى لو كان قليلا يعدّ أشكر الناس لله ومن لا يقنع بما أنعم الله عليه يعدّ كفّارا للنّعم.

قال (عليه السلام) : إنّما امهل فرعون مع دعواه لسهولة إذنه وبذل طعامه .

إنّ الله تعالى إنّما أمهل فرعون مع عظيم ذنبه وادّعائه للربوبية ولم يؤاخذه ويعجّل عليه العقوبة وسبب ذلك سهولة الدخول عليه وبذله الطعام.

قال (عليه السلام) : ما أضمر إنسان شيئا إلاّ ظهر في صفحات وجهه وفلتات لسانه .

إنّ ما يضمره الإنسان في دخائل نفسه يظهر على سحنات وجهه وفلتات لسانه.

قال (عليه السلام) : لا يكون الرّجل قيّم أهله حتّى لا يبالي ما سدّ به فورة الجوع ولا يبالي أيّ ثوبيه ابتذل .

إنّ الرجل إنّما يكون قيّما على أهله إذا قام بشئونهم ورعى مصالحهم وقدّمها على نفسه.

قال (عليه السلام) : من سعادة المرء أن تكون زوجته موافقة وأولاده أبرارا وإخوانه صالحين ورزقه في بلده الّذي فيه أهله .

إنّ من ظفر بهذه الامور فهو من أسعد الناس ومن أكثرهم حظّا في الدنيا.

قال (عليه السلام) : كلّ عيب الكرم يغطّيه .

وقد صحّفت هذه الكلمة الذهبية إلى : كلّ عيب الكرم يعطيه .

قال (عليه السلام) : جمال الرّجل في عمّته وجمال المرأة في خفّها .

إنّ جمال الرجل الظاهري في صورته وعمّته والمرأة زينتها في حليّها ومنها الخفّ.

قال (عليه السلام) : لا تكوننّ كمن يعجز عن شكر ما اوتي ويبتغي الزّيادة فيما بقي ينهى ولا ينتهي ويأمر النّاس بما لا يأتي ؛ ويبغض المسيئين وهو منهم يكره الموت لكثرة ذنوبه ولا يدعها في طول حياته .

نهى الإمام عن هذه الخصال السيّئة التي تكشف عن ضعف ما اتّصف بها.

ذمّ رجل الدنيا عند الإمام (عليه السلام) فردّ عليه بقوله : الدّنيا دار صدق لمن صدقها ودار نجاة لمن فهم عنها ودار غنى لمن تزوّد منها ومهبط وحي الله تعالى ومصلّى ملائكته ومسجد أنبيائه ومتجر أوليائه ربحوا فيها الرّحمة واكتسبوا فيها الجنّة ؛ فمن ذا الّذي يذمّها وقد آذنت ببينها ونادت بفراقها وشبّهت بسرورها السّرور وببلائها البلاء ترغيبا وترهيبا.

فيا أيّها الذّام للدّنيا! المعلّل نفسه متى خدعتك الدّنيا أم متى استذمّت إليك؟ أبمصارع آبائك في البلى؟ أم بمضاجع امّهاتك في الثّرى؟ كم مرّضت بيديك؟ وكم علّلت بكفّيك؟ تطلب له الشّفاء وتستوصف له الأطبّاء غداة لا يغني عنه دواؤك ولا ينفعه بكاؤك ولا تنجيه شفقتك ولا تشفع فيه طلبتك .

وحفلت هذه الكلمات بالمواعظ القيّمة والنصائح الرفيعة التي تضمن النجاة والسلامة لمن أخذ بها.

قال (عليه السلام) : ومن أتى غنيّا فتواضع له لغناه ذهب ثلثا دينه .

إنّ الإسلام ينشد العزّة والكرامة للمسلمين فالتواضع ينبغي أن يكون لله تعالى وحده دون غيره فإنّه ليس من الإسلام في شيء التواضع للأغنياء.

قال (عليه السلام) : إذا أملقتم فتاجروا الله بالصّدقة .

إنّ الصدقة مفتاح الرزق وقد تظافرت الأخبار بالحثّ عليها وأنّها من أسباب السعة في العيش.

قال (عليه السلام) : الكريم لا يلين على قسر ولا يقسو على يسر .

إنّ الكريم إذا ضاقت اموره لا يلين لغيره وإذا اتّسعت اموره فلا يقسو على غيره.

قال (عليه السلام) : بقيّة عمر المؤمن لا ثمن لها يدرك بها ما فات ويحيي بها ما أمات.

إنّ آخر عمر الإنسان من أثمن أيام حياته إن بادر إلى التوبة إلى الله تعالى عمّا اقترفه من الذنوب أيام حياته.

قال (عليه السلام) : الدّنيا بالأموال والآخرة بالأعمال.

إنّ جاه الدنيا وسيادتها بالأموال أمّا الآخرة فسيادتها بالأعمال الصالحة.

قال (عليه السلام) : النّاس من خوف الذّلّ في الذّلّ.

إنّ الخوف من الذلّ يوقع الإنسان حتما في الذلّ.

قال (عليه السلام) : إنّ من السّكوت ما هو أبلغ من الجواب.

إنّ السكوت في بعض المواضع أبلغ بكثير من الكلام.

قال (عليه السلام) : الصّبر مطية لا تكبو.

الصبر من أفضل الصفات النفسية ويعود بالخير الكثير لمن اتّصف به.

قال (عليه السلام) : اعقلوا الخبر إذا سمعتموه عقل رعاية لا عقل رواية فإنّ رواة العلم كثير ورعاته قليل .

إنّ هذه الحكمة من روائع حكم الإمام (عليه السلام) فقد أهاب بمن يقرأ الأخبار أو يسمعها أن لا يأخذ بها أخذ المسلّمات ويبني على صحّتها بل عليه أن يفحص عن سندها لئلا يكون رواتها من الوضّاعين والكذّابين كما أنّ عليه أن يتأمّل في دلالتها لئلا تكون مجافية للكتاب والسنّة فيكون بذلك قد وعى الأخبار عن فكر ووعي.

قال (عليه السلام) : من تذكّر بعد السّفر استعدّ.

إنّ من يتأمّل فيما يصير إليه أمره من بعد الموت من السؤال عمّا عمله من خير أو شرّ فلا بدّ أن يستعدّ لسفره بالعمل الصالح الذي هو خير زاد له.

قال (عليه السلام) : قطع العلم عذر المتعلّلين.

إنّ العلم أبوابه مفتوحة وهو يدعو إلى الانتهال من نميره وبذلك لم يبق عذرا للجاهل.

قال (عليه السلام) : إذا أرذل الله عبدا حظر عليه العلم.

إنّ الإنسان إذا لم ينوّر فكره بطلب العلم فهو من أراذل المخلوقين.

قال (عليه السلام) : إنّ كلام الحكماء إذا كان صوابا كان دواء وإذا كان خطأ كان داء.

إنّ كلمات الحكماء إن كانت صوابا فهي ضياء ونور لمن أخذ بها وإن كانت خطأ فإنّها تكون داء لمن عمل بها.

قال (عليه السلام) : الحدّة ضرب من الجنون لأنّ صاحبها يندم فإن لم يندم فجنونه مستحكم.

إنّ الحدّة تخرج الإنسان من توازنه وتجعله حيوانا مفترسا وعاقبة الحدّة الندم فإن لم يندم صاحبها فجنونه مستحكم.

قال (عليه السلام) : الكرم أعطف من الرّحم.

إنّ الإحسان إلى الناس والبرّ بهم أوثق من الرحم وأقرب من النسب.

قال (عليه السلام) : عرفت الله سبحانه بفسخ العزائم وحلّ العقود ونقض الهمم.

إنّ من وسائل معرفة الله تعالى نقض العزائم ؛ فإنّ الإنسان قد يعقد نيّته على أمر ويصمّم على تنفيذه ولكن سرعان ما ينقضه ويعرض عنه لأنّ الله تعالى صرفه عنه.

قال (عليه السلام) : إنّ لله في كلّ نعمة حقّا فمن أدّاه زاده منها ومن قصّر فيه خاطر بزوال نعمته.

إنّ النعمة التي ينعم بها الله تعالى سواء كانت في الأموال أم في الجاه منوطة بشكر الله تعالى وإسعاف الفقراء وقضاء حوائج الناس ومن لم يؤدّ ذلك عرّض نعمته للزوال.

قال (عليه السلام) : حسد الصّديق من سقم المودّة.

إنّ المودة للصديق إذا كانت واقعيّة لا يشوبها حسد وإذا عراها الحسد فإنّها سقيمة.

قال (عليه السلام) : كلّ وعاء يضيق بما جعل فيه إلاّ وعاء العلم فإنّه يتّسع به.

إنّ هذه الكلمة من روائع الأدب العلوي فإن كلّ وعاء يضيق بما جعل فيه إلاّ وعاء العلم فإنّه يتّسع وينمو بما اودع فيه من صنوف العلوم.

قال (عليه السلام) : لا يزهّدنّك في المعروف من لا يشكره لك فقد يشكرك عليه من لا يستمتع بشيء منه وقد تدرك من شكر الشّاكر أكثر ممّا أضاع الكافر {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134] .

دعا الإمام (عليه السلام) إلى صنع المعروف حتى لمن لا يستحقّه ويزهد فيه فإنّ غيره ممّن بلغه ذلك فإنّه يشكره ويبجّله وبذلك لا يضيع معروف ويبقى نديا عاطرا .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.