المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05



تنكيل عثمان بالصحابي عمار بن ياسر  
  
4729   10:47 صباحاً   التاريخ: 10-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسن دراسة وتحليل
الجزء والصفحة : ج1، ص264-269
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في عهد الخلفاء الثلاثة /

عمار بن ياسر فذ من أفذاذ الاسلام وعلم من أعلامه وقطب من أقطابه وصاحب رسول الله (صلى الله عليه واله) وخليله لقي في سبيل الاسلام أعظم الجهد وأمر البلاء وعذب مع أبويه اعنف التعذيب وأقساه فقد استضعفتهم جبابرة قريش فصبت عليهم وابلا من العذاب الأليم فألهبت ابدانهم بمكاوي النار وضربتهم ضربا موجعا ووضعت على صدورهم الاحجار الثقيلة وصبت عليهم قربا من الماء وكان النبيّ (صلى الله عليه واله) يجتاز عليهم فيرى ما هم فيه من المحنة والعذاب فتذوب نفسه اسى وحزنا ويقول : اصبروا آل ياسر : موعدكم الجنة ؛ ويقول وقد اضناه الحزن : اللهم اغفر لآل ياسر وقد فعلت ؛ وبقيت هذه الاسرة التي وهبت حياتها لله تحت التعذيب والارهاق لم تحتفل بما تعانيه من ألم التعذيب وشدته وأصرت على ايمانها بدعوة محمد (صلى الله عليه واله) وهي تسخر بأوثان قريش واصنامها فورم من ذلك أنف أبي جهل وانتفخ سحره وجعلت عيناه تقدحان شررا وغيظا فعمد الى سمية فطعنها في قلبها فماتت وهي اول شهيدة في الاسلام وعمد الاثيم بعد ذلك الى ياسر فقتله.

وظل عمار تحت التعذيب حتى اعياه وأرهقه فعرضت عليه قريش سب النبي والعدول عن دينه فأجابهم على كره فعفوا عنه فانطلق الى رسول الله (صلى الله عليه واله) يبكي فجعل رسول الله يمسح عينيه وقال : إن عادوا لك فعد لهم بما قلت وانزل الله تعالى فيه : {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} [النحل: 106] , وملئت نفس عمار بالايمان بالله فكان الدين قطعة من طبعه وعنصرا مقوما لمزاجه وانزل الله فيه غير آية من القرآن كلها ثناء عليه وتمجيد له واشادة به وقد عناه تعالى بقوله : {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ} [الزمر: 9] , ونزلت فيه الآية الكريمة : {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ} [الأنعام: 122] كما نزلت فى الثناء عليه وفى ذم الوليد الآية المباركة وهي قوله تعالى : {أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ} [القصص: 61] واهتم النبي (صلى الله عليه واله) في شأن عمار اهتماما بالغا فكان يرفع من شأنه ويشيد بذكره ويقدمه على غيره فقد رأى خالدا يغلظ له في القول فالتاع من ذلك وانبرى يقول : من عادى عمارا عاداه الله ومن أبغض عمارا ابغضه الله , وجرت بينه وبين شخص مشادة فقال لعمار : سأعرض هذه العصا لأنفك فلما سمع ذلك رسول الله (صلى الله عليه واله) غضب واندفع يقول : ما لهم ولعمار يدعوهم الى الجنة ويدعونه الى النار إن عمارا جلدة ما بين عيني وأنفى فاذا بلغ ذلك من الرجل فاجتنبوه ؛ ويقول فيه : ما خير عمار بين امرين الا اختار ارشدهما ؛ وظل عمار موضع عناية النبي وتبجيله وتقديره لما يرى فيه من الاخلاص والزهد فى الدنيا والحب للحق وقد شهد مع النبي بدرا وأحدا والمشاهد كلها وشارك فى بناء المسجد النبوي فكان المسلمون يحمل كل واحد منهم لبنة لبنة وهو يحمل لبنتين لبنتين وهو يقول : نحن المسلمين نبتنى المساجد وكان النبي يرجع عليه بعض قوله فيقول المساجد وشارك كذلك في حفر الخندق وكان يمسح التراب عنه وهكذا كان عمار فى طليعة أصحاب النبي (صلى الله عليه واله) في ايمانه واخلاصه وعظيم بلائه وعنائه في سبيل الاسلام ولما انتقل النبي الى حضيرة القدس لازم أمير المؤمنين وكان متفانيا في حبه ولا يرى أحدا خليقا بالخلافة غيره ومن أجل ذلك تخلف عن بيعة أبي بكر واحتج عليه ولما آل الامر الى عثمان وسلك غير الجادة نقم منه عمار واشتد فى معارضته والانكار عليه وقد نكل به عثمان واعتدى عليه وقابله بافحش القول وأمره وكان ذلك في مواضع عدة وهي :

1 ـ انه لما استأثر بالسفط وحلى به بعض نسائه انكر عليه أمير المؤمنين وايد عمار معارضته كما تقدم بيانه قال له عثمان : أعليّ يا بن المتكاء تجترئ؟ واوعز الى شرطته بأخذه فأخذوه وأدخلوه عليه فضربه حتى غشي عليه وهو شيخ قد علاه الضعف وحمل الى منزل السيدة أم سلمة زوج النبي ولم يفق من شدة الضرب حتى فاتته صلاة الظهرين والمغرب فلما افاق توضأ وصلى العشاء وقال : الحمد لله ليس هذا اول يوم أوذينا فيه فى الله وغضبت من اجل ذلك السيدة عائشة فأخرجت شعرا من شعر رسول الله وثوبا من ثيابه ونعلا من نعاله ثم قالت ما اسرع ما تركتم سنة نبيكم وهذا شعره وثوبه ونعله لم يبل بعد وغضب عثمان حتى لا يدري ما يقول ولا يعرف كيف يعتذر عن عمله؟

2 ـ ان أعلام الصحابة رفعوا مذكرة لعثمان ذكروا فيها احداثه ومخالفة سياسته للسنة وانهم يناجزونه إن لم يثب الى الرشاد ولم يغير خطته وقد دفع إليه المذكرة عمار فأخذها عثمان وقرأ صدرا منها فثار واندفع وهو مغيظ محنق فقال له : أعلي تقدم من بينهم؟؟!

قال : إني انصحهم لك .

فقال : كذبت يا ابن سمية .

قال : أنا والله ابن سمية وابن ياسر.

وأمر عثمان غلمانه فمدوا بيديه ورجليه ثم ضربه عثمان برجليه وهي في الخفين على مذاكيره فاصابه الفتق وكان ضعيفا فأغمي عليه .

3 ـ ولما نفى عثمان أبا ذر صاحب رسول الله (صلى الله عليه واله) الى الربذة وتوفى فيها غريبا وجاء نعيه الى يثرب فاندفع عمار قائلا : نعم ; من كل أنفسنا , فانتفخت اوداج عثمان وقال لعمار بافحش القول وأقساه : يا عاض أير أبيه أتراني ندمت على تسييره؟ وأمر غلمانه فدفعوا عمارا وأرهقوه كما أمر بنفيه الى الربذة فلما تهيأ للخروج أقبلت بنو مخزوم الى امير المؤمنين فسألوه ان يذاكر عثمان في شأنه فانطلق الامام إليه وقال له : اتق الله فانك سيرت رجلا صالحا من المسلمين فهلك في تسييرك ثم أنت الآن تريد ان تنفي نظيره؟ فثار عثمان وقال للامام : أنت احق بالنفي منه .

فأجابه الامام : رم إن شئت ذلك ؛ واجتمع المهاجرون فعذلوه ولاموه على ذلك فاستجاب لقولهم وعفا عن عمار ؛ لقد بالغ عثمان في اضطهاد عمار وارهاقه فضربه اعنف الضرب وأقساه واغلظ له فى القول ولم يرع بلاءه فى الاسلام ونصرته للنبي في جميع المواقف والمشاهد واهتمام النبي بشأنه وتقديمه على غيره وانه جلدة ما بين عينيه على حد تعبيره كل ذلك لم يلحظه فاعتدى عليه ونقم منه لأنه أمره بالعدل ودعاه الى الحق الواضح والى الاعتدال في سياسته.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.