المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الاستشارة
27-3-2019
Aldol Reactions in Nature
27-11-2019
التشبيهات البعيدة الغلو
19-1-2020
جزئ molecule
14-6-2017
التجربة الأردنية في الخصخصة : استنتاجات وتوجهات للمستقبل
29-8-2021
الوقود النووي سيرمت cermet nuclear fuel
15-4-2018


مصارع الأبرار في كربلاء  
  
3687   11:15 صباحاً   التاريخ: 30-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص162-163.
القسم :


أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-11-2017 3092
التاريخ: 12-4-2016 3567
التاريخ: 11-4-2016 3388
التاريخ: 30-3-2016 4131

[قال باقر شريف القرشي : ] لما فشلت جميع الوسائل التي اتخذها الإمام لصيانة السلم و عدم سفك الدماء أعلن ابن سعد الحرب العامة على الإمام فقد زحف إلى مقربة من معسكر الإمام و أخذ سهما فأطلقه صوب الإمام و هو يصيح: اشهدوا لي عند الأمير اني أول من رمى معسكر الحسين .

لقد طلب الباغي اللئيم من الجيش أن يشهدوا له عند أميره و سيده ابن مرجانة انه أول من رمى معسكر الحق و الكرامة و الشرف و تتابعت السهام كأنها المطر من رماة جيشه على الحسين و أصحابه فلم يبق أحد منهم إلا أصيب بسهم و التفت الإمام إلى أصحابه فقال لهم: قوموا يا كرام فهذه رسل القوم إليكم .

و تقدمت طلائع الحق من أصحاب الإمام إلى ساحة الحرب و بدأت بذلك المعركة بين المعسكرين و هي من أعنف المعارك التي جرت على الأرض , و التحم معسكر الحق مع جيوش الضلال و الباطل و قد تسابق أصحاب‏ الإمام الحسين مع أهل بيته بشوق و رغبة إلى الموت ليظفروا بالنعيم الدائم و قد قادوا بذلك حركة الإيمان و لم تضعف لأي واحد منهم عزيمة الإيمان و قد دللوا بتضحياتهم الهائلة على عظمة الإسلام الذي منحهم تلك الروح الوثابة التي استطاعوا بها- على قلتهم- أن يقابلوا تلك الوحوش الكاسرة و ينزلوا بها أفدح الخسائر.

لقد أبدى أصحاب الحسين و أهل بيته من صنوف البسالة و الشجاعة ما يفوق حد الوصف و الإطراء خصوصا أبا الفضل العباس (عليه السلام) فقد واسى أخاه الحسين و فداه بروحه و ليس في تاريخ الإنسانية في جميع مراحلها أخوة أصدق و لا أنبل و لا أوفى من تلك الأخوة و قد أشاد الإمام زين العابدين (عليه السلام) بها قال (عليه السلام) : رحم الله عمي العباس فلقد آثر و أبلى و فدى أخاه بنفسه حتى قطعت يداه فأبدله الله عز و جل بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة كما جعل لجعفر بن أبي طالب و إن للعباس منزلة عند الله تعالى يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة .

و كان أبو الفضل العباس هو آخر من قتل من اخوة الحسين و قد وقف الإمام (عليه السلام)  على الجثمان المقدس و هو يلفظ شظايا قلبه الذي مزقته الكوارث قائلا: الآن انكسر ظهري و قلت حيلتي ؛ و شعر الإمام بالوحدة و الضيعة بعد فقده لأخيه الذي لم يترك لونا من ألوان البر و المواساة إلا قدمها له .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.