المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



الهيبة والعظمة للسجاد في صدور الناس  
  
3272   03:45 مساءً   التاريخ: 20-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص470-471
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام) /

قال عبد الملك بن مروان لما دخل عليه : والله لقد امتلأ ثوبي أو قلبي منه خيفة .

وقال مسرف بن عقبة لقد ملئ قلبي منه رعبا .

وروى أبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء بسنده عن ابن عائشة عن أبيه : حج هشام بن عبد الملك قبل أن يلي الخلافة ، فأجتهد أن يستلم الحجر فلم يمكنه ، وجاء علي بن الحسين فوقف له الناس وتنحوا حتى استلمه . قال : ونصب لهشام منبر فقعد عليه فقال له أهل الشام : من هذا يا أمير ؟ فقال لا أعرفه فقال الفرزدق : لكني أعرفه هذا علي بن الحسين :

هذا ابن خير عباد الله كلهم * هذا التقي النقي الطاهر العلم

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته * والبيت يعرفه والحل والحرم

يكاد يمسكه عرفان راحته * ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم

إذا رأته قريش قال قائلها * إلى مكارم هذا ينتهي الكرم

إن عد أهل التقي كان أئمتهم * أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم

هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله * بجده أنبياء الله قد ختموا

وليس قولك من هذا بضائره * العرب تعرف ما أنكرت والعجم

يغضي حياء ويغضى من مهابته * فلا يكلم إلا حين يبتسم

وروى المفيد في الارشاد بسنده عن أبي جعفر محمد بن إسماعيل قال : حج علي بن الحسين (عليه السلام) فاستجهر الناس وتشوفوا له وجعلوا يقولون من هذا من هذا تعظيما له وإجلالا لمرتبته وكان الفرزدق هناك فانشا يقول :

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته * والبيت يعرفه والحل والحرم

هذا ابن خير عباد الله كلهم * هذا التقي النقي الطاهر العلم

يكاد يمسكه عرفان راحته * ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم

يغضي حياء ويغضى من مهابته * فما كلم إلا حين يبتسم

أي الخلائق ليست في رقابهم * لأولية هذا أو له نعم

من يعرف الله يعرف أولية ذا * فالدين من بيت هذا ناله الأمم

إذا رأته قريش قال قائلها * إلى مكارم هذا ينتهي الكرم

وأورد سبط بن الجوزي في تذكرة الخواص رواية الحلية ولكنه ذكر الأبيات بأكثر مما في الحلية ثم قال : قلت لم يذكر أبو نعيم في الحلية إلا بعض هذه الأبيات والباقي أخذته من ديوان الفرزدق .

ورواها السبكي في طبقات الشافعية بسنده المتصل إلى ابن عائشة عبد الله بن محمد عن أبيه قال : حج هشام بن عبد الملك أو الوليد فطاف بالبيت فجهد أن يصل إلى الحجر فيستلمه فلم يقدر عليه فنصب له منبر وجلس عليه ينظر إلى الناس ومعه أهل الشام إذ أقبل علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وكان من أحسن الناس وجها وأطيبهم أرجا فطاف بالبيت فلما بلغ الحجر تنحى له الناس حتى يستلمه فقال رجل من أهل الشام من هذا الذي قد هابه الناس هذه الهيبة فقال هشام لا أعرفه مخافة أن يرغب فيه أهل الشام وكان الفرزدق حاضرا فقال الفرزدق ولكني أعرفه قال الشامي من هو يا أبا فراس فقال الفرزدق و قد توافقت روايتا سبط بن الجوزي والسبكي إلا في أبيات يسيرة وهذا ما ذكراه :

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته * والبيت يعرفه والحل والحرم

هذا ابن خبر عباد الله كلهم * هذا التقي النقي الطاهر العلم

يكاد يمسكه عرفان راحته * ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم

إذا رأته قريش قال قائلها * إلى مكارم هذا ينتهي الكرم

إن عد أهل التقى كانوا ذوي عدد * أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم

هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله * بجده أنبياء الله قد ختموا

وليس قولك من هذا بضائره * العرب تعرف من أنكرت والعجم

يغضي حياء ويغضي من مهابته * فما يكلم إلا حين يبتسم

ينمى إلى ذروة العز التي قصرت * عنها الأكف وعن إدراكها القدم

من جده دان فضل الأنبياء له * وفضل أمته دانت له الأمم

ينشق نور الهدى عن صبح غرته * كالشمس تنجاب عن إشراقها الظلم

مشتقة من رسول الله نبعته * طابت عناصره والخيم والشيم

الله شرفه قدما وفضله * جرى بذاك له في لوحة القلم

كلتا يديه غياث عم نفعهما * يستوكفان ولا يعروهما العدم

سهل الخليقة لا تخشى بوادره * يزينه اثنان حسن الخلق والكرم

حمال أثقال أقوام إذا فدحوا * رحب الفناء أريب حين يعتزم

ما قال لا قط إلا في تشهده * لولا التشهد كانت لاؤه نعم

عم البرية بالاحسان فانقشعت * عنه الغيابة لا هلق ولا كهم

من معشر حبهم دين وبغضهم * كفر وقربهم ملجأ ومعتصم

لا يستطيع جواد بعد غايتهم * ولا يدانيهم قوم وإن كرموا

هم الغيوث إذا ما أزمة أزمت * والأسد أسد الشري والرأي محتدم

لا ينقص العسر بسطا من أكفهم * سيان ذلك إن أثروا وإن عدموا

يستدفع السوء والبلوى بحبهم * ويسترب به الاحسان والنعم

مقدم بعد ذكر الله ذكرهم * في كل بدء ومختوم به الكلم

يأبى لهم أن يحل الذم ساحتهم * خيم كريم وأيد بالندى هضم

أي الخلائق ليس في رقابهم * لأولية هذا أو له نعم

من يعرف الله يعرف أولية ذا * الدين من بيت هذا ناله الأمم

هذا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فغضب هشام وأمر بحبس الفرزدق بعسفان بين مكة والمدينة فبعث إليه علي بألف دينار فردها وقال : إنما قلت ما قلت غضبا لله ولرسوله فما آخذ عليه أجرا فقال علي : نحن أهل بيت لا يعود إلينا ما أعطينا فقبلها الفرزدق وهجا هشاما فقال :

أ يحسبني بين المدينة والتي * إليها قلوب الناس يهوى منيبها

يقلب رأسا لم يكن رأس سيد * وعينا له حولاء باد عيوبها

فأخبر هشام بذلك فاطلقه .

ومما يعلم أن العز الحقيقي والجاه الصحيح إنما هو للدين والتقوى والعلم لا للملك والقوة والقهر فهذا هشام يحج في خلافة أخيه عبد الملك وبيده القوة والسلطان وحوله وجوه أهل الشام فيروم استلام الحجر الأسود فلا يقدر ولا يعبأ الناس به وبملكه وسلطانه وعلي بن الحسين الذي ليس له سلطان غير سلطان الدين والتقوى والعلم وليس معه خدم ولا حشم يتقدم إلى استلام الحجر فينظر الناس إليه بعين الاجلال والاعظام ويتنحون له عن الحجر حتى يستلمه وفي ذلك عبرة لمن اعتبر .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.