أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-11-2014
1793
التاريخ: 7-10-2014
1673
التاريخ: 17-4-2016
1898
التاريخ: 18-5-2016
1693
|
الامام (عليه السلام) حين يتكلم عن اي حيوان ، فانه يبدأ بذكر فطرته وعاداته وطريقة تأمين حاجاته الضرورية، ثم ينتقل الى وصفه وصفا خارجيا ، ثم الى تفصيل اجزائه واعضائه الداخلية. وهي طريقة علمية راقية يتبعها علماء الاحياء اليوم.
يقول الامام (عليه السلام) في وصف المخلوقات الصغيرة كالنملة، ردا على الندين للصانع، في الخطبة ( ١٨٣ ) من النهج :
" ولو فكروا في عظيم القدرة ، وجسيم النعمة ، لرجعوا إلى الطريق ، وخافوا عذاب الحريق ، ولكن القلوب عليلة ، والبصائر مدخولة. ألا ينظرون إلى صغير ما خلق، كيف احكم خلقه ، و أتقن تركيبه ، وفلق له السمع والبصر ، وسوى له العظم والبشر! " .
انظروا إلى النملة في صغر جثتها ، ولطافة هيئتها ، لا تكاد تنال بلحظ البصر، ولا بمستدرك الفكر، كيف دبت على أرضها ، وصبت على رزقها ، تنقل الحبة إلى جحرها ، وتعدها في مستقرها . تجمع في حرها لبردها ، وفي وزدها لصدرها (الصدر : الرجوع بعد الورود) . مكفول برزقها ، مرزوقة بوفقها . لا يغفلها المنان، ولا يحرمها الديان ، ولو في الصفا اليابس ، والحجر الجامس (اي الجامد) .
ولو فكرت في مجاري أكلها ، في علوها وسفلها ، وما في الجوف من شراسيف بطنها (الشراسيف : أطراف الأضلاع التي تشرف على البطن) ، وما في الرأس من عينها وأذنها - لقضيت من خلقها عجبا ، ولقيت من وصفها تعبآ . فتعالى الذي أقامها على قوائمها ، وبناها على دعائمها . لم يشركه في فطرتها فاطر، ولم يعنه على خلقها قادر .
ولو ضربت في مذاهب فكرك لتبلغ غاياته ، ما دلثك الدلالة الا على أن فاطر النملة هو فاطر النخلة ؛ لدقيق تفصيل كل شيء ، وغامض اختلاف كل حي ! " .
إن في قول الإمام (عليه السلام) : (ما دلتك الدلالة ... ) سرا علميا عميقا، وهو أن طريقة خلق الحيوانات (مثل النملة) وطريقة خلق النباتات (مثل النخلة) متشابهة جدا، وتشابهها يدل على أن مصدر الإيجاد واحد، وأن الخالق واحد، وهو الله. ويمكن إدراك ذلك التشابه بدراسة خلية الحيوان وخلية النبات، فهناك تشابه كبير ينهما، رغم اختلاف الفصيلة والنوع.
الاء وشواهد لا تحصى!:
ثم يقول (عليه السلام) : " وما الجليل واللطيف ، والثقيل والخفيف، والقوي والضعيف، في خلقه إلا سواء . وكذلك السماء والهواء، والرياح والماء . فانظر الى الشمس والقمر، والنبات والشجر، والماء والحجر، واختلاف الليل والنهار ، وتفجر هذه البحار ، وكثرة هذه الجبال ، وطول هذه القلال ، وتفرق هذه اللغات ، والألسن المختلفات ! فالويل لمن أنكر المقدر ، وجحد المدبر .
زعموا انهم كالنبات ما لهم زارع ، ولا لاختلاف صورهم صانع ، ولم يلجؤوا إلى حجة في ما ادعوا ، ولا تحقيق لما أوعوا (أي حفظوا) . وهل يكون بنا، من غير يان ، او جناية من غير جان ؟ ! ".
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|