أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-7-2016
2498
التاريخ: 19-11-2017
1708
التاريخ: 25-7-2016
2206
التاريخ: 5-2-2018
1694
|
من الحقيقة بمكان، إن وجود الانسان مرتبط بمتطلبات واحتياجات اقتصادية وعلى راسها الغذاء وجوانب اخرى مرتبطة بالماديات.
ومما لا شك فيه ان عدم توفرها يؤدي إلى الشعور بعدم الاستقرار والارتياح والتمرد والصراع والاحتيال وغير ذلك، وهذا كله قطعا يشكل عوامل رئيسية في هدم الحياة والسقوط والانهيار.
لذا كانت تلبية الحاجيات الاقتصادية للطفل من افضل السبل للحد من نفوذ تلك العوامل الهدامة والخطيرة في هذا المجال الحيوي والمهم. وكما علمنا ان رغبات الطفل متعددة ومتنوعة ولكل منها اثارها المباشرة او غير المباشرة في ارتقاء او انحطاط المنظومة الاخلاقية له.
لذا اصبح من الواجب الاهتمام بها لاسيما ان الطفل لا يتحمل الحرمان ويصر على تحقيق متطلباته واحتياجاته بأسرع ما يكون، لان مقاومة رغباته و مطاليبه قد يمهد الطريق لحصول صدمة لنفسه او يجعله يسلك سلوكا فيه نوع من التمرد والغضب والعصيان والواقع ان الطفل الذي لا تلبى مطالبه وكل ما يتمناه فهو ليس كالطفل الذي يحصل على مطالبه بيسر وسهولة لان الاول يصاب بالإحباط لأنه تمنى شيئا ولم يتحقق له ، وهذا له مردود سيء جدا على نمو شخصيته واستقامة حياته وتقدمه ومجمل تصرفاته.
والحقيقة ان مطاليب الطفل لا حدود لها ، وكثيراً ما تخلق المشاكل للوالدين والمربين لأنه يرغب في اقتناء كل ما يعجبه ويشاهده فيلجأ إلى الصراخ والغضب تارة وإلى التضرع تارة اخرى، ولا يهمه القدرة المالية لوالديه، بل يراهما مقتدرين في كل الاحوال لذلك يلحٌّ ويلحُّ في تحقيق مآربه ومتطلباته اكثر فاكثر واذا لم تترجم مطاليبه على ارض الواقع فمن الممكن ان يجره ذلك إلى التمرد والعصيان ومواجهة الوالدين بالغضب وعدم الطاعة والثرثرة المزعجة، وقد تزداد حالة الطفل سوءاً اذا تجاوز الحرمان حدا معينا فيلجأ إلى الاساليب غير الشريفة وغير المشروعة من اجل تحقيق رغباته ومن هنا نفهم لماذا يلجأ الاطفال إلى الانحراف والسرقة والتصرفات غير المنضبطة والمذمومة في كثير من الاحيان وربما القمار والجريمة كوسيلة لبلوغ الهدف وتحقيق الغاية.
ومن هنا يتوضح اكثر ان المجرمين و المحتاجين والمصابين بالإحباط النفسي والقلقين ينساقون وراء التلوث بالقبائح وانواع الفساد ارضاءً لميولهم ورغباتهم وكثيرا ما يتدرعون بالحيلة والمكر والخداع وسلوك الطرق غير المشروعة من اجل حاجة يرغبون في تحقيقها، مما قد يقدح في شرف واسم العائلة التي ينتسب اليها.
اذن ما هو الصحيح...؟
ليس من الصحيح توفير كل احتياجات الطفل فوراً. وإنما تحقيق الاهم ثم المهم، أي يجب الاهتمام إلى حد كبير باحتياجات الطفل المشروعة خصوصا الاساسية والضرورية منها اولاً بأول. وينبغي ان لا يكون الفقر حاجزا عن تحقيق ذلك، لان تلبية المطالب ولو نسبياً له الاثر الفاعل في تربية الطفل وتهذيبه.
وطبعا من الافضل ان يتم في حالة قدرة الوالدين المالية تلبية الرغبات الضرورية والاساسية للطفل مع مراعاة الحكمة والمصلحة والمنفعة والعمل على تفهيم الطفل ما يفيده وينفعه من اللعب والحاجيات مع الاخذ بعين الاعتبار التثقيف من اجل التوفير وترشيد الاستهلاك في العائلة. لان الصرف الزائد عن الحاجة والاهتمام بالكماليات قد يتحول دون تحقيق رغبات الطفل و مطاليبه، لان الحياة يجب ان تأخذ منحاها الطبيعي الذي يصب في تهذيب وبناء شخصية الطفل وسموه.
ـ وهنا نقطة يجب الالتفات اليها وهي :
يجب على الوالدين والمربين التحلي بالصبر وضبط النفس من الطلبات المتكررة الصادرة من الطفل ومقابلته بالحب والملاطفة والوعود الحسنة اضافة إلى تفهيمه اهمية النقود وترويضه على الادخار وجمع قسم ما يُعطى اليه من نقود لشراء ما يحتاج اليه دون ان يشعر بالأذى وعدم الارتياح.
وطبيعي ان المربي او الوالد الذي يحتضن طفله ويشعره بالحب والحنان ويشاطره الافراح والاتراح ينفذ إلى قلبه ويهدئ من روعه ويقلل من حدته واصراره على اقتناء كل حاجاته وانما قد يقتنع ببعضها ويقلع عن اصراره على البعض الاخر ويلطف من حدته وشدته فيجب على الاباء والمربين ان يلاحظوا ذلك ويتأملوا وان لا يشغلهم صخب الحياة وكثرة المشاكل والمشاغل.
جاء في كتاب : (تربية الاطفال اليافعين واعادة تأهيلهم) للدكتور علي القائمي ص218 -219 في موضوع : (ملاحظات حول التأمين الاقتصادي) ما نصه : في عملية التامين الاقتصادي للأطفال لابد من مراعاة النقاط التالية :
1ـ ان مبدأ توفير المتطلبات سليم ومنشود ولكن لا يعني توفير كل ما يهواه الطفل، فمن الضروري الاخذ بعين الاعتبار ما تقتضيه المصلحة اليوم ومستقبلا وكذلك سلامة الجسم والروح.
2- ينبغي اشباع الطفل دوما ولو بالخبز الخالي او الاغذية الزهيدة الثمن الاخرى لان الجوع منشأ الكثير من الآفات.
3- ينبغي إغناء الطفل حتى لا يلجأ إلى أي مكان آخر لتحقيق هذا الهدف، كما لابد من اعداد الطعام أو الفاكهة الجديدة التي يرغبها الطفل في أسرع وقت ولو بمقدار قليل.
4- ليس من المناسب وضع الشيء الذي يرغبه الطفل بعيدا عن متناوله او اخفاؤه في صندوق اليس الهدف من شرائه هو استفادة الطفل منه؟ فلمَ لا يكون حراً في هذه الاستفادة.
5- اذا لم تكن هناك قدرة على تلبية رغبات الطفل فلا ينبغي على الاقل ضربه او توجيه اللوم له دوما لان ذلك سيضاعف من شعوره بالعقد.
6- من الافضل السعي دوما إلى عدم اظهار العجز والفقر امام الطفل فان ذلك يولد لديه الكآبة ويؤذي روحه من جهة ومن جهة اخرى يصغر من شخصية الوالدين في عينه من دون ان تكون له جوانب ايجابية.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|