المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05

مفهوم الرقابة : Concept of Controlling
28-4-2016
auxiliary (adj./n.) (aux, AUX)
2023-06-08
القوى المحركة- القوى المحركة الالية- المحرك البخاري
2-8-2022
علاقة الجغرافيا بالخدمات
6-2-2021
Peptide bond
25-8-2021
مكافحة آفات المخازن بالغازات السامة
12-12-2015


ذكاء وعبقرية الامام الحسن  
  
4499   04:40 مساءاً   التاريخ: 6-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسن دراسة وتحليل
الجزء والصفحة : ج1 ، ص59-61
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام) /

مما لا شبهة فيه أن للتربية الصالحة أهمية كبرى في تكوين الطفل وتنمية مداركه كما أن سلوك الوالدين لهما الأثر الفعال في نمو ذكائه وفي سلوكه العام وطفولة الامام الحسن (عليها السلام) قد التقت بها جميع هذه العناصر الحية فالرسول (صلى الله عليه واله) تولى تربية سبطه وافاض عليه بمكرمات نفسه والامام أمير المؤمنين (عليها السلام) غذاه بحكمه ومثله والعذراء القديسة أفضل بنات حواء قد غرست في نفس وليدها الفضيلة والكمال وبذلك سمت طفولته فكانت مثالا للتكامل الانساني وعنوانا للسمو والتهذيب ورمزا للذكاء والعبقرية ؛ لقد ذهب بعض علماء النفس إلى أن الطفل في اصغر ما يلزمه من العادات وفي أهم الخصائص العقلية والخلقية وفي الموقف العام الذي يقفه من الناس وفي وجهة النظر العامة التي ينظر بها إلى الحياة أو العمل في كل هذه الأشياء مقلد إلى حد كبير وقد يكون التقليد أحيانا شعوريا مقصودا ولكنه في أغلب الحالات يكون لا شعوريا فاذا منح الطفل بتقليده الأشخاص المهذبين ظل متأثرا بأخلاقهم وعواطفهم وإن هذا التأثير في أول الأمر يعتبر تقليدا ولكنه سرعان ما يصبح عادة والعادة طبيعة ثانية والتقليد هو أحد الطريقين اللذين تكتسب بهما الخصائص الفردية وتتكون بهما الأخلاق الشخصية .

إن الامام الحسن (عليه السلام) على ضوء هذا الرأي هو الفرد الاول في خصائصه العقلية والخلقية لأنه نشأ في بيت الوحي وتربى في مدرسة التوحيد وشاهد جده الرسول (صلى الله عليه واله) الذي هو اكمل انسان ضمه هذا الوجود يقيم في كل فترة من الزمن صروحا للعدل ويشيد دعائم الفضيلة والكمال قد وسع الناس بأخلاقه وجمعهم على كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة فتأثر السبط بذلك وانطلق يسلك خطى جده في نصح الناس وارشادهم فقد اجتاز مع أخيه سيد الشهداء (عليها السلام) وهما في دور الطفولة على شيخ لا يحسن الوضوء فلم يدعهما السمو في النفس وحب الخير للناس أن يتركا الشيخ على حاله لا يحسن وضوءه فاحدثا نزاعا صوريا أمامه وجعل كل منهما يقول للآخر : أنت لا تحسن الوضوء والتفتا إلى الشيخ بأسلوب هادئ وجعلاه حاكما بينهما قائلين له : يا شيخ يتوضأ كل واحد منا أمامك وانظر أي الوضؤين أحسن؟ فتوضآ أمامه وجعل الشيخ يمعن في ذلك فتنبه إلى قصوره والتفت إلى تقصيره من دون أن يأنف فقال لهما : كلاكما يا سيدي : تحسنان الوضوء ولكن هذا الشيخ الجاهل هو الذي لا يحسن وقد تعلم الآن منكما وتاب على يديكما , وهذه البادرة ترينا بوضوح ان اتجاه الرسول (صلى الله عليه واله) في هداية الناس بالطرق السليمة والاخلاق الرفيعة قد انطبعت في ذهن الامام الحسن (عليه السلام) وهو في دور الصبا حتى صارت من خصائصه ومن طبائعه لقد ذهب بعض علماء النفس إلى وراثة الخلق الفردي وان لها أثرا مهما في تكوين اخلاق الشخص وأنها لا تقل أهمية عن التقليد يقول هكسلي » : ما من أثر أو خاصة لكائن عضوي الا ويرجع كلها الى الوراثة أو إلى البيئة فالتكوين الوراثي يضع الحدود لما هو محتمل والبيئة تقرر أن هذا الاحتمال سيتحقق فالتكوين الوراثي ليس الا القدرة على التفاعل مع أية بيئة بطريق خاص .

وقد أيد هذه النظرية جنجز فقال : إن كل انسان لديه قوى موروثة كامنة ولكن اظهار أية واحدة يقف على الظروف التي تحيط بهذه القوى عند نموها , وقاعدة الوراثة تقضى ان الامام الحسن (عليها السلام) في طليعة من ظفر بهذه الظاهرة فقد ورث ما استقر في نفس جده (صلى الله عليه واله) من القوى الروحية والثروة الاصلاحية الهائلة يضاف إلى ذلك تأثره بالبيئة الصالحة التي تكونت من أسرته ومن خيار المسلمين وصلحائهم , وملك الامام الحسن (عليها السلام) بمقتضى ميراثه من الذكاء وسمو الادراك ما لا يملكه غيره فقد حدث الرواة عن مدى نبوغه الباكر فقالوا : إنه كان لا يمر عليه شيء إلاّ حفظه وكان يحضر مجلس جده (صلى الله عليه واله) فيحفظ الوحي فينطلق إلى أمه فيلقيه عليها فتحدث به أمير المؤمنين (عليها السلام) فيتعجب ويقول : من أين لك هذا؟!! ؛ فتقول (عليها السلام) : من ولدك الحسن .

واختفى الامام (عليها السلام) في بعض زوايا البيت ليسمع ولده ويقبل الحسن على عادته ليلقي على أمه ما حفظه من آيات الوحي والتنزيل فيرتج عليه ولا يستطيع النطق فتبادر البتول قائلة :

يا بني لما ذا أرتج عليك؟!! يا أماه لا تعجبي مما عراني فان كبيرا يرعاني!! .

وهذه البادرة تدل بوضوح على مدى ادراكه الواسع الذي يبصر به الاشياء من بعيد ويستشف به ما غاب عنه من وراء حجاب.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.