أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-3-2016
3357
التاريخ: 11-04-2015
3376
التاريخ: 11-04-2015
3430
التاريخ: 27/10/2022
1801
|
قال عبد الملك بن مروان لما دخل عليه : والله لقد امتلأ ثوبي أو قلبي منه خيفة .
وقال مسرف بن عقبة لقد ملئ قلبي منه رعبا .
وروى أبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء بسنده عن ابن عائشة عن أبيه : حج هشام بن عبد الملك قبل أن يلي الخلافة ، فأجتهد أن يستلم الحجر فلم يمكنه ، وجاء علي بن الحسين فوقف له الناس وتنحوا حتى استلمه . قال : ونصب لهشام منبر فقعد عليه فقال له أهل الشام : من هذا يا أمير ؟ فقال لا أعرفه فقال الفرزدق : لكني أعرفه هذا علي بن الحسين :
هذا ابن خير عباد الله كلهم * هذا التقي النقي الطاهر العلم
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته * والبيت يعرفه والحل والحرم
يكاد يمسكه عرفان راحته * ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم
إذا رأته قريش قال قائلها * إلى مكارم هذا ينتهي الكرم
إن عد أهل التقي كان أئمتهم * أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم
هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله * بجده أنبياء الله قد ختموا
وليس قولك من هذا بضائره * العرب تعرف ما أنكرت والعجم
يغضي حياء ويغضى من مهابته * فلا يكلم إلا حين يبتسم
وروى المفيد في الارشاد بسنده عن أبي جعفر محمد بن إسماعيل قال : حج علي بن الحسين (عليه السلام) فاستجهر الناس وتشوفوا له وجعلوا يقولون من هذا من هذا تعظيما له وإجلالا لمرتبته وكان الفرزدق هناك فانشا يقول :
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته * والبيت يعرفه والحل والحرم
هذا ابن خير عباد الله كلهم * هذا التقي النقي الطاهر العلم
يكاد يمسكه عرفان راحته * ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم
يغضي حياء ويغضى من مهابته * فما كلم إلا حين يبتسم
أي الخلائق ليست في رقابهم * لأولية هذا أو له نعم
من يعرف الله يعرف أولية ذا * فالدين من بيت هذا ناله الأمم
إذا رأته قريش قال قائلها * إلى مكارم هذا ينتهي الكرم
وأورد سبط بن الجوزي في تذكرة الخواص رواية الحلية ولكنه ذكر الأبيات بأكثر مما في الحلية ثم قال : قلت لم يذكر أبو نعيم في الحلية إلا بعض هذه الأبيات والباقي أخذته من ديوان الفرزدق .
ورواها السبكي في طبقات الشافعية بسنده المتصل إلى ابن عائشة عبد الله بن محمد عن أبيه قال : حج هشام بن عبد الملك أو الوليد فطاف بالبيت فجهد أن يصل إلى الحجر فيستلمه فلم يقدر عليه فنصب له منبر وجلس عليه ينظر إلى الناس ومعه أهل الشام إذ أقبل علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وكان من أحسن الناس وجها وأطيبهم أرجا فطاف بالبيت فلما بلغ الحجر تنحى له الناس حتى يستلمه فقال رجل من أهل الشام من هذا الذي قد هابه الناس هذه الهيبة فقال هشام لا أعرفه مخافة أن يرغب فيه أهل الشام وكان الفرزدق حاضرا فقال الفرزدق ولكني أعرفه قال الشامي من هو يا أبا فراس فقال الفرزدق و قد توافقت روايتا سبط بن الجوزي والسبكي إلا في أبيات يسيرة وهذا ما ذكراه :
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته * والبيت يعرفه والحل والحرم
هذا ابن خبر عباد الله كلهم * هذا التقي النقي الطاهر العلم
يكاد يمسكه عرفان راحته * ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم
إذا رأته قريش قال قائلها * إلى مكارم هذا ينتهي الكرم
إن عد أهل التقى كانوا ذوي عدد * أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم
هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله * بجده أنبياء الله قد ختموا
وليس قولك من هذا بضائره * العرب تعرف من أنكرت والعجم
يغضي حياء ويغضي من مهابته * فما يكلم إلا حين يبتسم
ينمى إلى ذروة العز التي قصرت * عنها الأكف وعن إدراكها القدم
من جده دان فضل الأنبياء له * وفضل أمته دانت له الأمم
ينشق نور الهدى عن صبح غرته * كالشمس تنجاب عن إشراقها الظلم
مشتقة من رسول الله نبعته * طابت عناصره والخيم والشيم
الله شرفه قدما وفضله * جرى بذاك له في لوحة القلم
كلتا يديه غياث عم نفعهما * يستوكفان ولا يعروهما العدم
سهل الخليقة لا تخشى بوادره * يزينه اثنان حسن الخلق والكرم
حمال أثقال أقوام إذا فدحوا * رحب الفناء أريب حين يعتزم
ما قال لا قط إلا في تشهده * لولا التشهد كانت لاؤه نعم
عم البرية بالاحسان فانقشعت * عنه الغيابة لا هلق ولا كهم
من معشر حبهم دين وبغضهم * كفر وقربهم ملجأ ومعتصم
لا يستطيع جواد بعد غايتهم * ولا يدانيهم قوم وإن كرموا
هم الغيوث إذا ما أزمة أزمت * والأسد أسد الشري والرأي محتدم
لا ينقص العسر بسطا من أكفهم * سيان ذلك إن أثروا وإن عدموا
يستدفع السوء والبلوى بحبهم * ويسترب به الاحسان والنعم
مقدم بعد ذكر الله ذكرهم * في كل بدء ومختوم به الكلم
يأبى لهم أن يحل الذم ساحتهم * خيم كريم وأيد بالندى هضم
أي الخلائق ليس في رقابهم * لأولية هذا أو له نعم
من يعرف الله يعرف أولية ذا * الدين من بيت هذا ناله الأمم
هذا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فغضب هشام وأمر بحبس الفرزدق بعسفان بين مكة والمدينة فبعث إليه علي بألف دينار فردها وقال : إنما قلت ما قلت غضبا لله ولرسوله فما آخذ عليه أجرا فقال علي : نحن أهل بيت لا يعود إلينا ما أعطينا فقبلها الفرزدق وهجا هشاما فقال :
أ يحسبني بين المدينة والتي * إليها قلوب الناس يهوى منيبها
يقلب رأسا لم يكن رأس سيد * وعينا له حولاء باد عيوبها
فأخبر هشام بذلك فاطلقه .
ومما يعلم أن العز الحقيقي والجاه الصحيح إنما هو للدين والتقوى والعلم لا للملك والقوة والقهر فهذا هشام يحج في خلافة أخيه عبد الملك وبيده القوة والسلطان وحوله وجوه أهل الشام فيروم استلام الحجر الأسود فلا يقدر ولا يعبأ الناس به وبملكه وسلطانه وعلي بن الحسين الذي ليس له سلطان غير سلطان الدين والتقوى والعلم وليس معه خدم ولا حشم يتقدم إلى استلام الحجر فينظر الناس إليه بعين الاجلال والاعظام ويتنحون له عن الحجر حتى يستلمه وفي ذلك عبرة لمن اعتبر .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|