أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-04-2015
1791
التاريخ: 13-4-2016
1932
التاريخ: 6-11-2014
2420
التاريخ: 2-9-2016
2358
|
من اقوى الادلة على ذلك التأثير بين الغذاء وبين الآمور النفسية ، قضية الرضاعة. فعندما ترضع الآم من حليبها ولدها آو ولدا أخر ، فان جسمه يبنى من نفس المواد التي يبنى منها جسمها ، فيحصل التشابه العضوي والنفسي بينهما ، ويحدث التجاوب العاطفي والشعور المتبادل ، بشكل حنان وحب وشفقة. ولهذا السبب اعتبر الشارع الطفل الذي يرضع من المرآة ، ابنا لها مثل اولادها ، فان كان صبيا فإنها تحرم عليه ويحرم عليها ، ومحرم على بناتها ، لآنهن صرن بمثابة آخواته.
ويكفي لحصول الرضاع الشرعي في المذهب الجعفري ان يرضع الطفل خمس عشرة رضعة كاملة من الثدي ، آو آن يرضع يوما وليلة بشرط آن لا يفصل بين الرضعات طعام آخر ، وبشرط آن يكون الرضيع في سن الرضاعة ، اي دون الحولين.
فانظر الى التأثير العميق للحليب في ارجاء البدن وانحاء النفس ، وتأثيره على طباع الطفل واحاسيسه ، مما لا ينكره انسان .
يقول الامام علي (عليه السلام) عن الرضاعة : " انظروا من يرضع اولادكم ، فإن الولد يشب عليه " (1) .
ويقول (عليه السلام) : " لا تسترضعوا الحمقاء ، فان اللبن يغلب الطباع " (2).
وقد وجد ان الأيام الاولى من رضاعة الولد من امه لها تأثير كبير على مشاعره الحاضرة والمستقبلية ، فهو يرضع مع الحليب الحب واللذة والسكينة ، التي تجعله متعلقا بأمه الى الآبد ، وتجعل امه مرتبطة به طول عمرها .
اما حليب الآم فهو اثمن حليب لطفلها ، لأن الله سبحانه جعل تركيبه موافقا تماما لتركيب وحاجة الطفل الذي ولد منها . فإذا رضعه الطفل يكون موافقا لبناء جسمه فيتقبله تماما ، .ما اذا اعطيناه حليبا آخر ، فان معدته التي تكون في الاشهر الاولى حساسة جدا ، فإنها لا تتقبل كل حليب يعطى ، بل تحتاج الى فترة لتتعود على الحليب أو ترفضه نهائيا .
هذا وان تركيب حليب الآم يتغير باستمرار كلما نما الطفل وكبر ، لآن حاجة جسمه للمواد تتغير مع سنه . فتبارك الله الذي أتقن كل شيء صنعه ثم هدى .
أضف إلى ذلك أن في حليب الأم المواد المناعية التي تحمي الطفل عدة أشهر من الأمراض بعد ولادته ، ريثما ينمو ويكبر. وهذا من تقديرات الله تعالى ونعمه التي لا تحصى .
لذلك قال الإمام (عليه السلام) :
" ما من لبن يرضع به الصبي أعظم بركة عليه من لبن امه " (3) .
____________________________
1. مستدرك النهج للسيد الهادي كاشف الغطاء ، ص ١٧٠ .
2-3. مستدرك النهج ، ص ١٧١ .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|