أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-4-2016
4446
التاريخ: 12-4-2016
3427
التاريخ: 10-4-2016
7383
التاريخ: 12-4-2016
3273
|
حين انطلقت الرسالة الإسلامية في مكّة وبين ظهراني قريش ؛ لم تتمكّن قريش من تحمّل ظهور نبيّ في بطن من خيار بطونها ، بل أفضلها وهي بنو هاشم ، فاجتمعت كلمة قريش على محاربة النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) وبني هاشم بكلّ وسائل الحرب ومقاومتهم بشتّى فنون المقاومة وخطّطت للتآمر لا حبّا بالأصنام وما هم عليه من العبادة ولا كراهية للدعوة الجديدة ، فليس في الإسلام ما لا ترتضيه الفطرة السليمة[1] ، لكن قريشا لا تريد أن تغيّر صيغتها السياسية القائمة على اقتسام مناصب الشرف والسيادة ، وخصوصا أنّ مجتمع الجزيرة كانت تحكمه النزعة القبلية .
من هنا لم تكن قريش تريد أن يتميّز البطن الهاشمي عن بقيّة بطونها ولا أن يتفوّق عليها ، وقد تصوّرت أنّ التفات الهاشميّين حول النبوّة ودفاعهم المستميت عن النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) هو إصرار هاشمي على التميّز والرغبة بالتفوّق على الجميع ، فحاصرت قريش الهاشميّين في شعب أبي طالب ، وتآمرت على قتل النبيّ ، وفشل الحصار وفشلت كلّ محاولات الاغتيال لشخص النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) ، وعلا طوفان الرسالة الإسلامية على كلّ القوى المناوئة ، وأسلمت قريش طوعا أو كرها ، فلم تعد لقريش قدرة على الوقوف في وجه النبوّة .
ولكنّ إعداد النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) العدّة لتكون الخلافة من بعده لعليّ ولذرّيّته ( عليهم السّلام ) بأمر من اللّه تعالى وباعتبارهم . أجدر وأعلم بأصول الشريعة وأحكامها ، وأنّهم الأفضل من كلّ أتباعه ، والأنسب لقيادة الامّة ، قد أثار هذا المنطق في نفوس قريش النزعة القبلية والحقد الجاهلي فعزمت أن لا تجمع النبوّة والخلافة في بني هاشم ، فالنبوّة والخلافة في عرف قريش سلطان وحكم كما صرّح بذلك أبو سفيان يوم فتح مكّة بقوله للعباس : لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيما [2].
هذه الفكرة والعقلية سادت في الأجواء السياسية المحمومة في آخر أيّام النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) ، وقريش مدركة أنّ النبيّ ميّت لا محالة في مرضه هذا ، وقد أخبرهم ( صلّى اللّه عليه وآله ) بذلك ، وأيضا لو تركت الأمور على مجراها الطبيعي فالخلافة ستؤول إلى عليّ ( عليه السّلام ) حتما . من هنا كان تحرّك الحزب المناوئ لبني هاشم بصورة عامّة ولعليّ ( عليه السّلام ) خاصّة ، فكانت السقيفة .
ونجد فكرة عدم اجتماع النبوّة والخلافة في بني هاشم من خلال المحاورة بين عمر وابن عباس في زمن خلافة عمر ، حين قال له عمر : يا ابن عباس ! أتدري ما منع قومكم منكم بعد محمّد ( صلّى اللّه عليه وآله ) ؟ قال ابن عباس : فكرهت أن أجيبه فقلت :
إن لم أكن أدري فإنّ أمير المؤمنين يدري ، فقال عمر : كرهوا أن يجمعوا لكم النبوّة والخلافة فتجحفوا على قومكم ، فاختارت قريش لأنفسها فأصابت ووفّقت[3].
وثمّة أمر آخر يتعلّق بموضوع تحويل الخلافة عن عليّ ( عليه السّلام ) وهو أنّ عليّا ( عليه السّلام ) قد وتر قريشا في حروبها ضد الإسلام وإنّ كلّ دم أراقه رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) بسيف عليّ ( عليه السّلام ) وسيف غيره فإنّ العرب بعد وفاته ( صلّى اللّه عليه وآله ) عصبت تلك الدماء بعليّ وحده ، لأنّه لم يكن في رهط النبيّ من يستحق في شرع قريش وعاداتهم أن يعصب به تلك الدماء إلّا عليّ وحده[4].
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|