المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05

حقوق الطلاّب
26-9-2016
ثلاثيات دوبرينير
2024-02-22
اعادة نظر Box and Whisker Plot
10-9-2017
علي أكبر بن محسن بن عبد اللّه الأردبيلي
26-7-2016
خلع المقـتدر
17-10-2017
نشأة النحو
27-03-2015


فزع العراقيين  
  
3381   12:49 صباحاً   التاريخ: 6-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسن دراسة وتحليل
الجزء والصفحة : ج2 ، ص71-76
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / قضايا عامة /

حينما أذيع خبر توجهه وبلوغ معاوية اليهم عم العراقيين الذعر والخوف ولما علم الإمام بتوجهه أمر بعض أصحابه أن ينادى فى العاصمة الصلاة جامعة ويقصد بذلك جمع الناس فى جامع البلد فنودي بذلك وما هي إلا فترة يسيرة من الزمن حتى اكتظ الجامع بالجماهير الحاشدة فخرج (عليه السلام) فاعتلى المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد : فان الله كتب الجهاد على خلقه وسماه كرها ثم قال لأهل الجهاد : اصبروا إن الله مع الصابرين فلستم أيها الناس نائلين ما تحبون إلا بالصبر على ما تكرهون انه بلغنى أن معاوية بلغه أنا كنا أزمعنا على المسير إليه فتحرك لذلك اخرجوا رحمكم الله الى معسكركم في النخيلة حتى ننظر وتنظرون ونرى وترون , ولما أنهى (عليه السلام) خطابه وجم الحاضرون وأخرست ألسنتهم واصفرّت ألوانهم كأنهم قد سيقوا الى الموت فلم يجب الإمام أحد منهم كل ذلك لخوفهم من أهل الشام وحبهم للسلم وإيثارهم للعافية وكان هذا التخاذل في بداية الدعوة الى جهاد العدو ينذر بالخطر ويدعو الى التشاؤم واليأس من صلاحهم , ولما رأى الصحابي العظيم والحازم اليقظ عدي بن حاتم سكوت الجماهير وعدم اجابتهم للإمام غاظه ذلك والتاع أشد اللوعة فانبرى إليهم منكرا سكوتهم وتخاذلهم المفضوح قائلا بنبرات تقطر حماسا وعزما : أنا عدي بن حاتم سبحان الله ما أقبح هذا المقام!!! ألا تجيبون إمامكم وابن بنت نبيكم؟ أين خطباء المصر الذين ألسنتهم كالمخاريق في الدعة فاذا جد الجد راوغوا كالثعالب أما تخافون مقت الله ولا عيبها وعارها ؛ ثم التفت الى الإمام مظهرا له الطاعة والامتثال قائلا : أصاب الله بك المراشد وجنبك المكاره ووفقك لما يحمد ورده وصدره قد سمعنا مقالتك وانتهينا الى أمرك وسمعنا لك وأطعنا فيما قلت ورأيت ؛ ثم أظهر الى المجتمع عزمه على الخروج لحرب معاوية فورا قائلا : وهذا وجهي الى معسكرنا فمن أحب أن يوافي فليواف ؛ ثم خرج من المسجد وكانت دابته بالباب فركبها وخرج وحده من دون أن يلتحق به أحد وأمر غلامه أن يلحقه بما يصلحه فانتهى الى النخيلة فعسكر بها وحده ؛ وهكذا اضطرب غيظا وموجدة كل من الزعيم قيس بن سعد بن عبادة ومعقل بن قيس الرياحي وزياد بن صعصعة التميمي لما رأوا سكوت الجماهير وعدم إجابتهم بشيء فلاموهم على هذا التخاذل وبعثوا فيهم روح النشاط الى حرب عدوهم ومناجزته ثم التفتوا الى الامام وكلموه بمثل كلام عدي فى الانقياد والطاعة والامتثال لأمره فشكرهم الامام على موقفهم المشرف وأثنى على شعورهم الطيب قائلا : ما زلت أعرفكم بصدق النية والوفاء والنصيحة فجزاكم الله خيرا ؛ وخرج الامام (عليه السلام) من فوره لرد العدوان الأموي واستخلف فى عاصمته المغيرة بن نوفل بن الحرث وأمره بحثّ الناس الى الجهاد واشخاصهم إليه فى النخيلة وطوى (عليه السلام) البيداء بجيشه الجرار المتخاذل حتى انتهى الى النخيلة فاستقام فيها فنظم جيشه ثم ارتحل عنها وسار حتى انتهى الى دير عبد الرحمن فأقام به ثلاثة أيام ليلتحق به المتخلفون من جنده وعنّ له أن يرسل مقدمة جيشه للاستطلاع على حال العدو وإيقافه فى محله لا يتجاوزه الى آخر واختار الى مقدمته خلّص أصحابه من الباسلين والماهرين وكان عددهم اثنى عشر الفا واعطى القيادة العامة الى ابن عمه عبيد الله بن العباس وقبل أن تتحرك هذه الفصيلة من الجيش دعا الامام قائدها العام عبيد الله فزوده بهذه الوصية القيّمة وهي : يا ابن العم! إني باعث معك اثنى عشر ألفا من فرسان العرب وقراء المصر الرجل منهم يزيد الكتيبة فسر بهم وألن لهم جانبك وابسط لهم وجهك وافرش لهم جناحك وادنهم من مجلسك فانهم بقية ثقات أمير المؤمنين وسر بهم على شط الفرات ثم امضي حتى تستقبل بهم معاوية فان أنت لقيته فاحتبسه حتى آتيك فاني على أثرك وشيكا وليكن خبرك عندي كل يوم وشاور هذين قيس بن سعد وسعيد بن قيس وإذا لقيت معاوية فلا تقاتله حتى يقاتلك فان فعل فقاتله وإن أصبت فقيس بن سعد على الناس فان اصيب فسعيد بن قيس على الناس ؛ وحفلت هذه الوصية بما يلي :

1 ـ إنها دلت على اطلاعه الوافر في تدبير شئون الدولة فان التوصية بالجيش بهذا اللون المشتمل على العطف والحنان والاطراء عليه بمثل هذا الثناء من أنهم بقية ثقات أمير المؤمنين والزام القيادة العامة باللين والبسط مما يزيد الجيش اخلاصا وإيمانا بدولته ومن الطبيعى ان الجيش إذا أخلص لحكومته وآمن بسياستها ثبتت قواعدها وظفرت بسياج حصين يمنع عنها العدوان الخارجي ويقيها من الشر والفتن الداخلية ويوجب لها المزيد من الهدوء والاستقرار.

2 ـ وأما أمره أن لا يعتدي عبيد الله على معاوية ولا يناجزه الحرب حتى يكون هو المبتدي فليس ذلك لأن معاوية من مصاديق قوله تعالى : {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [البقرة: 190] , فان معاوية لم يبق وليجة للاعتداء إلا سلكها فقد اعتدى في تخلفه عن بيعة أمير المؤمنين ومحاربته له في صفين وفي بعثه السفاح بسر بن أبي أرطاة وفعله بأمره ما فعل من المنكرات ولم يزل معتديا وخارجا على الاسلام الى حين وفاة أمير المؤمنين ولكن إنما أمر الحسن (عليه السلام) أن لا يبتدئ عبيد الله بحربه لسد مراوغاته حتى لا يستطيع أن يدعي أنه ما جاء للحرب وإنما جاء للتداول في اصلاح أمر المسلمين.

3 ـ ونصت وصية الامام على الزام عبيد الله بمشاورة قيس بن سعد وسعيد بن قيس وترشيحهما للقيادة من بعده وفي ذلك الفات منه الى الجيش ان أمره المتبع هو المقرون بمشاورة الرجلين كما فيه توثيق لهما والحق انه لم يكن في جيش الامام من يضارعهما في نزعاتهما الخيرة وفي ولائهما لأهل البيت (عليهم السلام) وأعظم بهما شأنا أنهما نالا ثقة الامام واهتمامه .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.