المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



خطاب الامام الحسين وشفقته على قتلته يوم عاشوراء  
  
3921   04:36 مساءاً   التاريخ: 29-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج3, ص192-195.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-04-2015 3374
التاريخ: 8-04-2015 3715
التاريخ: 28-3-2016 3787
التاريخ: 28-3-2016 3190

ابت رحمة الامام وشفقته على أعدائه إلا أن يقوم بإسداء النصيحة لهم ثانيا حتى يستبين لهم الحق ولا يدعي أحد منهم أنه على غير بينة من أمره فانطلق نحوهم وقد نشر كتاب اللّه العظيم واعتم بعمامة جده رسول اللّه (صلى الله عليه واله) ولبس لامته وكان على هيبة تعنو لها الجباه وتغض عنها الابصار فقال لهم , تبا لكم ايتها الجماعة وترحا أحين استصرختمونا والهين فاصرخناكم موجفين سللتم علينا سيفا في ايمانكم و حششتم علينا نارا اقتدحناها على عدونا وعدوكم فأصبحتم إلبا لأعدائكم على اوليائكم بغير عدل افشوه فيكم ولا أمل اصبخ لكم فيهم فهلا لكم الويلات تركتمونا والسيف مشيم والجأش طامن والراي لما يستحصف ولكن اسرعتم إليها كطيرة الدبا  وتداعيتم عليها كتهافت الفراش ثم نقضتموها فسحقا لكم يا عبيد الأمة وشذاذ الأحزاب ونبذة الكتاب ومحرفي الكلم وعصبة الاثم ونفثة الشيطان ومطفئ السنن ويحكم أهؤلاء تعضدون!! وعنا تتخاذلون! اجل واللّه غدر فيكم وشجت عليه اصولكم وتأزرت فروعكم  فكنتم اخبث ثمرة شجى للناظر واكلة للغاصب الا وان الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة يأبى لنا اللّه ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وطهرت وانوف حمية ونفوس آبية من ان تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام الا واني زاحف بهذه الأسرة على قلة العدد وخذلان الناصر ثم انشد ابيات فروة بن مسيك المرادي :

فان نهزم فهزامون قدما            وإن نهزم فغير مهزمينا

وما ان طبنا جبن ولكن             منايانا ودولة آخرينا

فقل للشامتين بنا افيقوا           سيلقى الشامتون كما لقينا

اذا ما الموت رفع عن اناس      بكلكله اناخ بآخرينا

اما واللّه لا تلبثون بعدها الا كريثما يركب الفرس حتى تدور بكم دور الرحى وتقلق بكم قلق المحور عهد عهده إلي ابي عن جدي رسول اللّه (صلى الله عليه واله) فأجمعوا امركم وشركاءكم ثم لا يكن امركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون اني توكلت على اللّه ربي وربكم ما من دابة الا وهو آخذ بناصيتها ان ربي على صراط مستقيم ورفع يديه بالدعاء عليهم قائلا : اللهم احبس عنهم قطر السماء وابعث عليهم سنين كسني يوسف وسلط عليهم غلام ثقيف يسقيهم كأسا مصبرة فانهم كذبونا وخذلونا وأنت ربنا عليك توكلت وإليك المصير .

لقد انفجر الامام بهذا الخطاب كما ينفجر البركان وقد أبدى من صلابة العزم وقوة الارادة ما لم يشاهد مثله وقد حفل خطابه بالنقاط التالية :

أولا : انه أوغل في تأنيبهم بشدة لما أبدوه من التناقض في سلوكهم فقد هبوا إليه يستنجدون ويستغيثون به لينقذهم من ظلم الأمويين وجورهم فلما خف لإنقاذهم انقلبوا عليه وسلوا عليه سيوفهم التي كان من الواجب أن تسل على أعدائهم الذين بالغوا في اذلالهم وارغامهم على ما يكرهون.

ثانيا : انه ابدى أسفه البالغ على دعمهم للحكم الاموي في حين انه لم يبسط فيهم عدلا او يشيع فيهم حقا أو يكون لهم أي أمل أو رجاء فيه.

ثالثا : انه شجب الصفات الماثلة فيهم والتي كانوا بها من احط شعوب الأرض فهم عبيد الامة وشذاذ الأحزاب ونبذة الكتاب وعصبة الاثم إلى غير ذلك من نزعاتهم الشريرة.

رابعا : انه اعلن رفضه الكامل لدعوة الطاغية ابن مرجانة من الاستسلام له فقد اراد له الذل وهيهات أن يرضخ لذلك فقد خلق ليمثل الكرامة الانسانية والمثل العليا فكيف يذعن للدعي ابن الدعي؟

خامسا : انه اعلن تصميمه على الحرب وان يخوض المعركة بأسرته التي مثلت البطولات ومضاء العزيمة والاستهانة بالموت.

سادسا : انه أخبرهم عن مصيرهم بعد قتلهم له فان اللّه سيسلط عليهم من يسقيهم كأسا مصبرة وينزل بهم العذاب الأليم ولم يمض قليل من الوقت حتى ثار عليهم المختار فملأ قلوبهم فزعا ورعبا ونكل بهم تنكيلا فظيعا.

هذه بعض النقاط الحساسة التي حفل بها كلامه الشريف الذي تندفق بقوة البيان وروعة القصد وقد وجم جيش ابن سعد .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.