أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-4-2016
3284
التاريخ: 10-4-2016
3410
التاريخ: 14-10-2015
3783
التاريخ: 7-2-2019
2806
|
كان من الطبيعي أن تثير هذه السياسة سخط الاخيار والصلحاء والمتحرجين في دينهم بل وسخط العامة الذين ينظرون الى بني أميّة نظرة ريبة وشك في اسلامهم ويرون في هذا العطاء امتدادا لهم وتقوية لنفوذهم وبسطا لسلطانهم حتى نقم من عثمان عبد الرحمن بن عوف الذي انتخبه وعينه حاكما على المسلمين فكان يقول : عاجلوه قبل ان يتمادى في ملكه وكان يقول للإمام أمير المؤمنين : خذ سيفك وآخذ سيفي فانه قد خالف ما اعطاني ولما حضرته الوفاة اوصى أن لا يصلي عليه , لقد شاع التذمر بين المسلمين من جراء هذه السياسة الملتوية وقد انكرت عليه الخاصة والعامة حينما استأثر بالسفط الذي كان في بيت المال فأخذ منه ما حلى به بعض أهله وصعد على أثر ذلك أعواد المنبر فقال : لنأخذن حاجتنا من هذا الفيء وإن رغمت به أنوف أقوام .
وقد اثار سخط الناس هذا الكلام فتصدى أمير المؤمنين الى رده فقال له : إذن تمنع من ذلك ويحال بينك وبينه ؛ واندفع الصحابي العظيم عمار بن ياسر فأيد مقالة الامام وأعلن نقمته على عثمان فقال : أشهد ان أنفى أول راغم من ذلك ؛ ولما منح سعيد بن العاص مائة الف درهم انطلق الامام أمير المؤمنين مع جماعة من اعلام الصحابة فعابوا عليه عمله وانكروا عليه هذا العطاء فقال لهم : إن له قرابة ورحما , فردوا عليه حجته وقالوا له : أفما كان لأبي بكر وعمر قرابة؟ فأجابهم : ان ابا بكر وعمر كانا يحتسبان في منع قرابتهما وأنا أحتسب في اعطاء قرابتى.
لقد نقم المسلمون من عثمان وسخط عليه خيارهم لأنه استأثر بالفيء ومنح أموال المسلمين الى بني أميّة ولم يطبق فى سياسته العدل الاجتماعي الذي جاء به الاسلام.
اعتذر عثمان للناقدين لسياسته بأنه أوصل رحمه وبرّ بذي قرباه وليس فى ذلك مأثم عليه او مخالفة للشرع ولا بد لنا من وقفة قصيرة أمام هذا الاعتذار لنعرف مدى واقعيته وصحته والذي يقتضيه النظر أنه منطق مفلوج لا يتفق مع الشرع ولا يلتقي بصالح الامة وذلك :
أولا : ان الاموال التي منحها لأسرته لم تكن من أمواله الخاصة لتكون له مندوحة في انفاقها عليهم وانما هي أموال المسلمين فيجب انفاقها عليهم وليس لرئيس الدولة أن يتصرف فيها بقليل ولا بكثير فقد ورد عقيل من يثرب وهو بائس مضطر الى أخيه أمير المؤمنين (عليه السلام) فطلب منه وفاء دينه فقال له الامام : كم دينك؟ قال : أربعون الفا ؛ فقال الامام : ما هي عندي ولكن اصبر حتى يخرج عطائي فادفعه إليك بيوت المال بيدك وأنت تسوفنى بعطائك؟
قال : أتأمرني ان أدفع إليك أموال المسلمين وقد ائتمنوني عليها.
هذا هو منطق الاسلام وهذا عدله وهذه مساواته إنه لا يفرق بين القريب والبعيد فالجميع سواسية في العطاء وغيره.
ثانيا : إن اسرته التي برّ بها خليقة بالقطيعة وجديرة بأن لا توصل لأنها ناهضت الاسلام وناجزته الحرب وهي الشجرة الملعونة في القرآن فقد أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمرو ان النبي (صلى الله عليه واله) قال : رأيت ولد الحكم بن ابي العاص على المنابر كأنهم القردة فانزل الله : وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة : يعنى الحكم وولده وقالت عائشة لمروان سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول لأبيك : أبي العاص بن أميّة انكم الشجرة الملعونة في القرآن وقد نهى الله عن موادة المعادين له وحرم مواصلتهم قال تعالى : لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو اخوانهم أو عشيرتهم.
لقد كان عثمان شديد الحب للأمويين فقد قال : لو أن بيدي مفاتيح الجنة لأعطيتها بنى أميّة حتى يدخلوا عن آخرهم , وهذا الحب العارم لأسرته هو الذي اجهز عليه وحفز القوى الاسلامية الى الثورة عليه والاطاحة بحكمه وقتله .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
في مستشفى الكفيل.. نجاح عملية رفع الانزلاقات الغضروفية لمريض أربعيني
|
|
|