أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-10-2014
5750
التاريخ: 12-7-2016
1396
التاريخ: 18-5-2016
1767
التاريخ: 13-11-2015
1579
|
قال تعالى : {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ} [الذاريات : 7] يستفاد من لسان العرب لابن منظور ومن غيره من المعاجم أن الحبك : جمع حبكة وحباك وحبيكة ، ولها عدة معان منها : طرائق جمع طريق. {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ } [الذاريات : 7] تعني طرائق النجوم. وروي عن ابن عباس في قوله تعالى : {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ } [الذاريات : 7] أي ذات الخلق الحسن. والحبكة هي الحبل الذي تشدّ به الأشياء ليثبت بعضها مع البعض الآخر.
في الكون طرائق كثيرة منها أفلاك ( Orbites ) أي مسارات الكواكب والنجوم والمجرات والسدم. ويكفي القارئ المعلومات الفلكية التالية عن مسارات النجوم ليأخذ فكرة مبسطة عن عظمة الكون وعظمة خالق الكون وجلال هذه الآية التي أقسم بها المولى بطرائق السماء :
فلو أعطى أحدنا عقله قليلا من التأمل المريح فخرج في ليلة صافية الأديم غاب قمرها ونظر إلى السماء فوقه ثم علم أن ما يراه بالعين المجردة من النجوم ما هو في الحقيقة إلا جزء يسير من مائة مليار مجرة أحصيت حتى الآن يتألف أصغرها من عشرة ملايين نجم ويصل تعداد نجوم بعضها إلى آلاف المليارات ، وكلها تدور في مسارات خاصة بكل واحد منها ، ربما عقل شيئا من معنى قسمه عز وعلا : {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ (7) إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ (8) يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ } [الذاريات : 7 - 9].
ولو تدبرنا حقّا معنى قوله تعالى : {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ} [ق : 6] ، فعلمنا أن في السماء التي فوقنا ( أي في الغلاف الجوي الأرضي ) « حبكا » أي طرائق تمنع عنا الأشعة الكونية القاتلة وملايين الشهب والنيازك الحارقة ، وطرائق تنظف أرضنا من الغازات الضارة المتصاعدة منها وممن عليها من مخلوقات ، وطرقا كشفها الإنسان واستطاع أن يسلكها في القرن العشرين عند ما نفذ بمركباته الاصطناعية إلى الفضاء الخارجي ، ربما أدرك شيئا من معاني قوله تعالى : ( وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ ).
ولو تفكرنا في خلق السماوات والأرض التزاما بقوله تعالى : {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى} [الروم : 8] ، فعلمنا بأن الأرض ، وهي بالنسبة للكون كحبة رمل من صحراء « الربع الخالي » ، تسير في مسار بيضاوي حول الشمس طوله التقريبي 9600 مليون كلم من دون أن يصطدم بها بلايين النجوم
والكواكب المنتشرة في الكون ، لاعترى بعضنا الرهبة والخشوع أمام عظمة الخالق في ملكوته ، وربما عقلنا شيئا من معاني قوله تعالى : {وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [الحج : 65] ، وعقلنا عظمة قسمه بالسماء وطرائقها.
ولو اطّلع الإنسان على شيء من علم الفلك الميسّر والمبسّط في المكتبات العلمية ثم خلا بنفسه يوميّا لبضع دقائق فتأمل في عوالم النجوم والمجرات التي يراها في ليل صفا أديمه وغاب قمره ، وتوقف مطوّلا عند آيات الله الكريمة التي تطرقت إلى علم الفلك ، ربما أصبح من « أولي الألباب » مصداقا لقوله تعالى : {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } [آل عمران : 190، 191].
2 ـ حبال السماء
ومن معاني الحبك أيضا الحبال. وقد اختصر أحد العلماء النظام الكوني بالجملة الجامعة التالية : « في الكون كل شيء يدور ويجري ويشدّ بعضه بعضا ». ففي السماء حبال غير مرئية تشد المجرات والكواكب والنجوم إلى بعضها البعض فتجعلها تلتزم بمسارات ( Orbites ) محددة بكلّ منها ، عنينا بذلك قوى الطبيعة الأربع التي يقوم عليها النظام الكوني وهي : قوى الجاذبية والكهرطيسية والنووية القوية والضعيفة كما سبق شرحه ، وقد رمز إليها القرآن الكريم « بالحق » و « العمد » و « الحبك » كما جاء في قوله تعالى : {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا} [لقمان : 10] ، و {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ } [الأنعام : 73] ، {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ} [الذاريات : 7] ، ربما لأن المستوى العلمي للناس في زمن التنزيل لم يكن يسمح لهم بفهم كلمات علمية كالجاذبية والقوى الكهرطيسية والنووية ، في حين أن معاني كلمات « الحق » و « العمد » و « الحبك » هي في مستوى كل الناس وفي جميع العصور ، والله أعلم.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|