أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-04-2015
1462
التاريخ: 12-10-2014
1767
التاريخ: 18-11-2014
4487
التاريخ: 7-10-2014
6114
|
الحق أنه نعم يجوز ، وخالف اليهود في ذلك وقالوا أن شريعة موسى (عليه السلام) خالدة غير منسوخة ، ولا ينبغي الشك في أنهم لا يقولون بالاستحالة العقلية ، كيف وهي تستلزم القول بعدم مشروعية دين موسى الناسخ للأديان السابقة له ، وإنما ذهبوا إلى ذلك افتراء على موسى بأنه قال : شريعتي مؤبّدة ، إذ العكس صحيح ومأثور عنه وهو البشارة بنبوة نبينا محمد (صلى الله عليه واله وسلم) كما في التوراة وإنجيل برنابا من بشارة عيسى (عليه السلام) أيضا بمجيء نبي من بعده اسمه أحمد (صلى الله عليه واله وسلم).
والتحقيق في باب نسخ الأديان أن الأديان عبارة عن مدارس تربوية تدريجية بحيث تكون كل مدرسة مكملة للأخرى إلى أن وصل الدور إلى آخر مدرسة إلهية صح في موردها نزول قول اللّه العظيم : {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة : 3] وعلى هذا فيكون كل نبي مكملا ومتمما لما أتى به النبي السابق.
ويدل على ما ذكرنا قوله تعالى : {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ } [الشورى : 13] ، وقوله تعالى : {وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ } [البينة : 5] ، وقوله تعالى : {قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} [البقرة : 135] ، وهذه الآيات تدل على أن الشريعة اللاحقة ليست مزيلة للشريعة السابقة على نحو الإطلاق بل مكملة لها ، ولذا نحن نؤمن بأنبياء اللّه وكتبه ورسله ، قال اللّه تعالى : {وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ} [البقرة : 285].
بل لا يعقل نسخ جملة من الأحكام كوجوب الاعتقاد بالمعارف الإلهية الحقة ووجوب العدل وحرمة الظلم.
نعم نسخت بعض الأحكام وإلا فجميع الأديان مشتركة في التوحيد والنبوة والمعاد ، بل الإمامة ، لأنه كان لكل نبي وصي ، فالشرائع إنما هي مدارس إلهية تكاملية إلا بالنسبة إلى جملة من الأحكام التي كانت ذات مصالح زمنية وكانت في أغلبها مشقة اقتضت المصلحة تحميلها على بعض الأمم ، ويدل على ذلك قوله تعالى : {رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا} [البقرة : 286] ، الآية .. وبالجملة ، نسخ الأديان بالمعنى الّذي قلنا من مجيء الشرائع كل تلو الأخرى أمر بديهي ضروري تاريخيا لا مجال لإنكاره ، فاليهود مجازفون في هذه الدعوى التي تكذبها حتى توراتهم المحرفة وقد سمعت أن عيسى (عليه السلام) قد بشر بمجيء نبينا (صلى الله عليه واله وسلم) ، وقال اللّه تعالى : {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} [الصف : 6] وناهيك على ذلك معرفة الأحبار بنبوة نبينا (صلى الله عليه واله وسلم) وعلم الرهبان بسماته وصفاته.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|