أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-08-2015
4212
التاريخ: 9-04-2015
1828
التاريخ: 30-1-2018
2307
التاريخ: 13-08-2015
2951
|
أبو الحسن الكندي المعروف بالسري الرفاء الموصلي الشاعر المشهور. أسلمه أبوه صبيا للرفائين بالموصل فكان يرفو ويطرز وكان مع ذلك ينظم الشعر ويجيد فيه. كتب إليه في ذلك الحال صديق له يسأله عن خبره وحاله في حرفته فكتب إليه: [السريع]
(يكفيك من جملة أخباري ... يسري من الحب وإعساري)
(في سوقة أفضلهم مرتد ... نقصا ففضلي بينهم عاري)
(وكانت الإبرة فيما مضى ... صائنة وجهي وأشعاري)
(فأصبح الرزق بها ضيقا ... كأنه من ثقبها جاري)
فلما جاد شعره انتقل من حرفة الرفو إلى حرفة
الأدب واشتغل بالوراقة فكان ينسخ ديوان شعر كشاجم وكان مغرى به وكان يدس فيما
يكتبه منه أحسن شعر الخالديين ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويشنع بذلك على
الخالديين لعداوة كانت بينه وبينهما فكان يدعي عليهما سرقة شعره وشعر غيره فكان
فيما يدسه من شعرهما في ديوان كشاجم يتوخى إثبات مدعاه. ولم يزل السري في ضنك من
العيش إلى أن خرج إلى حلب واتصل بسيف الدولة ومدحه وأقام بحضرته فاشتهر وبعد صيته
ونفق سوق شعره عند أمراء بني حمدان ورؤساء الشام والعراق ولما مات سيف الدولة
انتقل السري إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وغيره من الأعيان والصدور فارتفق
وارتزق وحسنت حاله وسار شعره في الآفاق. وللسري تصانيف منها: كتاب الديرة، وكتاب
المحب والمحبوب، والمشموم والمشروب، وديوان شعر يدخل في مجلدين. وكانت وفاته
ببغداد سنة اثنتين وستين وثلاثمائة. ومن مدائحه لسيف الدولة قوله: [الوافر]
(أعزمتك الشهاب أم النهار ... وراحتك السحاب أم البحار)
(خلقت منية ومنى وتضحي ... تمور بك البسيطة أو تمار)
(تحلي الدين أو تحمي حماه ... فأنت عليه سور أو سوار)
ومنها:
(حضرنا والملوك له قيام ... تغص نواظرا فيها انكسار)
(وزرنا منه ليث الغاب طلقا ... ولم نر قبله ليثا
يزار)
(فعشت مخيرا لك في الأماني ... وكان على العدو
لك الخيار)
(وضيفك للحيا المنهل ضيف ... وجارك للربيع الطلق
جار)
ومن غرر شعره في الغزل قوله: [الوافر]
(بلاني الحب فيك بما بلاني ... فشأني أن تفيض
غروب شاني)
(أبيت
الليل مرتقبا أناجي ... بصدق الوجد كاذبة الأماني)
(فتشهد لي على الأرق الثريا ... ويعلم ما أجن الفرقدان)
(إذا دنت الخيام به فأهلا ... بذاك الخيم والخيم
الدواني)
(فبين سجوفها أقمار تم ... وبين عمادها أغصان بان)
(ومذهبة الخدود بجلنار ... مفضَّضة الثغور بأقحوان)
(سقانا الله من رياك ريا ... وحيانا بأوجهك الحسان)
(ستصرف طاعتي عمَّن نهاني ... دموع فيك تلحى من لحاني)
(ولم أجهل نصيحته ولكن ... جنون الحب أحلى في جناني)
(فيا ولع العواذل خل عني ... ويا كف الغرام خذي عناني)
وقال في الورد: [السريع]
(لو رحبت كأس بذي زورة ... لرحبت بالورد إذ زارها)
(جاء فخلناها خدودا بدت ... مضرمة من خجل نارها)
(وعطر الدنيا فطابت به ... لا عدمت دنياه عطارها)
وقال:
[البسيط]
(وروضة بات طل الغيث ينسجها ... حتى إذا نسجت
أضحى يدبجها)
(إذا تنفس فيه ريح نرجسها ... ناغى جني خزاماها بنفسجها)
(أقول
فيها لساقينا وفي يده ... كأس كشعلة نار إذ يؤججها)
(لا تمزجنها بغير الريق منك وإن ... تبخل بذاك
فدمعي سوف يمزجها)
(أقل ما بي من حبيك أن يدي ... إذا دنت من فؤادي
كاد ينضجها)
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|