أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-11-2017
2654
التاريخ: 14-10-2015
3999
التاريخ: 12-4-2016
4127
التاريخ: 2024-01-14
1154
|
واكب الإمام (عليه السلام) الرسول (صلى الله عليه وآله) في بداية دعوته وكان في فجر الصبا وروعة الشباب وقد آمن بوعي وفكر برسالة الإسلام وانطبعت في دخائل نفسه وأعماق ذاته وحينما أمر الرسول (صلى الله عليه وآله) بتبليغ رسالة ربّه إلى عشيرته بهذه الآية : {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] دعا الإمام وأخبره بما امر به من تبليغ الدعوة المباركة إلى عشيرته الأقربين وأحاطه علما أنّهم لا يستجيبون له ولا يؤمنون برسالته ولكنّه مأمور بذلك لإقامة الحجّة عليهم فأعدّ لهم وليمة وشرابا من لبن وسارع الإمام إلى دعوتهم فاستجابوا له وكان فيهم من أعمامه مؤمن قريش أبو طالب وحمزة والعبّاس وأبو لهب ولمّا حضروا قدّم لهم الإمام الطعام فتناول النبيّ (صلى الله عليه وآله) قطعة من اللحم فشقّها بأسنانه وألقاها في نواحي الصفحة وقال لهم : خذوا بسم الله فأكلوا جميعا والطعام باق على حاله وكان الرجل يأكل مقدار ما في الصفحة إلاّ أنّها ببركة النبيّ (صلى الله عليه وآله) لم ينقص منها شيء وبادر الإمام فسقاهم اللبن حتى ارتووا , وقام النبيّ (صلى الله عليه وآله) فدعاهم إلى اعتناق الإسلام ونبذ الأصنام فقطع الأثيم أبو لهب كلامه وخاطب المجتمعين قائلا : لقد سحركم , فتفرّقوا بين مستهزء وساخر ولم يحدّثهم النبيّ (صلى الله عليه وآله) شيئا فقد قطع أبو لهب عليه كلامه وفي اليوم الثاني دعاهم النبيّ (صلى الله عليه وآله) إلى تناول الطعام فأكلوا وشربوا وانبرى النبيّ خطيباً فقال : يا بني عبد المطّلب إنّي والله ما أعلم شابّا في العرب جاء قومه بأفضل ممّا قد جئتكم به إنّي قد جئتكم بخير الدّنيا والآخرة وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه فأيّكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيّي وخليفتي فيكم؟ , فأحجم القوم كلّهم ولم ينبس أحد منهم ببنت شفة كأنّ على رءوسهم الطير ولم يجبه أحد منهم فانبرى إليه الإمام أمير المؤمنين فقال له بحماس : أنا يا نبيّ الله أكون وزيرك عليه .
فأخذ النبيّ (صلى الله عليه وآله) برقبته وخاطب القوم قائلا : إنّ هذا أخي ووصيّي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا ؛ وتعالت أصوات اولئك الأقزام بالسخرية والاستهزاء قائلين لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع , وهذا الحديث من أوضح الأدلّة ومن أكثرها بيانا وعطاء على إمامة الإمام أمير المؤمنين وأنّه وزير النبيّ (صلى الله عليه وآله) وخليفته الشرعي من بعده على امّته , لقد قرن النبيّ (صلى الله عليه وآله) دعوته إلى التوحيد بالدعوة إلى الخلافة والوزارة والإمامة من بعده وقلّدها إلى الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) فهو أوّل من آمن بالرسول (صلى الله عليه وآله) وأجاب دعوته وصدّق برسالته والذي ينكر ذلك فليس برشيد , ووصف الشاعر الملهم السيّد الحميري دعوة النبيّ (صلى الله عليه وآله) اسرته إلى الإسلام ونكوصهم عن إجابته وإيمان الإمام بها بقوله :
ويوم قال له جبريل قد علموا أنذر عشيرتك الأدنين إن بصروا
فقال يا قوم إنّ الله أرسلني إليكم فأجيبوا الله وادّكروا
فأيّكم يجتبي قولي ويؤمن بي أنّي نبيّ رسول فانبروا غدر
فقال تبّا أتدعونا لتلفتنا عن ديننا ثمّ قام القوم فاشتمروا
من الذي قال منهم وهو أحدثهم سنّا وخيرهم في الذّكر إذ سطروا
آمنت بالله قد اعطيت نافلة لم يعطها أحد جنّ ولا بشر
وقال الحميري في قصيدة اخرى منها هذه الأبيات :
فقال لهم إنّي رسول إليكم ولست أراني عندكم بكذوب
فأيّكم يقفو مقالي؟ فأمسكوا فقال : ألا من ناطق فمجيبي؟
ففاز بها منهم عليّ وسادهم وما ذاك من عاداته بغريب
وعلى أي حال فقد انفضّ القوم ولم يفلح أي أحد منهم بإجابة الرسول (صلى الله عليه وآله) وتصديقه سوى أخيه وابن عمّه الإمام (عليه السلام) .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|