المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

القيمة القانونية للشهادة المنفردة
8-2-2022
انشاء بستان المشمش وعمليات خدمة البستان
5-1-2016
الإعجاز التشريعي
6-11-2014
{لقد نصركم الله في مواطن كثيرة }
2024-06-12
محاور التقرير الصحفي 3- الخاتمة
16-10-2019
 Successes in early quantum theory
19-12-2015


حجه ماشيا  
  
5596   04:23 مساءاً   التاريخ: 30-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص227-229.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام) /

الحج إلى بيت اللّه الحرام كان الإمام (عليه السلام) ملازما له لأنه يجد في مواقفه الكريمة انتعاشا لنفسه التي أذابتها كوارث كربلاء و كان (عليه السلام) بحث على الحج و العمرة و ذلك لما يترتب عليهما من الفوائد فقد قال : حجوا و اعتمروا تصح اجسادكم و تتسع ارزاقكم و يصلح إيمانكم و تكفوا مؤونة الناس و مؤونة عيالكم‏ و قال (عليه السلام) الحاج مغفور له و موجوب له الجنة و مستأنف به العمل و محفوظ في أهله و ماله‏ و قال (عليه السلام) : الساعي بين الصفا و المروة تشفع له الملائكة كما كان يدعو إلى تكريم الحجاج إذا قدموا من بيت اللّه الحرام و تبجيلهم فقد قال: استبشروا بالحجاج إذا قدموا و صافحوهم و عظموهم تشاركوهم في الأجر قبل أن تخالطهم الذنوب‏ .

حج الإمام (عليه السلام) غير مرة ماشيا على قدميه كما حج أبوه و عمه الحسن (عليهما السلام) و قد استغرق الوقت في إحدى سفراته إلى البيت عشرين يوما .

و حج (عليه السلام) على ناقته عشرين حجة و كان يرفق بها كثيرا و يقول المؤرخون: أنه ما قرعها بسوط و قال إبراهيم بن علي: حججت مع علي بن الحسين فتلكأت ناقته فأشار إليها بالقضيب ثم رد يده و قال: آه من القصاص و تلكأت عليه مرة أخرى بين جبال رضوى فأراها القضيب و قال: لتنطلقن أو لأفعلن ثم ركبها فانطلقت‏ لقد سمت نفسه إلى هذا المستوى من الرحمة و الرأفة و الرفق بالحيوان فلم يقرع ناقته بسوط و لم يفزعها و يرى أن الاعتداء على الحيوان يتبعه قصاص و مسؤولية في دار الآخرة.

كان الإمام (عليه السلام) إذا أراد السفر إلى بيت اللّه الحرام احتف به القراء و العلماء لأنهم كانوا يكتسبون منه العلوم و المعارف و الحكم و الآداب يقول سعيد بن المسيب أن القراء كانوا لا يخرجون إلى مكة حتى يخرج علي بن الحسين فخرج و خرجنا معه ألف راكب‏ و كانوا يتعلمون منه مسائل الحج و أحكام الدين و سائر شؤون الشريعة الإسلامية إذ لم يكن في عصره من هو أعلم منه بأحكام الكتاب و السنة .

كان الإمام (عليه السلام) يستعد أحسن استعداد و أكمله في سفره إلى الحج أو العمرة فكان يتزود من أطيب الزاد و أثمره من اللوز و السكر و السويق‏ المحمض و المحلى‏ و قد صنعت له في إحدى سفراته أخته السيدة الزكية سكينة زادا نفيسا انفقت عليه ألف درهم إلا أنه لما كان بظهر الحرة أمر بتوزيعه على الفقراء و المساكين فوزع عليهم‏ ؛ إذا انتهى الإمام إلى احدى المواقيت التي يحرم منها كمسجد الشجرة الذي هو ميقات المدنيين و من يجتاز عليه فيأخذ بعمل سنن الاحرام من الغسل و غيره و إذا اراد التلبية عند عقد الإحرام اصفر لونه و اضطرب و لم يستطع أن يلبي فقيل له: ما لك لا تلبي؟ .

فيقول: و قد أخذته الرعدة و الفزع من اللّه: أخشى أن أقول: لبيك فيقال لي: لا لبيك .

و إذا لبى غشي عليه من كثرة خوفه من اللّه و يسقط من راحلته و لا يزال تعتريه هذه الحالة حتى يقضي حجه‏ و روى مالك أن زين العابدين لما أراد أن يقول: لبيك أغمي عليه حتى سقط من ناقته فهشم‏ لقد عرف اللّه معرفة كاملة فهام بحبه و فزع من عقابه و اتجه نحوه بمشاعره و عواطفه شأنه في ذلك شأن آبائه الذين هم سادة المتقين و المنيبين إلى اللّه.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.