المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05
إجراءات المعاينة
2024-11-05
آثار القرائن القضائية
2024-11-05



مخاطر الحرية المطلقة للشباب  
  
216   08:49 صباحاً   التاريخ: 2024-09-08
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 45 ـ 46
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

إن الشباب الذين لهم طبع ناري وإدراك ضعيف هم دائماً عرضة للتعاسة والسقوط، إن هؤلاء، طبقاً لما تقتضيه السن، ينجذبون نحو اللهو واللذات، ولو انه كانت لهم الحرية المطلقة لأصيبوا بأنواع الخطايا والشرور والفحشاء، وعدم العفة، والإدمان المضر ولسقطوا بسرعة في الفساد والمهاوي الاخرى.

إن الشباب، لا تجربة لهم، وهم لا يرون في الغالب نهاية الأعمال، ويعجزون عن تمييز الطيب من الخبيث، والخير من الشر، والصلاح من الفساد، كما أنهم لا يفهمون أنفسهم. إنهم لا يستطيعون أن يسيروا في طريق الحياة وحدهم، أو يجتازوا النقاط الخطرة التي تعترض طريقهم بسلامة. ولو منحوا الحرية المطلقة فإنهم سينحرفون عن الصراط المستقيم، ويسيرون في ضياع ويسقطون في منحدرات الحياة.

عدم الاطمئنان النفسي:

(طبعاً ليس المقصود من الاستقلال والحرية وحق إبداء الرأي ووجهات النظر، أن يترك الشباب لحالهم في البيت أو المدرسة، لكي يفعلوا ما يريدون، إن هذا الأمر يوجد لديهم حالة من القلق وعدم الاطمئنان النفسي لا شك أنهم لا يستطيعون متابعة مسيرة الحياة وحدهم فلا بد من مد يد العون لهم) (1).

الحرية المحدودة:

من كلمة (الوزير) الواردة في حديث الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): (الولد سيد سبع سنين، وخادم سبع سنين، ووزير سبع سنين). نرى بوضوح محدودية حرية الشباب، لأن (الوزارة) بمعنى المساعدة والتعاون، فالابن الشاب، رغم أنه وصل إلى مقام الوزارة في دولة العائلة، تحترم شخصيته إلا أنه يجب أن لا ينسى أنه (وزير) أي مساعد ومعاون للوالدين، وهو لا يملك الاستقلال والحرية الكاملة. فالشاب له حق إبداء الرأي في المسائل العائلية، وأن يساعد الوالدين، ولكن التصميم النهائي في شؤون العائلة، يتعلق بالوالدين. وعليه فإنه في مدرسة الإسلام التربوية يكون الاستقلال محدوداً ولا يمكن أن يكون مطلقاً بدون قيد أو شرط. إن هناك ارتباطاً ووحدة بين أفراد العائلة، وهم شركاء في الخير والشر والسراء والضراء، ولا يحق للشباب أن يسيئووا استغلال الحرية والاستقلال، ويتعرضوا لأسوأ النتائج من جراء سوء تصرفهم، وبذا يصبحون مصدراً للفضيحة والإساءة للوالدين وبقية أفراد العائلة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ المشاكل الروحية للشباب، ص 62. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.