المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



سفر معاوية الثاني الى يثرب  
  
3217   04:20 مساءاً   التاريخ: 6-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسن دراسة وتحليل
الجزء والصفحة : ج2 ، ص441-444
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-03-2015 2905
التاريخ: 6-4-2016 3412
التاريخ: 6-4-2016 3168
التاريخ: 6-4-2016 2779

لما رأى معاوية أن خيار الصحابة وأبناء المهاجرين والأنصار لم يستجيبوا لدعوته وأصروا على رفض بيعة يزيد سافر مرة أخرى الى يثرب وقد أحاط نفسه بالقوى العسكرية ليرغم الجبهة المعارضة على الاستجابة له وفي اليوم الثاني من قدومه أرسل الى الإمام الحسين والى عبد الله بن عباس وسبق ابن عباس فأجلسه معاوية عن يساره وشاغله بالحديث حتى أقبل الحسين (عليه السلام) فأجلسه عن يمينه وسأله عن بني الحسن وعن أسنانهم فاخبره بذلك وخطب معاوية خطبة أشاد فيها بيزيد وذكر علمه بالقرآن والسنة وحسن سياسته ثم دعاهم الى بيعته والى الاستجابة لقوله.

قام أبي الضيم بعد خطاب معاوية فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد : يا معاوية فلن يؤدي القائل وإن أطنب في صفة الرسول (صلى الله عليه واله) من جميع جزءا وقد فهمت ما لبست به الخلف بعد رسول الله (صلى الله عليه واله) من ايجاز الصفة والتنكب عن استبلاغ النعت وهيهات هيهات يا معاوية فضح الصبح فحمة الدجى وبهرت الشمس أنوار السرج ولقد فضلت حتى أفرطت واستأثرت حتى أجحفت ومنعت حتى بخلت وجرت حتى جاوزت ما بذلت لذي حق من اسم حقه من نصيب حتى أخذ الشيطان حظه الأوفر ونصيبه الأكمل ؛ وفهمت ما ذكرته عن يزيد من اكتماله وسياسته لأمّة محمد تريد أن توهم الناس في يزيد كأنك تصف محجوبا أو تنعت غائبا أو تخبر عما كان مما احتويته بعلم خاص وقد دل يزيد من نفسه على موقع رأيه فخذ ليزيد فيما أخذ به من استقرائه الكلاب المهارشة عند التحارش والحمام السبّق لأترابهن والقيان ذوات المعازف وضروب الملاهي تجده ناصرا ؛ ودع عنك ما تحاول!! فما أغناك أن تلقي الله بوزر هذا الخلق بأكثر مما أنت لاقيه فو الله ما برحت تقدح باطلا في جور وحنقا في ظلم حنى ملأت الأسقية وما بينك وبين الموت إلا غمضة فتقدم على عمل محفوظ في يوم مشهود ولات حين مناص ورأيتك عرضت بنا بعد هذا الأمر ومنعتنا عن آبائنا تراثا ولقد لعمر الله أورثنا الرسول (صلى الله عليه واله) ولادة وجئت لنا بها ما حججتم به القائم عند موت الرسول فاذعن للحجة بذلك ورده الإيمان الى النصف فركبتم الأعاليل وفعلتم الأفاعيل وقلتم كان ويكون حتى أتاك الأمر يا معاوية من طريق كان قصدها لغيرك فهناك فاعتبروا يا اولي الأبصار ؛ وذكرت قيادة الرجل القوم بعهد رسول الله (صلى الله عليه واله) وتأميره له وقد كان ذلك ولعمرو بن العاص يومئذ فضيلة بصحبة الرسول وبيعته له وما صار لعمر الله يومئذ مبعثهم حتى أنف القوم إمرته وكرهوا تقديمه وعدوا عليه أفعاله فقال (صلى الله عليه واله) : لا جرم معشر المهاجرين لا يعمل عليكم بعد اليوم غيري فكيف تحتج بالمنسوخ من فعل الرسول فى أوكد الأحكام وأولاها بالمجتمع عليه من الصواب؟ أم كيف صاحبت بصاحب تابعا وحولك من لا يؤمن في صحبته ولا يعتمد فى دينه وقرابته وتتخطاهم الى مسرف مفتون تريد أن تلبس الناس شبهة يسعد بها الباقي فى دنياه وتشقى بها في آخرتك إن هذا لهو الخسران المبين واستغفر الله لي ولكم.

وذهل معاوية فنظر الى ابن عباس فقال له : ما هذا يا ابن عباس؟؟ فأجابه قائلا : لعمر الله إنها لذرية الرسول وأحد أصحاب الكساء ومن البيت المطهر قاله عما تريد فإن لك في الناس مقنعا حتى يحكم الله بأمره وهو خير الحاكمين  .

وانصرف الإمام (عليه السلام) وترك الأسى يحر في نفس معاوية واعتمد معاوية بعد ذلك على جميع وسائل العنف والإرهاب فقد روى المؤرخون أنه لما كان في مكة أحضر الإمام الحسين وعبد الله بن الزبير وعبد الرحمن ابن أبي بكر وابن عمر وقال لهم : إني أتقدم إليكم إنه قد أعذر من أنذر إني كنت أخطب فيكم فيقوم إليّ القائم منكم فيكذبني على رءوس الناس فأحمل ذلك وأصفح. وإني قائم بمقالة فأقسم بالله لئن ردّ عليّ أحدكم كلمة فى مقامي هذا لا ترجع إليه كلمة غيرها حتى يسبقها السيف الى رأسه فلا يبقينّ رجل إلا على نفسه! ودعا صاحب حرسه بحضورهم فقال له : أقم على رأس كل رجل من هؤلاء رجلين ومع كل واحد سيف فان ذهب رجل يردّ عليّ كلمة بتصديق أو تكذيب فليضرباه بسيفيهما؟! وخرج وخرجت الجماعة معه فنزى على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : إن هؤلاء الرهط سادة المسلمين وخيارهم لا يبتز أمر دونهم ولا يقضى إلا عن مشورتهم وانهم قد رضوا وبايعوا يزيد فبايعوا على اسم الله.

وبهذه الوسائل الرهيبة والكذب السافر حمل معاوية المسلمين على بيعة يزيد وقد انتهك بذلك الحرمات والقى المسلمين فى الفتن والبلاء.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.