أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-4-2016
3568
التاريخ: 5-03-2015
4599
التاريخ: 5-4-2016
3797
التاريخ: 6-4-2016
2998
|
من سماسرة معاوية وأعوانه على نشر الظلم والجور سمرة بن جندب الشقي الأثيم فقد سودت جرائمه وجه التأريخ وصحائف السير وقبل التحدث عن سيرته فى زمن ولايته من قبل السلطة الأموية نذكر بإيجاز سيرته أيام النبيّ (صلى الله عليه واله) لقد كان هذا الوغد في زمان النبيّ معروفا بالنفاق والتمرد فقد ذكر الرواة انه زاحم أحد الأنصار في نخل وما أهونها كانت له في بستان ذلك الأنصاري فشكا أمره إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) فاستدعى سمرة فلما مثل بين يديه قال (صلى الله عليه واله) له : بع نخلك من هذا وخذ ثمنه ؛ قال : لا أفعل ؛ فقال له : خذ نخلا مكان نخلك ؛ قال : لا أفعل.
فقال (صلى الله عليه واله) : فاشتر منه بستانه.
قال : لا أفعل ؛ فقا له : فاترك لي هذا ولك الجنة.
قال : لا أفعل ؛ ولما رأى رسول الله (صلى الله عليه واله) عناد سمرة وشره وخبثه وضراوته وإضراره للأنصاري التفت (صلى الله عليه واله) والاستياء بادي عليه إلى الأنصاري قائلا : اذهب فاقطع نخله فانه لا حق له فيه .
وتدل هذه القصة على تمادي سمرة فى الاثم والشقاء وانعدام الانسانية والمثل الكريمة من نفسه فقد ترجاه سيد النبيين وأشرف المخلوقين في حسم النزاع والخصومة وضمن له عوض تلك النخيلات الزهيدة بقعة في الفردوس مقر الأنبياء والصالحين يتنعم فيها فلم يجبه وأصر على تمرده وعصيانه فحرم نفسه السعادة ورضى لها بالشقاء ومن موبقات سمرة ومردياته انه كان يبيع الخمر بعد ما حرمها الإسلام فبلغ عمر بن الخطاب ذلك فقال : قاتل الله سمرة ان رسول الله قال لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فباعوها .
هذا وضع سمرة في غلظته وجفائه وتمرده ولما آل الأمر إلى معاوية استعمله زياد على البصرة نائبا عنه فاسرف في قتل الأبرياء وإزهاق الأنفس بغير حق فقد حدث محمد بن سليم قال سألت أنس بن سيرين : هل كان سمرة قتل أحدا؟
فاندفع أنس بحرارة والتأثر بادى عليه قائلا : وهل يحصى من قتل سمرة بن جندب؟ استخلفه زياد على البصرة وأتى الكوفة فجاء وقد قتل ثمانية آلاف من الناس فقال له يعني زيادا : هل تخاف أن تكون قد قتلت أحدا بريئا!! فانبرى الأثيم معلنا عدم اهتمامه بإراقة دماء المسلمين قائلا : لو قتلت إليهم مثلهم ما خشيت ؛ وقال أبو سوار العدوي : قتل سمرة من قومى في غداة سبعة وأربعين رجلا قد جمع القرآن ؛ وحدّث عوف عن اجرام سمرة قال : أقبل سمرة من المدينة فلما كان عند دور بنى أسد خرج رجل من بعض أزقتهم ففاجأ أول القوم فحمل عليه رجل فأوجرة الحربة عبثا وعتوا قال ثم مضت الخيل فأتى عليه سمرة وهو متشحط بدمه فقال : ما هذا؟.
قال :أصابته أوائل خيل الأمير!! .
فقال : عتوا واستكبارا ؛ قال : إذا سمعتم بنا قد ركبنا فاتقوا أسنتنا وكان هذا الطاغي الظامئ إلى إراقة الدماء يقتل على الظنة والتهمة فقيل له : يا سمرة : ما تقول لربك غدا؟ تؤتى بالرجل فيقال لك هو من الخوارج فتأمر بقتله ثم تؤتى بآخر فيقال لك ليس الذي قتلته بخارجي إنما وجدناه ماضيا في حاجته فشبه علينا وإنما الخارجي هذا فتأمر بقتل الثاني!!
فأجاب سمرة عما انطوت عليه نفسه من الوحشية والإجرام وما طبع عليه من الزيغ والضلال قائلا : وأي بأس في ذلك؟!! إن كان من أهل الجنة مضى إلى الجنة وإن كان من أهل النار مضى إلى النار ؛ وحدث الحسن البصري قال جاء رجل من أهل خراسان إلى البصرة فزكى مالا كان معه في بيت المال وأخذ براءة ثم دخل المسجد فصلى ركعتين فأخذه سمرة واتهمه برأي الخوارج فقدمه فضرب عنقه فنظروا فيما معه فاذا البراءة أي البراءة من فكرة الخوارج بخط بيت المال فاندفع أبو بكرة نحو سمرة وهو منكر عليه قائلا : يا سمرة أما سمعت الله تعالى يقول : {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} [الأعلى: 14، 15]
فقال سمرة : « أخوك -يعني زيادا- أمرني بذلك ؛ وبقى سمرة ملازما لزياد فلما هلك صار بخدمة الأثيم الوغد ابنه عبيد الله فكان مديرا لشرطته واشترك معه في أفظع جريمة سجلها التأريخ وهي : قتل سيد شباب أهل الجنة وريحانة الرسول (صلى الله عليه واله) الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام) فكان يحرض الناس على حربه والخروج إلى قتله ومن اجرامه وموبقاته انه جيء إليه بجمهور من المسلمين فكان يقول للرجل ما دينك؟ فيقول : أشهد أن لا إله إلا الله واني بريء من الحرورية فيأمر به فتضرب عنقه حتى أعدم في جلسة واحدة ما يزيد على عشرين مسلما وما فعل سمرة هذه الموبقات إلا إرضاء لمعاوية وقد قال بعد ما عزله عن ولاية البصرة : لعن الله معاوية والله لو أطعت الله كما أطعت معاوية ما عذبني أبدا ؛ ومهما يكن من شيء فان هذه الفظائع التي صدرت من سمرة تدل نفس تجردت منها الإنسانية والرحمة وتمادت فى العقوق والإجرام والشر .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|