المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



 مكانة الامام الحسن ( عليه السّلام ) لدى العلماء والمؤرّخين  
  
1556   03:21 مساءً   التاريخ: 1-6-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 4، ص30-32
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام) /

أ - قال الحافظ أبو نعيم الإصبهاني - وهو من أعلام القرن الخامس - عن الإمام الحسن المجتبى : سيّد الشباب ، والمصلح بين الأقارب والأحباب ، شبه رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) وحبيبه ، سليل الهدى ، وحليف أهل التقى ، خامس أهل الكساء ، وابن سيّدة النساء ، الحسن بن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنهما[1]

ب - وقال ابن عبدالبرّ عنه : لا أسود ممّن سمّاه رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) سيّدا ، وكان رحمة اللّه عليه حليما ورعا فاضلا ، دعاه ورعه وفضله إلى أن ترك الملك والدنيا رغبة فيما عند اللّه ، وقال : واللّه ما أحببت منذ علمت ما ينفعني وما يضرّني أن آلى أمر أمّة محمد ( صلّى اللّه عليه وآله ) على أن يهراق في ذلك محجمة دم[2].

و - وقال الحافظ ابن كثير الدمشقي عنه : وقد كان الصدّيق يجلّه ويعظّمه ويكرمه ويحبّه ويتفدّاه وكذلك ابن الخطاب ، وكان ابن عباس يأخذ الركاب للحسن والحسين إذا ركبا ويرى هذا من النعم عليه ، وكانا إذا طافا بالبيت يكاد الناس يحطّمونها مما يزدحمون عليهما للسلام عليهما[3].

د - وقال الحافظ ابن عساكر الشافعي عنه : هو سبط رسول اللّه وريحانته وأحد سيّدي شباب أهل الجنة . . .[4].

ه - وقال الحافظ السيوطي : سبط رسول اللّه وريحانته وآخر الخلفاء بنصّه . . . وهو خامس أهل الكساء . . .[5].

و - وعن محمد بن إسحاق : أنه ما بلغ أحد من الشرف بعد رسول اللّه ما بلغ الحسن[6] ، كان يبسط له على باب داره ، فإذا خرج وجلس انقطع الطريق ، فما يمرّ أحد من خلق اللّه إجلالا له ، فإذا علم قام ودخل بيته فمرّ الناس ، ولقد رأيته في طريق مكة ماشيا فما من خلق اللّه أحد رآه إلّا نزل ومشى ، وحتى رأيت سعد بن أبي وقّاص يمشي[7].

ز - وقال محمد بن طلحة الشافعي عنه : كان اللّه قد رزقه الفطرة الثاقبة في ايضاح مراشد ما يعانيه ، ومنحه النظرة الصائبة لإصلاح قواعد الدين ومبانيه ، وخصّه التي درّت لها أخلاق مادتها بصور العلم ومعانيه[8].

ح - وقال سبط ابن الجوزي عنه : كان من كبار الأجواد ، وله الخاطر الوقّاد ، وكان رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) يحبّه حبّا شديدا[9].

ط - وقال عنه ابن الأثير : وهو سيّد شباب أهل الجنة ، وريحانة النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) وشبيهه ، سمّاه النبيّ الحسن . . . وهو خامس أهل الكساء[10].

 

[1] أخبار إصبهان : 1 / 44 ، طبعة ليدن سنة 1931 .

[2] الاستيعاب : 1 / 385 ، طبعة مصر 1380 .

إنّ الملك والحكم إذا كان لإقامة حكم اللّه في الأرض فلا يكون تركه زهدا وورعا ، وإنما تنازل الإمام عن الملك لأنّ مسؤولية الإمام الشرعية كانت تتطلب ذلك في تلك الظروف .

[3] البداية والنهاية : 8 / 37 طبعة مصر - 135 .

[4] مختصر تاريخ دمشق : 7 / 5 .

[5] تاريخ الخلفاء : 73 .

[6] راجع المناقب لابن شهرآشوب : 2 / 148 .

[7] الحسن المجتبى : 139 نقلا عن المناقب : 2 / 148 .

[8] مطالب السؤول : 65 .

[9] تذكرة الخواص : 111 .

[10] أسد الغابة : 2 / 9 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.