المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

مركبات 5،2-ثنائي (معوض)-4،3،1-اوكسادايازول
2024-05-07
Benoit Mandelbrot
17-1-2018
التركة والحقوق المتعلقة بها
23-5-2017
ابرز الملوك الاخمينيين
16-10-2016
أهداف العلاقات العامة
18-8-2022
أبان بن عثمان بن يحيى بن زكريا اللؤلؤي
9-04-2015


دعاؤه في الاستعاذة من الشيطان  
  
6991   10:51 صباحاً   التاريخ: 12-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص160-164.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / التراث السجّاديّ الشريف /

من أدعيته هذا الدعاء الجليل و كان يدعو به إذا ذكر الشيطان فاستعاذ منه و من عداوته و كيده : اللهم إنا نعوذ بك من نزغات الشيطان الرجيم‏  و كيده و مكائده و من الثقة بأمانيه و مواعيده و غروره و مصائده و إن يطمع نفسه في إضلالنا عن طاعتك و امتهاننا  بمعصيتك أو أن يحسن عندنا ما حسّن لنا أو أن يثقل علينا ما كرّه إلينا اللهم أخسئه‏ عنا بعبادتك و اكبته‏  بدءوبنا في محبتك و اجعل بيننا و بينه سترا لا يهتكه و ردما  مصمتا  لا يفتقه اللهم صل على محمد و آله و اشغله عنا ببعض اعدائك و اعصمنا منه بحسن رعايتك و اكفنا ختره‏  و ولنا ظهره و اقطع عنا أثره اللهم صل على محمد و آله و أمتعنا من الهدى بمثل ضلالته و زودنا من التقوى ضد غوايته و اسلك بنا من التقى خلاف سبيله من الردى اللهم لا تجعل له في قلوبنا مدخلة و لا توطنن له فيما لدينا منزلا اللهم و ما سوّل لنا من باطل فعرفناه و إذا عرّفتناه فقناه و بصرنا ما نكايده به و ألهمنا ما نعده له و ايقظنا عن سنة الغفلة بالركون إليه و أحسن بتوفيقك عوننا عليه اللّهم و أشرب قلوبنا انكار عمله و الطف لنا في نقص حيله اللهم صل على محمد و آله و حول سلطانه عنا و اقطع رجاءه و ادرأه‏  عن الولوع بنا .

إن كل نزعة من النزعات الشريرة و كل فكرة عابثة تصد الانسان عن الطريق القويم و تزين له المعاصي و تحبذ له الجرائم و الآثام و تحمله على الشر و العدوان إنما هي مستوحاة من الشيطان الرجيم فهو العدو الأول للانسان الذي يخرجه من انسانيته و يلقي به في مستوى سحيق من الانحطاط ما له من قرار و قد دعا الإمام عليه أن ينجيه من كيده و مكائده و من الثقة بأمانيه و مواعيده و غروره و مصائده و وساوسه التي أغوى بها الناس و أرادهم في المهالك و أبعدهم من الطاف اللّه و رحمته و لنستمع إلى بقية الدعاء :

اللّهم صل على محمد و آله و اجعل آباءنا و أمهاتنا و أولادنا و أهالينا و ذوي أرحامنا و قراباتنا و جيراننا من المؤمنين و المؤمنات منه في حرز حارز  و حصن حافظ و كهف مانع و البسهم منه جننا واقية  و أعطهم عليه اسلحة ماضية اللّهم و أعمم بذلك من شهد لك بالربوبية و أخلص لك بالوحدانية و عاداه‏  لك بحقيقة العبودية و استظهر بك عليه في معرفة العلوم الربانية , اللّهم احلل ما عقد و افتق ما رتق‏  و افسخ ما دبر و ثبطه إذا عزم و انقض ما ابرم اللهم و اهزم جنده و أبطل كيده و اهدم كهفه و أرغم انفه اللهم اجعلنا في نظم اعدائه و اعزلنا عن عداد أوليائه لا نطيع له إذا استهوانا و لا نستجيب له إذا دعانا نأمر بمناوأته‏  من أطاع أمرنا و نعظ عن متابعته من اتبع زجرنا  اللهم صل على محمد خاتم النبيين و سيد المرسلين و على أهل بيته الطيبين الطاهرين و أعذنا و أهالينا و اخواننا و جميع المؤمنين و المؤمنات مما استعذنا منه و أجرنا مما استجرنا بك من خوفه و اسمع لنا ما دعونا به و أعطنا ما اغفلناه و احفظ لنا ما نسيناه و صيرنا بذلك في درجات الصالحين و مراتب المؤمنين آمين رب العالمين .

لقد سأل الإمام (عليه السلام) من الخالق العظيم أن يتكرم على أولاد الإمام و أقاربه و أرحامه و جيرانه بالوقاية من مكائد الشيطان الرجيم و يجعلهم في حرز حريز و حصن منيع من غروره و آفاته كما دعا لجميع من‏ أقر للّه بالربوبية و شهد له بالوحدانية من كافة الملل و الأديان أن ينقذهم من شرور الشيطان الرجيم و يسلمهم من الركون إليه ثم دعا على الشيطان الرجيم أن يثبط اللّه عزمه و ينقض ما أبرم و يهزم جنوده و يبطل كيده و أن يعيذ المؤمنين و يجيرهم من هذا العدو الماكر الخبيث.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.