المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05
إجراءات المعاينة
2024-11-05
آثار القرائن القضائية
2024-11-05

فضل التوكل
19/10/2022
ينام أو لا ينام
2-1-2017
المرأة والعفة
2023-06-03
علامات دخول شهر رمضان
2024-10-02
العوامل الأساسية لاقتصاد المعرفة
11-6-2022
تطبيقات البوليمرات الموصلة Applications of conducting polymer
2024-05-11


الشعر الرديء النسج  
  
1461   03:30 مساءً   التاريخ: 18-1-2020
المؤلف : عيار الشعر
الكتاب أو المصدر : ابن طباطبا العلوي
الجزء والصفحة : ص:79-80
القسم : الأدب الــعربــي / النقد / النقد القديم /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-3-2018 11464
التاريخ: 14-08-2015 4644
التاريخ: 1-04-2015 3419
التاريخ: 25-03-2015 3874

 

ومن الأبيات المستكرهة الألفاظ القلقة القوافي، الرديئة النسح فليست تسلم من عيب يلحقها في حشوها أو قوافيها، أو ألفاظها، او معانيها، قول أبي العيال الهذلي:

ذكرتُ أخي فعاودني          صداع الرأسِ والوصب

 

79

 

فذكر الرأس مع الصداع فضل.

وقول أوس بن حجر:

وهم لمقلِّ المالِ أولاد عّلةِ          وإن كان محضاً في العمومة مخولا

فقوله المال مع مقل فضل.

وكقول عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك الخزرجي:

قيدت وقد لان هاديِها وحارِكها        والقلب منها مطار القلب محذور

وكقول الآخر:

ألا حبذا هند وأرض بها هند         وهند أتى من دونها النأي والبعد

فقوله البعد مع ذكر النأي فضل.

وكقول الأعشى:

فرميت غفلة عينهِ عن شأتِه        فأصبتُ حبة قلبِها وطحالها

وقوله:

استأثر اللهُ فالوفاءِ وبالعدل         وأولى الملامة الرجلا

وقول الحطيئة:

قروا جارك العيمان لما جفوته          وقلَّص عن برد الشارب مشافره

أراد شفتيه.

وقول المزرد داعي الزنج:

فما برح الولدان حتى رأيته         على البكرِ يمريه بساقٍ وحافِر

يريد بساق وقدم.

وقول حسان:

وتكلفي اليوم الطويلَ وقد           صرت جنادبه من الظهرِ

أراد بالظهر حر الظهيرة.

وقول المتلمس

إن تسلكي سبلَ الموماةِ منجدةً          ما عاش عمرو، وما عمرت قابوس

 

80

 

أراد ما عاش عمرو وما عمر قابوس.

وقوله:

من القاصرات سجوفُ الحِجال         لم تر شمساً ولا زمهريرا

أراد لم تر شمساً ولا قمراً، ولم يصبها حر ولا برد.

وقول علقمة بن عبدة:

كأنهم صابتْ عليهم ساحبةُ       صواعقُها لطيرهن دبيب

وقوله:

يحملن أترجةً نضح العبير بها        كأن تطيابها في الأنف مشموم

وقول عامر بن الطفيل:

تناولته فاحتل سيفي ذبابة         شرا سيفِهِ العليا وجذَّ المعاصما

وقول خفاف بن ندبة:

إن تعرضي وتضني بالنوالِ لنا         فواصلين إذا واصلت أمثالي

وقول علقمة بن عبدة:

طحابك قلب في الحسان طروب        بعيد الشباب عصر حان مشيب

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.