أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-03-2015
2905
التاريخ: 6-4-2016
3412
التاريخ: 6-4-2016
3168
التاريخ: 6-4-2016
2779
|
لما رأى معاوية أن خيار الصحابة وأبناء المهاجرين والأنصار لم يستجيبوا لدعوته وأصروا على رفض بيعة يزيد سافر مرة أخرى الى يثرب وقد أحاط نفسه بالقوى العسكرية ليرغم الجبهة المعارضة على الاستجابة له وفي اليوم الثاني من قدومه أرسل الى الإمام الحسين والى عبد الله بن عباس وسبق ابن عباس فأجلسه معاوية عن يساره وشاغله بالحديث حتى أقبل الحسين (عليه السلام) فأجلسه عن يمينه وسأله عن بني الحسن وعن أسنانهم فاخبره بذلك وخطب معاوية خطبة أشاد فيها بيزيد وذكر علمه بالقرآن والسنة وحسن سياسته ثم دعاهم الى بيعته والى الاستجابة لقوله.
قام أبي الضيم بعد خطاب معاوية فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد : يا معاوية فلن يؤدي القائل وإن أطنب في صفة الرسول (صلى الله عليه واله) من جميع جزءا وقد فهمت ما لبست به الخلف بعد رسول الله (صلى الله عليه واله) من ايجاز الصفة والتنكب عن استبلاغ النعت وهيهات هيهات يا معاوية فضح الصبح فحمة الدجى وبهرت الشمس أنوار السرج ولقد فضلت حتى أفرطت واستأثرت حتى أجحفت ومنعت حتى بخلت وجرت حتى جاوزت ما بذلت لذي حق من اسم حقه من نصيب حتى أخذ الشيطان حظه الأوفر ونصيبه الأكمل ؛ وفهمت ما ذكرته عن يزيد من اكتماله وسياسته لأمّة محمد تريد أن توهم الناس في يزيد كأنك تصف محجوبا أو تنعت غائبا أو تخبر عما كان مما احتويته بعلم خاص وقد دل يزيد من نفسه على موقع رأيه فخذ ليزيد فيما أخذ به من استقرائه الكلاب المهارشة عند التحارش والحمام السبّق لأترابهن والقيان ذوات المعازف وضروب الملاهي تجده ناصرا ؛ ودع عنك ما تحاول!! فما أغناك أن تلقي الله بوزر هذا الخلق بأكثر مما أنت لاقيه فو الله ما برحت تقدح باطلا في جور وحنقا في ظلم حنى ملأت الأسقية وما بينك وبين الموت إلا غمضة فتقدم على عمل محفوظ في يوم مشهود ولات حين مناص ورأيتك عرضت بنا بعد هذا الأمر ومنعتنا عن آبائنا تراثا ولقد لعمر الله أورثنا الرسول (صلى الله عليه واله) ولادة وجئت لنا بها ما حججتم به القائم عند موت الرسول فاذعن للحجة بذلك ورده الإيمان الى النصف فركبتم الأعاليل وفعلتم الأفاعيل وقلتم كان ويكون حتى أتاك الأمر يا معاوية من طريق كان قصدها لغيرك فهناك فاعتبروا يا اولي الأبصار ؛ وذكرت قيادة الرجل القوم بعهد رسول الله (صلى الله عليه واله) وتأميره له وقد كان ذلك ولعمرو بن العاص يومئذ فضيلة بصحبة الرسول وبيعته له وما صار لعمر الله يومئذ مبعثهم حتى أنف القوم إمرته وكرهوا تقديمه وعدوا عليه أفعاله فقال (صلى الله عليه واله) : لا جرم معشر المهاجرين لا يعمل عليكم بعد اليوم غيري فكيف تحتج بالمنسوخ من فعل الرسول فى أوكد الأحكام وأولاها بالمجتمع عليه من الصواب؟ أم كيف صاحبت بصاحب تابعا وحولك من لا يؤمن في صحبته ولا يعتمد فى دينه وقرابته وتتخطاهم الى مسرف مفتون تريد أن تلبس الناس شبهة يسعد بها الباقي فى دنياه وتشقى بها في آخرتك إن هذا لهو الخسران المبين واستغفر الله لي ولكم.
وذهل معاوية فنظر الى ابن عباس فقال له : ما هذا يا ابن عباس؟؟ فأجابه قائلا : لعمر الله إنها لذرية الرسول وأحد أصحاب الكساء ومن البيت المطهر قاله عما تريد فإن لك في الناس مقنعا حتى يحكم الله بأمره وهو خير الحاكمين .
وانصرف الإمام (عليه السلام) وترك الأسى يحر في نفس معاوية واعتمد معاوية بعد ذلك على جميع وسائل العنف والإرهاب فقد روى المؤرخون أنه لما كان في مكة أحضر الإمام الحسين وعبد الله بن الزبير وعبد الرحمن ابن أبي بكر وابن عمر وقال لهم : إني أتقدم إليكم إنه قد أعذر من أنذر إني كنت أخطب فيكم فيقوم إليّ القائم منكم فيكذبني على رءوس الناس فأحمل ذلك وأصفح. وإني قائم بمقالة فأقسم بالله لئن ردّ عليّ أحدكم كلمة فى مقامي هذا لا ترجع إليه كلمة غيرها حتى يسبقها السيف الى رأسه فلا يبقينّ رجل إلا على نفسه! ودعا صاحب حرسه بحضورهم فقال له : أقم على رأس كل رجل من هؤلاء رجلين ومع كل واحد سيف فان ذهب رجل يردّ عليّ كلمة بتصديق أو تكذيب فليضرباه بسيفيهما؟! وخرج وخرجت الجماعة معه فنزى على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : إن هؤلاء الرهط سادة المسلمين وخيارهم لا يبتز أمر دونهم ولا يقضى إلا عن مشورتهم وانهم قد رضوا وبايعوا يزيد فبايعوا على اسم الله.
وبهذه الوسائل الرهيبة والكذب السافر حمل معاوية المسلمين على بيعة يزيد وقد انتهك بذلك الحرمات والقى المسلمين فى الفتن والبلاء.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|