أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-4-2016
3896
التاريخ: 28-4-2022
4059
التاريخ: 10-4-2016
3410
التاريخ: 12-4-2016
3475
|
ابتهجت الاسر القرشية بحكومة أبي بكر واعتبرته فوزا ساحقا لهم وقد عبّر عن مدى فرحها وسرورها أبو عبرة القرشي بقوله :
شكرا لمن هو للثّناء حقيق ذهب اللجاج وبويع الصدّيق
من بعد ما زلّت بسعد نعله ورجا رجاء دونه العيّوق
إنّ الخلافة في قريش ما لكم فيها وربّ محمّد معروق
وحكى هذا الشعر سرور القرشيّين البالغ بحرمان الأنصار من الخلافة كما أظهر عمرو بن العاص سروره وفرحه ببيعة أبي بكر ولم يكن في يثرب وإنّما كان في سفر له فلمّا قدم وسمع بالبيعة قال :
قل لأوس إذا جئتها وقل إذا ما جئت للخزرج
تمنّيتم الملك في يثرب فأنزلت القدر لم تنضج
لقد عمّت الفرحة الكبرى جميع القرشيّين ببيعة أبي بكر فقد تخلّصوا من حكومة الأنصار وحكومة الاسرة النبوية.
وأعلن أبو سفيان معارضته لحكومة أبي بكر ومضى إلى الإمام (عليه السلام) يحفّزه على فتح باب الحرب على أبي بكر ويعده بنصره إن نهض لاسترداد حقّه يقول له : إنّي لأرى عجاجة لا يطفئها إلاّ دم يا آل عبد مناف فيم أبو بكر من اموركم ؛ أين المستضعفان؟
أين الأذلاّن عليّ والعبّاس؟ ما بال الأمر في أقلّ حيّ من قريش؟ ثمّ قال للإمام : ابسط يدك ابايعك فو الله! لئن شئت لأملأنّها عليه خيلا ورجالا وتمثّل بشعر المتلمّس :
ولن يقيم على خسف يراد به إلاّ الأذلاّن عير الحيّ والوتد
هذا على الخسف مربوط برمّته وذا يشجّ فلا يبكي له أحد
وقال أبو سفيان :
وأضحت قريش بعد عزّ ومنعة خضوعا لتيم لا بضرب القواضب
فيا لهف نفسي للذي ظفرت به وما زال منها فائزا بالرغائب
ولم يكن موقف أبي سفيان متّسما بالإخلاص والولاء للإمام فهو العدوّ الأوّل للإسلام وللمسلمين ولم تكن تخفى على الإمام دوافعه فلم يستجب له ونهره وأغلظ له في القول قائلا : والله! ما أردت بهذا إلاّ الفتنة وإنّك والله! طالما بغيت للإسلام شرّا لا حاجة لنا في نصيحتك .
وراح أبو سفيان يشتدّ لإثارة الفتنة بين المسلمين ويدعو الإمام إلى إعلان الثورة على حكومة أبي بكر وكان ينشد هذه الأبيات :
بني هاشم لا تطمعوا النّاس فيكم ولا سيّما تيم بن مرّة أو عدي
فما الأمر إلاّ فيكم وإليكم وليس لها إلاّ أبو حسن علي
أبا حسن فأشدد بها كفّ حازم فإنّك بالأمر الذي يرتجى علي
ومن المؤكّد أنّه لم تكن معارضة أبي سفيان ناشئة عن إيمان بحقّ الإمام وإخلاص له فإنّه بعيد عن ذلك كلّ البعد وإنّما كانت عواطف كاذبة أراد بها الكيد للإسلام والبغي عليه وتمزيق صفوف المسلمين ولذا أعرض الإمام عنه ولم يعر لكلامه أي اهتمام .
لقد كانت علاقة أبي سفيان بأبي بكر وثيقة للغاية فقد روى البخاري أنّ أبا سفيان اجتاز على جماعة من المسلمين فيهم أبو بكر وسلمان وصهيب وبلال فقال بعضهم : أما أخذت سيوف الله من عنق عدوّ الله مأخذها؟
فزجرهم أبو بكر قائلا : أتقولون هذا لشيخ قريش وسيّدهم؟
ومضى أبو بكر مسرعا إلى النبيّ (صلى الله عليه واله) فأخبره بمقالة القوم في أبي سفيان فردّ عليه النبي قائلا : يا أبا بكر لعلّك أغضبتهم لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت الله .
ودلّت هذه البادرة على الصلة الوثيقة بينهما كما كانت الصلة وثيقة للغاية بين أبي سفيان وعمر فقد أفرد عمر غرفة في داره فرشها بأحسن فرش ولم يسمح لأحد بالدخول إليها إلاّ لأبي سفيان وقد سئل عن ذلك فقال : هذا شيخ قريش .
وعلى أي حال فقد جهد أبو بكر في استمالة أبي سفيان وكسب عواطفه فقد استعمله عاملا على ما بين آخر الحجاز وآخر حدّ من نجران كما عيّن ولده يزيد واليا على الشام ولم يعيّن أحدا من أعلام المسلمين واليا في هذا المكان الحسّاس ويقول المحلّلون للأخبار إنّ نجم بني أميّة قد علا في أيام حكومة أبي بكر .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|