أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-2-2023
1389
التاريخ: 2023-02-12
1319
التاريخ: 2024-03-10
693
التاريخ: 22-7-2022
1548
|
لطلاّب العلم فضلهم وكرامتهم ، باجتهادهم في تحصيل العِلم ، وحفظ تراثه ، ونقله للأجيال الصاعدة ، ليبقى الرصيد العلمي زاخراً نامياً مدى القرون والأجيال .
من أجل ذلك ، نوّهت أحاديث أهل البيت ( عليهم السلام ) بفضل طلاب العلم ، وشرف أقدارهم وجزيل أجرهم .
فعن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : ( قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : طالب العِلم بين الجهّال كالحيّ بين الأموات ) (1) .
وعن أبي عبد اللّه ، قال : ( قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : مَن سلَك طريقاً يطلب فيه عِلماً ، سلَك اللّه به طريقاً إلى الجنّة , وإنّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العِلم رضاً به ، وإنّه ليستغفر لطالب العلم مَن في السماء ومَن في الأرض حتّى الحوت في البحر , وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر ) (2) .
وعن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) قال : ( قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : ( طلب العِلم فريضة على كلّ مسلمٍ ، ألاّ إنّ اللّه يحبّ بُغاة العلم ) (3) .
وعن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ( قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : العالم والمتعلّم شريكان في الأجر ، للعالم أجران وللمتعلّم أجرٌ ، ولا خيرَ في سِوى ذلك ) (4) .
ومِن الواضح أنّ تلك الخصائص الرفيعة ، والمزايا المشرّفة ، لا ينالها إلاّ طلاّب العلم المخلصون ، المتذرّعون بطلبه إلى تزكية نفوسهم وتهذيب أخلاقهم ، وكسب معرفة اللّه عزَّ وجل وشرف طاعته ورضاه ، فإذا ما تجرّدوا مِن تلك الخصائص والغايات ، حُرِموا تلك المآثر الخالدة ، ولم يجنوا إلاّ المآرب الماديّة الزائلة .
وإليك مجملاً مِن حقوق الطلاّب :
1 - يجدر بأولياء الطلاّب والمعنيّون بتربيتهم وتعليمهم ، أنْ يختاروا لهم أساتذة أكفّاء ، متحلّين بالإيمان وحُسن الخُلق ، ليكونوا قدوةً صالحة ونموذجاً حسناً لتلامذتهم .
فالطالب شديد التأثّر والمحاكاة لأساتذته ومربّيه ، سرعان ما تنعكس في نفسه صفاتهم وأخلاقهم ومِن هنا وجب اختيار المدرّسين المتّصفين بالاستقامة والصلاح .
2 - ومن حقوق الطلاب : أنْ يستشعروا مِن أساتذتهم اللطف والإشفاق ، فيُعامَلون معاملة الأبناء ، ويتفادون جهدهم عن احتقارهم واضطهادهم ؛ لأنّ ذلك يحدث ردّ فعلٍ سيّئٍ فيهم يوشك أنْ ينفّرهم مِن تحصيل العلم .
لذلك كان مِن الحكمة في تهذيب الطلاّب وتشجيعهم على الدرس ، مكافأة المُحسن بالمدح والثناء وزجر المقصّر منهم بالتأنيب والتقريع ، الذي لا يجرح العاطفة ويهدر الكرامة ويُحدث ردّ فعلٍ في الطالب .
انظر كيف يوصي الإمام زين العابدين بالمتعلّمين ، في رسالته الحقوقيّة ، فيقول ( عليه السلام ) : ( وأمّا حقّ رعيتك بالعلم ، فإنّ تعلّم أنّ اللّه عزَّ وجل إنّما جعلك قيّماً لهم فيما أتاك من العلم وفتح لك مِن خزائنه ، فإنْ أحسنت في تعليم الناس ولم تخرق بهم ، ولم تضجر عليهم ، زادك اللّه مِن فضله، وإن أنت منعت الناس علمك أو خرقت بهم عند طلبهم العلم منك ، كان حقّاً على اللّه عزّ وجل أنْ يسلبك العلم وبهاءه ، ويسقط من القلوب محلك ) .
3 - وهكذا يجدر بالأساتذة أنْ يُراعوا استعداد الطالب ومستواه الفكري ، فيتدرّجوا به في مراقي العِلم حسب طاقته ومؤهّلاته الفكريّة ، فلا يطلعونهم على ما يسمو على أفهامهم ، وتقصر عنه مداركهم , مراعين إلى ذلك اتّجاه الطالب ورغبته فيما يختار مِن العلوم ، حيث لا يحسن قسرِه على علم لا يرغب فيه ، ولا يميل إليه .
4 - ويحقّ للطلاّب على أساتذتهم أنْ يتعاهدوهم بالتوجيه والإرشاد ، في المجالات العلميّة وغيرها من آداب السيرة والسلوك ، لينشأ الطلاّب نشأةً مثاليّة ، ويكونوا نموذجاً رائعاً في الاستقامة والصلاح .
وألزم النصائح وأجدرها بالإتّباع ، أنْ يعلم الطالب اللبيب أنّه يجب أنْ تكون الغاية مِن طلب العلم هي - كما أشرنا إليه - تزكية النفس ، وتهذيب الضمير ، والتوصّل إلى شرف طاعة اللّه تعالى ورضاه , وكسب السعادة الأبديّة الخالدة .
فإنْ لم يستهدف الطالب تلك الغايات السامية ، كان ماديّاً هزيل الغاية والمأرب ، لم يستثمر العلم استثماراً واعياً .
وأصدق شاهد على ذلك ، الأُمم المتحضّرة اليوم ، فإنّها رغم سبقها وتفوّقها في ميادين العلم والاكتشاف ، تعيش حياة مزرية مِن تفسّخ الأخلاق ، وتسيّب القِيَم الروحيّة ، وطغيان الشرور فيها لنزعتها الماديّة ، وتجرّدها مِن الدين والأخلاق ، وغدت مِن جرّاء ذلك تتبارى بأفتك الأسلحة للقضاء على خصومها ومنافسيها ، ممّا صيّر العالم بركاناً يُنذر البشريّة بالدمار والهلاك .
هذه لمحات خاطفة من حقوق الأساتذة والطلاّب ، ومَن شاء التوسّع فيها فليرجع إلى ما كتبه علماء الأخلاق في آداب المعلّمين والمتعلّمين ، وحقوق كلٍّ منهما على الآخر .
____________________
1- البحار : م 1 , ص 58 ، عن أمالي الشيخ أبي علي ابن الشيخ الطوسي .
2- الوافي : ج 1 , ص 42 ، عن الكافي .
3- الوافي : ج 1 , ص 36 ، عن الكافي .
4- البحار : م 1 , ص 56 ، عن بصائر الدرجات .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
معهد الكفيل للنطق والتأهيل: أطلقنا برامج متنوعة لدعم الأطفال وتعزيز مهاراتهم التعليمية والاجتماعية
|
|
|