المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05

الحافز الاوتوماتيكي Autocatalusis
1-2-2017
أحمد بن الحسين بن أحمد
22-8-2016
الرجال قوّامون على النساء
2024-02-10
e
21-2-2016
البولاريمتر
2023-08-02
التعقيم الكيماوي Chemical Sterilization
25-10-2017


ابتهاج القرشيّين وموقف ابي سفيان من بيعة ابي بكر  
  
3556   11:09 صباحاً   التاريخ: 10-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج2 ، ص119-122
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في عهد الخلفاء الثلاثة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-4-2016 3896
التاريخ: 28-4-2022 4059
التاريخ: 10-4-2016 3410
التاريخ: 12-4-2016 3475

ابتهجت الاسر القرشية بحكومة أبي بكر واعتبرته فوزا ساحقا لهم وقد عبّر عن مدى فرحها وسرورها أبو عبرة القرشي بقوله :

 

شكرا لمن هو للثّناء حقيق       ذهب اللجاج وبويع الصدّيق

 

من بعد ما زلّت بسعد نعله        ورجا رجاء دونه العيّوق

إنّ الخلافة في قريش ما لكم      فيها وربّ محمّد معروق

 وحكى هذا الشعر سرور القرشيّين البالغ بحرمان الأنصار من الخلافة كما أظهر عمرو بن العاص سروره وفرحه ببيعة أبي بكر ولم يكن في يثرب وإنّما كان في سفر له فلمّا قدم وسمع بالبيعة قال :

قل لأوس إذا جئتها      وقل إذا ما جئت للخزرج

تمنّيتم الملك في يثرب  فأنزلت القدر لم تنضج

لقد عمّت الفرحة الكبرى جميع القرشيّين ببيعة أبي بكر فقد تخلّصوا من حكومة الأنصار وحكومة الاسرة النبوية.

وأعلن أبو سفيان معارضته لحكومة أبي بكر ومضى إلى الإمام (عليه السلام) يحفّزه على فتح باب الحرب على أبي بكر ويعده بنصره إن نهض لاسترداد حقّه يقول له : إنّي لأرى عجاجة لا يطفئها إلاّ دم يا آل عبد مناف فيم أبو بكر من اموركم ؛ أين المستضعفان؟

أين الأذلاّن عليّ والعبّاس؟ ما بال الأمر في أقلّ حيّ من قريش؟ ثمّ قال للإمام : ابسط يدك ابايعك فو الله! لئن شئت لأملأنّها عليه خيلا ورجالا وتمثّل بشعر المتلمّس :

ولن يقيم على خسف يراد به     إلاّ الأذلاّن عير الحيّ والوتد

هذا على الخسف مربوط برمّته وذا يشجّ فلا يبكي له أحد

 وقال أبو سفيان :

وأضحت قريش بعد عزّ ومنعة  خضوعا لتيم لا بضرب القواضب

فيا لهف نفسي للذي ظفرت به   وما زال منها فائزا بالرغائب

 ولم يكن موقف أبي سفيان متّسما بالإخلاص والولاء للإمام فهو العدوّ الأوّل للإسلام وللمسلمين ولم تكن تخفى على الإمام دوافعه فلم يستجب له ونهره وأغلظ له في القول قائلا : والله! ما أردت بهذا إلاّ الفتنة وإنّك والله! طالما بغيت للإسلام شرّا لا حاجة لنا في نصيحتك .

وراح أبو سفيان يشتدّ لإثارة الفتنة بين المسلمين ويدعو الإمام إلى إعلان الثورة على حكومة أبي بكر وكان ينشد هذه الأبيات :

بني هاشم لا تطمعوا النّاس فيكم  ولا سيّما تيم بن مرّة أو عدي

فما الأمر إلاّ فيكم وإليكم وليس لها إلاّ أبو حسن علي

أبا حسن فأشدد بها كفّ حازم    فإنّك بالأمر الذي يرتجى علي

 ومن المؤكّد أنّه لم تكن معارضة أبي سفيان ناشئة عن إيمان بحقّ الإمام وإخلاص له فإنّه بعيد عن ذلك كلّ البعد وإنّما كانت عواطف كاذبة أراد بها الكيد للإسلام والبغي عليه وتمزيق صفوف المسلمين ولذا أعرض الإمام عنه ولم يعر لكلامه أي اهتمام .

لقد كانت علاقة أبي سفيان بأبي بكر وثيقة للغاية فقد روى البخاري أنّ أبا سفيان اجتاز على جماعة من المسلمين فيهم أبو بكر وسلمان وصهيب وبلال فقال بعضهم : أما أخذت سيوف الله من عنق عدوّ الله مأخذها؟

فزجرهم أبو بكر قائلا : أتقولون هذا لشيخ قريش وسيّدهم؟

ومضى أبو بكر مسرعا إلى النبيّ (صلى الله عليه واله) فأخبره بمقالة القوم في أبي سفيان فردّ عليه النبي قائلا : يا أبا بكر لعلّك أغضبتهم لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت الله .

ودلّت هذه البادرة على الصلة الوثيقة بينهما كما كانت الصلة وثيقة للغاية بين أبي سفيان وعمر فقد أفرد عمر غرفة في داره فرشها بأحسن فرش ولم يسمح لأحد بالدخول إليها إلاّ لأبي سفيان وقد سئل عن ذلك فقال : هذا شيخ قريش .

وعلى أي حال فقد جهد أبو بكر في استمالة أبي سفيان وكسب عواطفه فقد استعمله عاملا على ما بين آخر الحجاز وآخر حدّ من نجران كما عيّن ولده يزيد واليا على الشام ولم يعيّن أحدا من أعلام المسلمين واليا في هذا المكان الحسّاس ويقول المحلّلون للأخبار إنّ نجم بني أميّة قد علا في أيام حكومة أبي بكر .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.