المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



السقيفة بداية الغدر والطعن بالاسلام  
  
3409   10:46 صباحاً   التاريخ: 10-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسن دراسة وتحليل
الجزء والصفحة : ج1 ، ص126-131
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في عهد الخلفاء الثلاثة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-4-2022 2253
التاريخ: 13-3-2019 2096
التاريخ: 12-4-2016 3485
التاريخ: 10-4-2016 3296

ترك القوم النبي (صلى الله عليه واله) مسجى في فراش الموت لم يهتموا في شيء من أمره فقد سارع الانصار الى سقيفة بني ساعدة وعقدوا لهم اجتماعا سريا أحاطوه بكثير من الكتمان والتحفظ واحضروا معهم شيخ الخزرج سعد بن عبادة فتداولوا في شؤون الخلافة والسلطان وكان شيخ الخزرج قد ألم به المرض فخطب في القوم فلم يتمكن أن يسمع كلامه للناس وانما كان يقول ويبلغ مقالته بعض اقربائه وكان منطق خطابه ان الغنم بالغرم والانصار هم الذين غرموا في سلسلة الحروب وحركات الجهاد التي قام بها الرسول (صلى الله عليه واله) فهم احق بالأمر وأولى به من غيرهم وهذا هو نص خطابه : يا معشر الانصار لكم سابقة في الدين وفضيلة فى الاسلام ليست لقبيلة من العرب ان محمدا (صلى الله عليه واله) لبث بضع عشر سنة في قومه يدعوهم الى عبادة الرحمن وخلع الأنداد والأوثان فما آمن به من قومه الا القليل وما كانوا يقدرون على أن يمنعوا رسول الله (صلى الله عليه واله) ولا أن يعزوا دينه ولا أن يدفعوا عن انفسهم ضيما عموا به حتى إذا أراد بكم الفضيلة ساق إليكم الكرامة وخصكم بالنعمة فرزقكم الله الايمان به وبرسوله والمنع له ولأصحابه والاعزاز له ولدينه والجهاد لأعدائه فكنتم اشد الناس على عدوه منكم وأثقله على عدوه من غيركم حتى استقامت العرب لأمر الله طوعا وكرها واعطى البعيد المقادة صاغرا داخرا حتى اثخن الله عز وجل لرسوله بكم الأرض ودانت بأسيافكم له العرب وتوفاه الله وهو عنكم راض وبكم قرير العين استبدوا بهذا الأمر دون سائر الناس فانه لكم دون الناس ؛ فاجابه الأنصار بالرضا والطاعة قائلين : وفقت في الرأي وأصبت في القول ولن نعدوا ما رأيت نوليك هذا الامر فانك فينا مقنع ولصالح المؤمنين رضى , لقد القى الانصار المقادة والسمع لسيد الخزرج واعربوا له عن رغبتهم الملحة في ترشيحه لمنصب الخلافة وهنا امور تدعو الى العجب وتبعث الى التساؤل في أمر الانصار وهي :

1 ـ إنهم حضنة الاسلام واعضاد الملة وحماة الدين فلما ذا أسرعوا في شأن الخلافة وتناسوا مبايعتهم لأمير المؤمنين في غدير خم وتنكروا لوصايا النبي (صلى الله عليه واله) في أهل بيته وعترته؟!!

2 ـ لما ذا هذا التستر في مكان منزو عن الانظار والابصار؟! ولما ذا هذا التكتم والحيطة في اخفاء الامر؟!!

3 ـ لما ذا لم يأخذوا رأي العترة الطاهرة في شأن البيعة واستبدوا بالأمر؟؟!!

واكبر الظن انهم وقفوا على المؤامرة الخطيرة التي دبرها كبار المهاجرين ضد أمير المؤمنين فخافوا أن يفوز المهاجرون بالخلافة ويحرموا منها لذا اسرعوا لانتهاز الفرصة وبادروا الى ترشيح سعد الى مركز الخلافة.

ولم يكن أبو بكر في يثرب عند وفاة النبي (صلى الله عليه واله) وانما كان بالسنح فخاف عمر بن الخطاب أن يفوز احد بالخلافة قبل مجيء أبي بكر فصنع فذلكة دلت على سياسته النفسية وخبرته الفائقة بأحوال المجتمع فقد اوقف حركة البيعة وشغل الناس حتى عن تفكيرهم فقد راح يهز بيده السيف ويهتف بصوت عال : إن رجالا من المنافقين يزعمون أن رسول الله (صلى الله عليه واله) قد مات ؛ وإنه والله ما مات ولكنه ذهب الى ربه كما ذهب موسى بن عمران , والله ليرجعن رسول الله فيقطعن أيدي رجال وأرجلهم ممن ارجفوا بموته , وجعل لا يمر باحد يقول : مات رسول الله الا خبطه بسيفه وتهدده وتوعده واستغرب المسلمون من هذه البادرة واستطابها السذج والبسطاء فقد جاءهم بالأمل اللذيذ والحلم الجميل فان النفوس تأبى أن تذعن بموت العظيم وتتمسك بحياته بالخيال والأوهام وقد ساق إليها عمر أطيب الاماني واروع الآمال اخبرها بحياة عزيزها ومنقذها وأملها باظهار دينه على الدين كله واضاف الى كلامه اعنف الارهاب والتهديد وعزاه إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) بتقطيعه الايدي والارجل ممن ارجف بموته كما توعد هو بالقتل لمن فاه بموت النبيّ (صلى الله عليه واله) واستمر على هذا الحال يبرق ويرعد ويتهدد ويتوعد حتى وصل أبو بكر إلى يثرب فاحتف به عمر وانطلقا إلى بيت رسول الله (صلى الله عليه واله) فكشف أبو بكر الرداء عن وجه النبي (صلى الله عليه واله) وإذا بجثمانه الطاهر قد رحلت منه روحه الزكية فخرج وهو يفند مقالة عمر والتفت إلى الجماهير الحائرة التي اذهلها الخطب فقال لها : من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فان الله حي لا يموت ... وتلا قوله تعالى : {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} [آل عمران: 144] وتلقى الجمهور مقالة أبي بكر بالإذعان وراحوا يلهجون بالآية واسرع عمر الى تصديق مقالة أبي بكر ولم يبد اية معارضة له واحتف به وسار معه يشد عضده ويحمي جانبه ؛ ولا بد لنا من وقفة قصيرة امام هذه البادرة الغريبة فانها تدعو إلى التساؤل من عدة امور وهي :

1 ـ هل صحيح ان عمر قد خفي عليه موت الرسول 6؟؟ والقرآن الكريم قد أعلن أن كل انسان لا بد أن يتجرع كأس الحمام قال تعالى : {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [العنكبوت: 57]وقال تعالى في نبيه : {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30] وقال تعالى : {أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ} [آل عمران: 144] الآية بالاضافة الى أن الرسول (صلى الله عليه واله) قد نعى نفسه غير مرة الى المسلمين وأخبرهم بأنه يوشك أن يدعى فيجيب وكان عمر نفسه يقول لأسامة قبل وفاة النبي (صلى الله عليه واله) : مات رسول الله وأنت علي أمير.

2 ـ ما هو السر في تهديده وتوعيده لمن أرجف بموت رسول الله (صلى الله عليه واله) ؟ ولما ذا ينكل رسول الله المرجفين؟ فهل أن قولهم ارتداد عن الدين او خروج عن حظيرة الاسلام كي يستحقون تقطيع الأيدي والأرجل؟

ان من امعن النظر في هذه الحادثة يتضح له المقصود من فعل عمر وهو اشغال الناس عن مبايعة أي انسان قبل مجيء أبي بكر.

إن عمر لم يكن من البلهاء والأغبياء كي يخفى عليه موت الرسول (صلى الله عليه واله) وان حماسه البالغ وقيامه بعمليات التهديد والتوعيد وسكون ثورته حينما جاء أبو بكر كل ذلك يدل بوضوح لا خفاء فيه على أن هذه الحادثة جزء من المخطط المرسوم قبل وفاة النبي (صلى الله عليه واله) في صرف الخلافة عن أهل بيته واستئثارهم بها ويذهب المستشرق لامنس الى أنه كانت بين أبي بكر وعمر وأبي عبيدة مؤامرة في صرف الخلافة عن أهل البيت : قبل وفاة النبي (صلى الله عليه واله) يقول : إن الحزب القرشي الذي يرأسه أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح لم يكن وضع حاضر ولا وليد مفاجأة أو ارتجال وانما كان وليد مؤامرات سرية مبرمة حيكت أصولها وربت أطرافها بكل احكام وإن ابطال هذه المؤامرة أبو بكر عمر بن الخطاب أبو عبيدة بن الجراح ومن اعضاء هذا الحزب عائشة وحفصة ؛ وهو رأي وثيق للغاية فان الامعان في تتبع خطوات القوم والتدبر في افعالهم يقضي بقدم المؤامرة وانهم حاكوا اصولها منذ زمان بعيد فان تثاقلهم من الالتحاق بسرية اسامة ومراسلة بعض ازواج النبي (صلى الله عليه واله) لآبائهن في التريث عن المسير وترشيحهن لآبائهن لإمامة الجماعة والرد على النبي (صلى الله عليه واله) فيما رامه من الكتابة وغير ذلك من القرائن والشواهد مما يدل بوضوح على قدم المؤامرة وانهم بنوها على خطط وثيقة مدروسة احيطت بالامعان والتدبر وليست وليدة الوقت الحاضر ولا وليدة المباغتة والمفاجأة .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.