أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-04-2015
3374
التاريخ: 8-04-2015
3715
التاريخ: 28-3-2016
3787
التاريخ: 28-3-2016
3190
|
ابت رحمة الامام وشفقته على أعدائه إلا أن يقوم بإسداء النصيحة لهم ثانيا حتى يستبين لهم الحق ولا يدعي أحد منهم أنه على غير بينة من أمره فانطلق نحوهم وقد نشر كتاب اللّه العظيم واعتم بعمامة جده رسول اللّه (صلى الله عليه واله) ولبس لامته وكان على هيبة تعنو لها الجباه وتغض عنها الابصار فقال لهم , تبا لكم ايتها الجماعة وترحا أحين استصرختمونا والهين فاصرخناكم موجفين سللتم علينا سيفا في ايمانكم و حششتم علينا نارا اقتدحناها على عدونا وعدوكم فأصبحتم إلبا لأعدائكم على اوليائكم بغير عدل افشوه فيكم ولا أمل اصبخ لكم فيهم فهلا لكم الويلات تركتمونا والسيف مشيم والجأش طامن والراي لما يستحصف ولكن اسرعتم إليها كطيرة الدبا وتداعيتم عليها كتهافت الفراش ثم نقضتموها فسحقا لكم يا عبيد الأمة وشذاذ الأحزاب ونبذة الكتاب ومحرفي الكلم وعصبة الاثم ونفثة الشيطان ومطفئ السنن ويحكم أهؤلاء تعضدون!! وعنا تتخاذلون! اجل واللّه غدر فيكم وشجت عليه اصولكم وتأزرت فروعكم فكنتم اخبث ثمرة شجى للناظر واكلة للغاصب الا وان الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة يأبى لنا اللّه ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وطهرت وانوف حمية ونفوس آبية من ان تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام الا واني زاحف بهذه الأسرة على قلة العدد وخذلان الناصر ثم انشد ابيات فروة بن مسيك المرادي :
فان نهزم فهزامون قدما وإن نهزم فغير مهزمينا
وما ان طبنا جبن ولكن منايانا ودولة آخرينا
فقل للشامتين بنا افيقوا سيلقى الشامتون كما لقينا
اذا ما الموت رفع عن اناس بكلكله اناخ بآخرينا
اما واللّه لا تلبثون بعدها الا كريثما يركب الفرس حتى تدور بكم دور الرحى وتقلق بكم قلق المحور عهد عهده إلي ابي عن جدي رسول اللّه (صلى الله عليه واله) فأجمعوا امركم وشركاءكم ثم لا يكن امركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون اني توكلت على اللّه ربي وربكم ما من دابة الا وهو آخذ بناصيتها ان ربي على صراط مستقيم ورفع يديه بالدعاء عليهم قائلا : اللهم احبس عنهم قطر السماء وابعث عليهم سنين كسني يوسف وسلط عليهم غلام ثقيف يسقيهم كأسا مصبرة فانهم كذبونا وخذلونا وأنت ربنا عليك توكلت وإليك المصير .
لقد انفجر الامام بهذا الخطاب كما ينفجر البركان وقد أبدى من صلابة العزم وقوة الارادة ما لم يشاهد مثله وقد حفل خطابه بالنقاط التالية :
أولا : انه أوغل في تأنيبهم بشدة لما أبدوه من التناقض في سلوكهم فقد هبوا إليه يستنجدون ويستغيثون به لينقذهم من ظلم الأمويين وجورهم فلما خف لإنقاذهم انقلبوا عليه وسلوا عليه سيوفهم التي كان من الواجب أن تسل على أعدائهم الذين بالغوا في اذلالهم وارغامهم على ما يكرهون.
ثانيا : انه ابدى أسفه البالغ على دعمهم للحكم الاموي في حين انه لم يبسط فيهم عدلا او يشيع فيهم حقا أو يكون لهم أي أمل أو رجاء فيه.
ثالثا : انه شجب الصفات الماثلة فيهم والتي كانوا بها من احط شعوب الأرض فهم عبيد الامة وشذاذ الأحزاب ونبذة الكتاب وعصبة الاثم إلى غير ذلك من نزعاتهم الشريرة.
رابعا : انه اعلن رفضه الكامل لدعوة الطاغية ابن مرجانة من الاستسلام له فقد اراد له الذل وهيهات أن يرضخ لذلك فقد خلق ليمثل الكرامة الانسانية والمثل العليا فكيف يذعن للدعي ابن الدعي؟
خامسا : انه اعلن تصميمه على الحرب وان يخوض المعركة بأسرته التي مثلت البطولات ومضاء العزيمة والاستهانة بالموت.
سادسا : انه أخبرهم عن مصيرهم بعد قتلهم له فان اللّه سيسلط عليهم من يسقيهم كأسا مصبرة وينزل بهم العذاب الأليم ولم يمض قليل من الوقت حتى ثار عليهم المختار فملأ قلوبهم فزعا ورعبا ونكل بهم تنكيلا فظيعا.
هذه بعض النقاط الحساسة التي حفل بها كلامه الشريف الذي تندفق بقوة البيان وروعة القصد وقد وجم جيش ابن سعد .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|