أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-6-2022
1719
التاريخ: 4-1-2023
1353
التاريخ: 2024-06-12
668
التاريخ: 2024-11-06
207
|
قال تعالى : {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} [يس : 12]
ورد في حديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نزل بأرض قرعاء ، فقال لأصحابه : «ائتوا بحطب ، فقالوا : يا رسول الله ، نحن بأرض قرعاء! قال : فليأت كلّ إنسان بما قدر عليه. فجاؤوا به حتّى رموا بين يديه ، بعضه على بعض ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). هكذا تجمع الذنوب ، ثمّ قال : إيّاكم والمحقّرات من الذنوب ، فإنّ لكلّ شيء طالباً ، ألا وإنّ طالبها يكتب ما قدّموا وآثارهم وكلّ شيء أحصيناه في إمام مبين» (1).
هذا الحديث المؤثّر ، صورة معبّرة عن أنّ تراكم صغائر الذنوب والمعاصي يمكنه أن يولد ناراً عظيمة اللهب.
في حديث آخر ورد أنّ «بني سلمة» كانوا في ناحية المدينة ، فأرادوا النقلة إلى قرب المسجد ، فنزلت هذه الآية { إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} [يس : 12] فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «إنّ آثاركم تكتب» ـ أي خطواتكم التي تخطونها إلى المسجد ، وسوف تثابون عليها ـ فلم ينتقلوا (2).
اتّضح إذاً أنّ مفهوم الآية واسع وشامل ، وله في كلّ من تلك الاُمور التي ذكرناها مصداق.
وقد يبدو عدم إنسجام ما ذكرنا مع ما ورد من «أهل البيت» (عليهم السلام) حول تفسير «إمام مبين» بأمير المؤمنين علي عليه أفضل الصلاة والسلام. كما ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) : «لمّا اُنزلت هذه الآية على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) {وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} [يس : 12] قام أبو بكر وعمر من مجلسهما فقالا : يا رسول الله ، هو التوراة؟ قال : لا ، قالا : فهو الإنجيل؟ قال : لا ، قالا : فهو القرآن؟ قال : لا ، قال : فأقبل أمير المؤمنين علي (عليه السلام) فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : هو هذا ، إنّه الإمام الذي أحصى الله تبارك وتعالى فيه علم كلّ شيء» (3).
وفي تفسير علي بن إبراهيم عن ابن عبّاس عن أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام أنّه قال : «أنا والله الإمام المبين ، أُبيّن الحقّ من الباطل ، ورثته من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)» (4).
فمع أنّ بعض المفسّرين من أمثال «الآلوسي» ، قد إستاء كثيراً من عملية نقل أمثال هذه الروايات من طرق الشيعة ، ونسبهم لذلك إلى عدم المعرفة والإطلاع وعدم التمكّن من التّفسير ، إلاّ أنّه بقليل من الدقّة يتّضح أنّ أمثال هذه الروايات لا تتنافى مع تفسير «الإمام المبين» بـ «اللوح المحفوظ». بلحاظ أنّ قلب الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بالمقام الأوّل ، ثمّ يليه قلب وليّه ، ويعتبران مرآة تعكس ما في اللوح المحفوظ. وإنّ الله سبحانه وتعالى يلهمهم القسم الأعظم ممّا هو موجود في اللوح المحفوظ ، وبذا يصبحان نموذجاً من اللوح المحفوظ ، وعليه فإنّ إطلاق «الإمام المبين» عليهما ليس بالأمر العجيب ، لأنّهما فرع لذلك الأصل ، ناهيك عن أنّ وجود الإنسان الكامل ـ كما نعلم ـ يعتبر عالماً صغيراً ينطوي على خلاصة العالم الكبير ، وطبقاً للشعر المنسوب إلى أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام.
أتزعم أنّك جرم صغير ؟ *** وفيك انطوى العالم الأكبر
والعجيب أنّ «الآلوسي» لا يستبعد هذا التّفسير مع إنكاره للرّوايات السالفة الذكر ، وعلى كلّ حال فليس من شكّ في كون المقصود من «الإمام المبين» هو «اللوح المحفوظ» فإنّ الروايات السالفة الذكر يمكن تطبيقها عليه «دقّق النظر!!».
_______________________
1. تفسير نور الثقلين ، ج4 ، ص378 ، ح25 .
2. تفسير القرطبي ، ج15 ، ص12 ، نقل هذا الحديث عن ابي سعيد الخدري ، كما في صحيح الترمذي وجاء مثله في صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله الانصاري ايضا ، وقد ذكره مفسرون اخرون كالألوسي والفخر الرازي والطبرسي والعلامة الطباطبائي ايضا بتفاوت يسير.
3. معاني الاخبار للصدوق ، ص95 ، (باب معنى الامام ) .
4. تفسير نور الثقلين ، ج4 ، ص379 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|