أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-04-2015
5414
التاريخ: 20-10-2015
4090
التاريخ: 11-04-2015
4192
التاريخ: 11-4-2016
3589
|
الإمام السجاد واجه بعد واقعة عاشوراء مفترقاً صعباً، فكان عليه إمّا أن يقوم بثورة عارمة قوية من خلال تحريك عواطف ومشاعر أصحابه وأنصاره، العمل الذي هو أسهل ما يكون لديه وأن يرفع راية العداء والمعارضة ويخلق مأساة مثيرة، ولكن عليه أن ينطفئ مثل السراج ويفسح المجال ليصول ويجول الأمويون في الميادين الفكرية والسياسية، لعدم توفر الظروف المناسبة لحركة كبيرة تحتاج إلى صمود وثبات مثل هذا على مفترق الطرق الصعب أو يضبط المشاعر والعواطف السطحية الساذجة بعمق التفكير والتأمل الكبير ويعدّ المقدمة الضرورية لعمله الضخم هذا، وهي خلق الفكر الرائد والجيش العقائدي للنهوض بالمشروع الأساسي مشروع إحياء الإسلام وخلق مجتمع إسلامي جديد حفاظاً على حياته وحياة الثلة القليلة من أصحابه المعتمد عليهم، ولإبقاء الحضور الدائم في الساحة مادام حياً وما دام هو بعيداً عن العين المترصدة والمرعوبة للجهاز الأموي ومواصلة المعركة لخلق الطبقة الصالحة وإبداع بتعليم الفكر الرائد في الخفاء وبلا هوادة، ثمّ يحاول مواصلة المسير في هذا الدرب الذي هولا شكّ أقرب إلى الهدف ويحيلها إلى الإمام الذي يليه.
لا شكّ انّ الخيار والطريق الأوّل هو طريق الفدائيين والتضحيات، غير انّ القائد المبدئي الذي يمتد تأثير نشاطاته إلى خارج نطاق زمانه الذي يعيش فيه ويشمل حياة التاريخ على طولها لا يكفي أن يكون مضحياً، بل يجب أن يكون متمتعاً بالإضافة إلى التضحية بعمق التفكير وبعده والتروّي والحيطة وهذه هي الظروف التي جعلت الطريق الثاني أمراً محتوماً للإمام.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|